فرنسا تطالب اوروبا بمساعدة إقليم كوردستان لحماية المسيحيين
وتأتي هذه المطالبة في وقت ازدادت فيه الهجمات المسلحة ضد المسيحيين وكنائسهم وبخاصة في العاصمة العراقية بغداد ومدينة الموصل.
وأجبرت هذه الهجمات، المسيحيين العراقيين على مغادرة مدنهم إلى مدن أكثر أمنا لاسيما إقليم كوردستان كما هاجر البعض إلى دول الجوار، منذ الهجوم الدامي على كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت ميشال اليوت ماري في مقابلة نشرتها صحيفة "LE FIGARO" الفرنسية إن "المنطقة الكوردية موطن لكثير من المسيحيين والذين فروا إليها، من المناطق الأخرى في العراق منذ عام 2003".
وتابعت تقول "يتعين على الاتحاد الأوروبي ان يساعد السلطات المحلية (في إقليم كوردستان) على التعامل مع هذا النزوح، بحيث يتم استيعاب اللاجئين على أفضل وجه ممكن".
وقررت حكومة إقليم كوردستان في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تشكيل لجنة خاصة لاستقبال المسيحيين النازحين من مناطق سكناهم في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى إلى الإقليم بعد سلسلة الهجمات التي استهدفتهم.
وقالت ماري أيضا "على الأوروبيين المساهمة بشكل ملموس مع الدول المعنية لضمان سلامة المسيحيين في البلدان التي يعيشون فيها".
ونبهت من الوقوع في فخ تنظيم القاعدة والذي يريد من خلاله "تحفيز صراع شامل بين المسلمين والعالميّن العربي والغربي".
وكان المسيحيون يشكلون 20 في المئة من إجمالي سكان المنطقة عند بداية القرن العشرين، ولم يبقَ منهم الآن سوى ما بين 10 و12 مليون نسمة، أي ما نسبته 5 في المئة من سكان المنطقة، بحسب تقارير لمنظمات انسانية
ولاتزال ردود الأفعال مستمرة ردا على الهجوم الدامي على إحدى الكنائس بالإسكندرية في أول أيام السنة الجديدة، والذي أوقع العشرات بين قتيل وجريح وهو مشهد أعاد للأذهان ما تعرض له مسيحيو العراق وبخاصة الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر من العام المنصرم.
وبات المسيحيون في العراق ومصر "أهدافا مشروعة" لتنظيم القاعدة بعد انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي حددها للكنيسة القبطية المصرية للإفراج عن سيدتين قال إنهما محتجزتان داخل كنيسة بسبب اعتناقهما الديانة الإسلامية.
ونشرت منتديات مؤيدة لتنظيم القاعدة بيانا قبل الهجوم على كنيسة الإسكندرية بأسبوعين يطالب بمهاجمة الكنائس القبطية في مصر والخارج.
وكان تنظيم "دولة العراق الإسلامية" المرتبط بالقاعدة قد تبنى الهجوم الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة" في منطقة الكرادة وسط بغداد.
وانخفض عدد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى اقل من نصف مليون بسبب اعمال العنف.