ملايين يبدأون في الادلاء بأصواتهم في استفتاء جنوب السودان
وقال شاهد من رويترز ان سلفا كير رئيس جنوب السودان كان اول من ادلى بصوته في المنطقة بعد الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت جرينتش) مباشرة في مدينة جوبا عاصمة الجنوب.
ونام ناخبون امام مراكز الاقتراع خلال الليل واصطفت طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع قبل الفجر في جوبا حيث وصفت لافتات الاستفتاء بانه"مسيرة اخيرة الى الحرية" بعد عقود من الحرب الاهلية والقمع المتصور من جانب شمال السودان.
وقال جوستين فيكتور الكاهن في كتدرائية كل القديسين الاسقفية في جوبا عاصمة الجنوب "نعم سأصوت بالطبع لصالح الانفصال. نحتاج الى استقلالنا. نحتاج لان نتحرر من العرب."
وحدد موعد الاستفتاء ضمن بنود اتفاقية السلام الموقعة عام 2005 والتي انهت الصراع الدامي بين الشمال والجنوب الذي يعتنق اغلب سكانه المسيحية ومعتقدات تقليدية.
وعلى الرغم من ان كثيرين يقولون ان حقيقة وصول الجانبين الى يوم الاستفتاء دون نشوب حرب بينهما تعد انجازا في حد ذاتها فان بعض المسائل الشائكة لم تحل بعد مثل وضع الحدود وكيفية اقتسام عائدات السودان من النفط.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان اجراء استفتاء هاديء ومنظم يمكن ان يضع السودان من جديد على طريق نحو اقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة بعد سنوات من العقوبات ولكنه حذر من ان اجراء استفتاء تسوده الفوضى سيؤدي الى مزيد من العزلة.
وفي الشمال الذي يغلب عليه المسلمون قوبل احتمال فقد ربع اراضي البلاد ومصدر معظم نفطها باستسلام وبعض الاستياء.
وقال ابراهيم غندور وهو عضو كبير في حزب المؤتمر الوطني الحاكم انه احساس بالحزن والغضب في ان واحد وانه احساس بخيبة الامل في القيادة السياسية بالجنوب التي قادت الجنوبيين نحو الانفصال.
وخلال فترة الاعداد للاستفتاء بدت الخرطوم وجوبا كعاصمتين لبلدين مختلفين.
ففي جوبا انطلقت شاحنات تبث موسيقي وشعارات امام مبان غطتها ملصقات مؤيدة للانفصال. وغنى تلاميذ المدارس وساروا عبر الشوارع في الوقت الذي اقامت فيه جماعات محلية استعراضات رقص عفوية على جانبي الطرقات المتربة.
وكرر كير في وقت سابق وعودا بعدم العودة الى الحرب مع الشمال.
وقال في كلمة "لم يتبق لنا سوى بضع ساعات لاتخاذ ..اهم قرار في حياتنا. احثكم على اتخاذ القرار باسلوب هاديء."
وفي الخرطوم كانت حركة المرور خفيفة ولم تكن هناك شعارات تشير الى قرب الاستفتاء التاريخي.
وقالت مفوضية الاستفتاء لرويترز انها تحدت التوقعات المتشائمة بتأخر تسليم كل مواد التصويت في الوقت المناسب لموعد الاستفتاء يوم الاحد.
ويذهب الجنوبيون الى صناديق الاقتراع دون ان يعرفوا على وجه الدقة موقع حدودهم مع الشمال او حجم الديون المستحقة على السودان والتي يتعين عليهم تحملها بعد الانفصال.
ويجري الجانبان مفاوضات منذ شهور بشأن كيفية اقتسام عائدات النفط وتسوية قضايا اخرى بعد الانفصال . ولم يظهر علنا ما يشير الى تحقيق تقدم.
وسيتعين على الجنوب ايضا مواجهة التناحرات العرقية داخله وحل نزاع مرير مع الشمال بشأن السيادة على منطقة ابيي الوسطى.