كارثة تجفيف نهر الوند وقصف المناطق الكوردية يكتسب تضامناًعراقياً واسعاً
وتضمن منهاج الزيارة عقد ندوة خاصة بمشكلة تجفيف نهر الوند والقصف الايراني لقرى ومناطق اقليم كوردستان وذلك في المركز الثقافي في خانقين، إذ ندد المجتعون باقدام السلطات الايرانية بتجفيف نهر الوند والقصف غير المبرر للمناطق الكوردستانية، داعين الى ضرورة التحرك من قبل الحكومة الاتحادية لوضع حد لهذه الازمة المميتة وبمختلف الوسائل الدبلوماسية والسلمية، وحسب قولهم لم تحرك الحكومة الاتحادية ساكنا وقد اختارت الصمت تجاه الكارثة الانسانية التي تواجهها مدينة خانقين وابنائها..
وأطلق زاهد طاهر مسؤول مكتب المنظمات الديمقراطية في خانقين مقترحاً بضرورة مؤتمر وطني شامل على مستوى العراق، من زاخو حتى الفاو، يضم منظمات المجتمع المدني كافة وذلك بمشاركة اقطاب الحكومة الاتحادية وممثلين عن الامم المتحدة ومنظمات انسانية عالمية.، قائلا: انما يتعرض اليه العراق يدخل ضمن حرب المياه التي تلقي بظلالها على سائر العراق، واضاف ان تلك الحرب بدأت من خانقين ومنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي. محذرا من أن الحروب القادمة التي تواجه العراق هي حرب المياه التي تتوسع رقعتها بعد خمس سنوات او ما يزيد لتصبح اشد فتكا من الحروب التقليدية، كونها تهلك الحرث والنسل وتزيد من شبح التصحر الذي ظهر بوادره في مناطق العراق الجنوبية منذ اعوام، وتمحى مدنا بأكملها بينما ستكون الهجرة بالملايين. واشار طاهر الى سياسة ايران تجاه نهر سيروان وكارون، وكذلك سياسة تركيا وسوريا بخصوص نهري دجلة والفرات والانهر الصغيرة الاخرى.
وبعد انتهاء الاجتماع توجه الوفد الى الجسر الحجري الجاثم على اطلال نهر الوند، معلنين استنكارهم وشجبهم بينما رددوا النشيد الوطني (موطني) وهم يحملون يافطات كتب عليها (قطع مياه نهر الوند عن اهلنا في خانقين خرق للاعراف والقانون الدولي).
وزار الوفد بعد ذلك مبنى قائممقامية قضاء خانقين حيت التقى محمد ملا حسن قائممقام القضاء.
وفي اللقاء، اعرب ملا حسن عن سعادته لموقف الوفد الانساني والوطني قائلا: اشعر بسعادة غامرة وانا ارى ولاول مرة مثل هذا الحجم من المناصرة العراقية، واضاف ان لمنظات المجتمع المدني دور حيوي وفعال في تحريك الوضع وخلق رأي عام باتجاه تقويم المسارات الخاطئة، مشيرا الى زيارته الرسمية الاخيرة الى ايران بخصوص حل مشكلة نهر الوند مع الجانب الايراني والتي لم تتمخض عن شيء سوى الوعود التي لا طائل ورائها وسوى كسب المزيد من الوقت، واضاف اننا عملنا ما بوسعنا ولم يثمر سعينا عن شيء، والدور الآن لكم انتم المنظمات الديمقراطية والتي باستطاعتكم الضغط على الحكومتين العراقية والايرانية.
وفي اطار زيارته، توجه الوفد معبر المنذرية الحدودي، اذ اعلن عن استنكاره التام لقطع مياه نهر الوند داعيا الى اعادة اطلاقه بأسرع وقت.
خلال مرافقتنا الوفد، توجهنا بالحديث الى عدد منهم، فقد اعلنت الناشطة هناء ادور عن المبادرة المدنية لمنظمات المجتمع المدني وسكرتيرة جمعية الامل العراقية، اعلنت عن تضامنها التام ووقوفها وجميع اعضاء الوفد مع ابناء مدينة خانقين، قائلة: جئنا نتأكد ونطلع عن كثب على جريمة قطع نهر الوند وتداعياتها. واضافت انها حقا كارثة انسانية بكل معنى الكلمة، ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية كافة. وقال اني وفي مكان الجريمة صعقت بهول الكارثة، لذا اعلن عن استنكاري الشديد لهذا العمل المشين الذي يستهدف حياة المواطنين في الصميم ويقضي على معالم الحياة وكل القيم والمبادئ الانسانية الجميلة. وقال ان هذه الكارثة -الجريمة تخص كل العراقيين للأنها تأتي ضمن سلسلة الاعتداءات المتكررة على العراق كقطع نهر كارون والقصف غير المبرر على مناطق من اقليم كردستان وتحت ذرائع واهية.
وفي معرض حديثها عن دور الحكومة المركزية تجاه الازمة قالت: ان موقف الحكومة مثير للاستغراب، فكيف يعقل وشعبنا يتعرض للموت بينما الحكومة قابعة في قاع الصمت؟! واضافت: نطالب بموقف حازم من الحكومة العراقية ونطالبها بروح المسؤولية لقيادة البلد.. عليها ان تشعر بهيبة دولة وان تضغط بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية المتاحة.
اما الكاتب عمر الدليمي رئيس راطبة الاعلاميين في ديالى وامين الشؤون الثقافية لاتحاد ادباء ديالى فقد قال: جئنا لنعلن استنكارنا لقطع مياه نهر الوند وقصف المدن الكردستانية من قبل القوات الايرانية، كما جئنا لنعبر عن تضامننا مع ابناء خانقين لنقول لهم لستم وحدكم في الخندق. واضاف موقفنا هو رسالة عن وحدة العراقيين وهذا دليل على ان روح الوطنية بين العراقيين مازالت قائمة ومصيرنا واحد ومستقبلنا مشترك. وما يمس شعب كردستان مساس للعراق ككل، واضاف ان ما يفرقه السياسة يجمعه روح المواطنة والشعور بالمسؤولية، واردف قائلا: ندعو الجارة ايران لاطلاق نهر الوند والكف عن قصف قرى ومناطق كردستان واحترام علاقات حسن الجوار والعلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين العراقي والايراني، وقال اننا في محافظة ديالى عقدنا مؤتمرا للتضامن مع شعب كردستان شارك فيها 12 منظمة من محافظة ديالى واكدنا على ان الحكومة العراقية مطالبة بالتحرك السريع والجدي وعلى اعلى المستويات لو ضع حد للاعتداءات المتكررة من قبل الجانب العراقي على ارض وشعب كردستان والتي هي مساس لسيادة العراق وهيبة الدولة العراقية ودعونا الى الاعتصام وقطع جميع المنافذ مع ايران حتى تذعن لمطاليبنا.
والتقينا الناشطة فيان شيخ علي عن منظمة تموز للتنمية الاجتماعية وهي احدى المنظمات الانسانية العاملة في بغداد فقد قالت جئنا: لنتحسس الأزمة عن كثب ونقرر، فتأكد لدينا ومنذ دخولنا مدينة خانقين حجم الكارثة والمعاناة وخطورة الموقف، واضافت: في الثمانينيات من القرن الماضي زرت خانقين فرايت كم كان النهر معطاء والآن ارى المدينة وقد اصابتها الوجوم والشلل، بينما مساحات من الخضرة والبساتين والمراعي التي اشبهت بالبساط اختفت عن الوجود،
وقالت اننا نعمل ما بوسعنا من اجل حشد الطاقات وخلق رأي عام عالمي، وندعوا جميع المنظمات العراقية ان تشارك حملتنا الانسانية كي نرفع الحيف عن مدينة خانقين. وقالت نطالب المجتمع الدولي والعالم الاسلامي التدخل فورا لإنهاء الازمة وادعو الى مقاطعة البضائع الايرانية ان لم يستجيبوا للقنوات الدبلوماسية ولم يستجيبوا لصوت الانسانية.
هذا واكدت الناشطة فيان الى انهم سوف يواصلون مسعاهم وسيتفقدون المناطق الكردستانية التي تتعرض للقصف الظالم من قبل الدولة الايرانية وبعدها يصدرون بيانا مشتركا يبينون فيه موقفهم النهائي رغم الاعلان عن الكثير من جوانبه وسوف يتخذون القرارات المناسبة بصدد مشكلة نهر الوند وقصف المناطق الكردستانية. وقالت نحن لاندعوا الى العنف وندع للدبلوماسية اولا ان تأخذ مجراه ولا نمن على احد ان طالبنا بحقوقنا.
