توضيح من حكومة إقليم كوردستان حول بيان حركة التغيير
أن هذه المطالب غير واقعية وغير شرعية ليس عندنا فقط، بل عند أغلبية شعب كوردستان، وان خلط الاحتجاجات الجماهيرية في بعض دول المنطقة ومقارنتها بالعملية السياسية في كوردستان والمعادلات السياسية في الإقليم وهو خلط غير واقعي وبعيد عن أحاسيس ووجدان شعب كوردستان، حيث أن تجربة الحكم الكوردية ومؤسسات الحكم جاءت في عن طريق انتخابات ديمقراطية وشهد بلدنا تطورات ملحوظة سواء من النواحي السياسية والتنمية الديمقراطية وإعادة بناء البنى التحتية في كوردستان التي تعرض الجزء الأكبر من مواطنيها وترابها للإبادة والهدم.
نحن نرى الحقائق في أن تجربة الحكم الكوردية غير خالية من النواقص ولدينا مشاكل في تسيير الأعمال اليومية للمواطنين، وهناك مطالب عديدة يجب تلبيتها لشعب كوردستان، ولن نغض الطرف عن هذه الحقائق، ومنذ تسلمنا المهمة بدأنا بجملة اصلاحات وصدرت حتى الآن العديد من القرارات الهامة واتخذنا خطوات عدة في طريق الاصلاح وسوف نستمر في مشاريعنا نحو تحقيق حكم أفضل، وهذا لم يكن بناءً على طلب من التغيير أو تحت ضغطهم بل كان برنامج القائمة الكوردستانية في انتخابات إقليم كوردستان وصوّت له شعب كوردستان.
نحن نفذنا وعودنا وبرنامجنا وذوو الضمائر الحية يشهدون بأننا كنّا البادئين بهذه الاصلاحات لترسيخ مفهوم المواطنة في الحكم الكوردي، وليس من حق أحد أن يزايد علينا سياسياً فنحن في برنامج القائمة الكوردستانية أكدنا على مواجهة الفساد والقضاء على المحسوبية والمنسوبية واتخذنا خطوات هامة في هذا المجال ومواطنو كوردستان من أصحاب الضمائر الحية يشهدون لنا بأننا كنا البادئين في مواجهة المسائل غير القانونية في شؤون الحكومة، وخطونا خطوات مهمة في تهيئة الأرضية لمبدأ (أموال الشعب في خدمة الشعب).
وفي المستقبل سنواصل مساعينا في الاصلاح الحكومي وترسيخ مفهوم المواطنة على أساس مبدأ المساواة في إقليم كوردستان بالاستناد الى جماهير شعب كوردستان المخلصة والوفية.
كان حرياً بحركة التغيير أن تأخذ بنظر الاعتبار أن إقليم كوردستان والحكومة ومؤسسات الحكم الكوردية هي ثمرة نضال وتضحيات شعبنا ودماء الشهداء وضحايا القصف الكيماوي والأنفال في كوردستان، كما هي ثمرة فداء جماهير شعب كوردستان التي ضحت بدمائها وعمرها على مدى عقود في سبيل تحقيقها.
لذا فان مؤسسات بنيت بكل تلك الدماء والتضحيات والفداء وعن طريق عملية ديمقراطية وتسلمت الحكم بصوت أغلبية شعب كوردستان لن تحلّ بطلب غير مشروع من أناس غير واقعيين، وكما جاء في توضيح رئاسة إقليم كوردستان، فان هذه السلطة ومؤسساتها جاءت عن طريق صناديق الاقتراع ويمكن تغييرها بالطريقة نفسها، وليس بخلق الفوضى والبلبلة، حيث أن ظروف إقليم كوردستان وطبيعة شعبه الثوري لن تقبل أن تقوم أي مجموعة يائسة مستقبلاً بتخريب حياتها ومستقبلها، كما أننا لن نعطي الحق لأنفسنا أن نجعل من حرص وإخلاص شعب كوردستان للتجربة والحكومة والبرلمان ذريعة للتساهل في عملية الاصلاح.
أن هذه المسيرة التي بدأت من برنامج القائمة الكوردستانية ونفذ جزء هام منها حتى الآن ولدينا خطط وبرامج آنية ومستقبلية للوفاء بالوعود التي قطعناها على أنفسنا ونحن على يقين أنها تصّب في صالح تقوية تجربة الحكم الكوردي وتطوير الديمقراطية والحرية السياسية والمزيد من الإعمار لبلدنا.
ومن هذا المنطلق فنحن على يقين أن شعب كوردستان والحريصين من القوى المعارضة الأخرى يقيمون هذه المكاسب عالياً ولن يسمحوا بتشويهها، ونطمئن شعب كوردستان أن المؤسسات الأمنية لحكومة الإقليم سوف تحفظ سلامتهم وأمنهم وحياتهم ولن تسمح لأي جماعة بخلق الفوضى وقوات الأمن الداخلي سوف تمنع أي شخص من خرق القانون.