المسيحيون العراقيون يحتفلون بميلاد أكثر أمنا في كردستان
وقال ابلحد المهندس المدني البالغ من العمر 32 عاما وهو واحد من الاف المسيحيين العراقيين الذين فروا الى الشمال الاكثر أمنا بعد هجمات قاتلة وتهديدات متكررة وجهها المتشددون للسكان العراقيين المسيحيين الذين يتناقص عددهم يوما بعد يوم ان الفارق بين بغداد والشمال كبير جدا.
وفي اسوأ هجوم وقع مؤخرا قتل 52 شخصا في كنيسة سيدة النجاة ببغداد في 31 اكتوبر تشرين الاول عندما اقتحمت قوات الامن الكنيسة بعد ان احتجز متشددون رهائن داخلها أثناء قداس الاحد.
وقال البابا بنديكت في رسالته السنوية بمناسبة عيد الميلاد انه يأمل أن تحمل هذه الايام المباركة السلوى للمسيحيين في العراق والشرق الاوسط حيث يخشى الفاتيكان أن تؤدي أحداث عنف كهجوم أكتوبر تشرين الاول في اثارة هجرة الجماعية.
وخوفا من المزيد من اراقة الدماء حث العديد من قادة الكنائس في مدن عراقية مثل بغداد التي ما زالت تشهد هجمات بشكل شبه يومي المسيحيين على التزام الهدوء وعدم المبالغة في احتفالاتهم هذا العام وقصرها على الصلوات والقداس.
وأدى التهديد بشن المزيد من الهجمات بقوات الامن العراقية الى اقامة جدران خرسانية عالية واقية من الانفجارات تعلوها الاسلاك الشائكة حول العديد من الكنائس في العاصمة العراقية. وغابت الى درجة ملحوظة زينات عيد الميلاد.
لكن على بعد حوالي 300 كيلومتر الى الشمال في عين كاوه وفي مدن كردية أخرى فالاجواء احتفالية. فقد تزينت الكنائس بمصابيح ملونة ولافتات التهنئة بعيد الميلاد وموسيقى العيد تتردد في الشوارع.
وكردستان واحة من الهدوء النسبي في العراق منذ 1991 عندما أصبحت المنطقة جيبا شبه مستقل يتمتع بحماية الغرب. وحصل الاقليم على سمعة جيدة كملاذ امن في العراق الذي يسوده الخطر.
وتجمع الاف المصلين عشية عيد الميلاد في كنيسة مار يوسف في عين كاوه وساحتها الخارجية التي تزينها الاضواء البراقة وشجرة عيد ميلاد كبيرة.
ووقف عشرات من رجال الشرطة المسلحين بالبنادق الالية خارج الكنيسة لحراستها. وقال الملازم رواز أزاد مدير شرطة مرور عين كاوه ان السلطات صعدت من اجراءاتها الامنية واقامت نقاط التفتيش خارج المدينة لتفادي وقوع اي هجمات.
وخارج كنيسة مار يوسف زحفت السيارات وسط الزحام المروري بينما ترددت نغمات أغنية تقليدية لعيد الميلاد من مذياع سيارة من السيارات العابرة. وغطت الزينات عددا كبيرا من السيارات بينما وضع بعض أصحاب السيارات مجسمات لبابا نويل في أماكن ظاهرة فيها.
وفي بعض الشوارع الكبيرة في عين كاوه وقف الاطفال معا في انتظار بابا نويل. وفي كل عام يقود رجل من سكان المدينة سيارة نقل صغيرة وهو يرتدي ملابس بابا نويل ويقوم بتوزيع اللعب على الاطفال.
وفي اربيل عاصمة كردستان العراق تزينت المراكز التجارية الكبيرة مثل بأشجار عيد الميلاد ورفعت لافتات عليها تهنئة بالعيد.
وقال ابلحد ان من المستحيل أن يحدث ذلك في بغداد.
وقالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين الاسبوع الماضي ان ما يقرب من 1000 أسرة مسيحية عراقية أي ما يصل الى 6000 شخص فروا الى كردستان من بغداد والموصل ومناطق أخرى. وكان تعداد المسيحيين في العراق يوما ما يصل الى 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه وصل الان الى حوالي 850 ألف نسمة.
وقالت بيان أوديش (50 عاما) ان حتى جيرانها المسلمين يشعرون ببهجة عيد الميلاد.
وقالت وهي تقوم بجولة شراء متأخرة في متجر بوتو بازار "لقد اشتروا شجرة عيد ميلاد أيضا."
لكن نظرات الاسى في وجوه بعض المسيحيين على حياتهم التي تركوها خلفهم تعني ان عيد الميلاد لم يعد مصدرا للبهجة في حياتهم.
وقالت حكانوش حركون الاستاذة الجامعية السابقة من بغداد وهي تشتري بعض الملابس الشتوية لبناتها الاربع انها لن تحتفل بعيد الميلاد لانها لا تملك ما يكفي من المال.
واضافت ان زوجها يعمل حارس امن لكنيسة وانه المصدر الوحيد للدخل للاسرة.
-رويترز