• Monday, 22 July 2024
logo

يوم التراث السرياني في اربيل يستذكر زفة العروس العنكاوية على صهوات الخيول

يوم التراث السرياني في اربيل يستذكر زفة العروس العنكاوية على صهوات الخيول
استهلت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية أسبوعها الثقافي السرياني الخامس، بيوم التراث السرياني الذي نظمته مديرية التراث والفنون الشعبية السريانية ونادي شباب عنكاوا الاجتماعي على ساحات النادي بعنكاوا، في الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء وبحضور المطران بشار متي وردة رئيس أساقفة اربيل و جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا والأستاذ جوهر توما مدير بلدية عنكاوا وممثلي عدد من القنصليات الأجنبية المعتمدة في اربيل وعدد من رؤساء الدوائر الحكومية في عنكاوا وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ومجموعة من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وجمهور غفير يربو على الألفي شخص ضاقت به ساحات النادي على اتساعها.
في مستهل الحفل ألقى الدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة والفنون السريانية كلمة رحب فيها بالحضور الكرام وقال:"لقد اعتدنا على إقامة مثل هذه الأمسية التراثية منذ ثلاث سنوات، إيمانا منا بان إحياء التراث هو واجب وطني وقومي بالنسبة للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، معتزين بتعاوننا مع منظمات المجتمع المدني وخاصة نادي شباب عنكاوا الذي ساهم ويساهم معنا بحماس كبير في إقامة هذه الأمسية، كما أوجه شكري لسائر منظمات المجتمع المدني المتعاونة معنا كنادي المتقاعدين وجمعية الثقافة الكلدانية وجمعية مار عودا الزراعية".
وأضاف:" مهمتنا هي الحفاظ على تراث وثقافة ولغة شعبنا وادعوكم لتكونوا حريصين على هذا التراث واعتقد انها إحدى المهمات الملقاة على عاتقكم، ولاسيما منظمات المجتمع المدني، كما هي ملقاة على عاتقنا".
مشيرا إلى أن:" هذا اليوم هو إحياء لتراث عنكاوا من أزياء واكلات وحلويات، في محاولة لإعادة إحياء هذه الفعاليات التراثية كل سنة ونأمل أن يكون أهالي عنكاوا مستعدين لإحياء هذا التراث"، شاكرا الحضور على مشاركتهم.
أعقبتها كلمة نادي شباب عنكاوا ألقاها نائل نجيب رئيس الهيئة الإدارية لنادي شباب عنكاوا مرحبا بالحضور الكريم وشاكرا شباب النادي وموظفي المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية على تعاونهم لانجاح هذه الفعالية التي باتت تقليدا يتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس النادي.
ثم جاءت كلمة جلال حبيب مدير ناحية عنكاوا الذي شدد على عمق جذور أبناء شعبنا في هذه الأرض و أضاف:" ما تشاهدونه اليوم يعبر عن أصالتنا وتاريخنا ليرى العالم أننا أناس نعتز بتاريخنا وتراثنا، وان هكذا نشاط يعطينا فرصة كي نتذكر جذورنا التاريخية فنحن امة حية، عاشت وتعيش بوفاق ووئام مع إخوانهم الكورد".
بعدها قدم فاروق حنا كلمة مدير التراث والفنون الشعبية السريانية الذي عبر عن سعادته الغامرة مع دخول هذا التقليد بإقامة اليوم التراثي عامه الثالث شاكرا كل من تعاون لإخراجه بهذا الشكل الجميل، مشددا على أنها ليست:" أقصى إمكانياتنا وعندما يتم التعاون مع منظمات المجتمع المدني الأخرى سيظهر الجديد والجميل".
ثم بدأت فعاليات اليوم التراثي السرياني الذي أقيم بالتعاون بين مديرية التراث السرياني ونادي شباب عنكاوا، بعرض للأزياء الفلكلورية الشعبية السريانية من مختلف قرى ومناطق ابناء شعبنا، يرافقها شرح مستفيض لكل زي والمنطقة التي ينتمي إليها، وشملت الأزياء القرى والبلدات:(شقلاوا، القوش، كوي و ارموطه، شرمن، برطلة، كرمليس، بغديدا، خومالا، عقرة).
أعقبها إفتتاح جداريتين للفنان خالد حنا سبو تمثلان المعلم حمورابي رائد التعليم في العالم وأخرى للموسيقيين من بلاد ما بين النهرين.
مر بعدها موكب جهاز العروس العنكاوية المحمول على اكتاف الشباب والصبايا وسط الزغاريد وعلى أنغام الطبل والزرنا (المزمار)، تلته زفة للعروس والعريس، على ظهور الخيل وبالزي العنكاوي التقليدي، حسب التقاليد القديمة، إذ دخلا محاطين بالأحباب وسط الهلاهل والزغاريد وعلى أنغام الطبل والزرنا.
تشابكت بعدها الأيدي في دبكات شعبية على أنغام الموسيقى الفلكلورية والأغاني العنكاوية القديمة التي أداها كل من المطربين: فؤاد زمارا وهندرين مجيد، بمشاركة السادة الضيوف والجمهور الكريم، ثم أعقبهما المطرب اللبناني فادي زيدان. فيما جرى على هامش الاحتفال عرض للصور الفوتوغرافية القديمة لعنكاوا التي تعود لأكثر من خمسين سنة على شاشة كبيرة (داتا شو)، وبعد ذلك تقدم الجميع إلى البوفيه المفتوح الذي شمل مجموعة من الأكلات الشعبية تزيد على العشرين تنوعت بين الكبة الكبيرة(كبيبى رابى)، والدولمة (يبرغ) على الطريقة العنكاوية وطريقتي كويسنجق وعقرة، والفريكة، والهريسة، وشوباتّ، وكبة الحامض بنوعين بالشجر والسلق، والكبة اللبنية باللحم، وشوربة العدس بالحبية، وحليمى والبرغل بالسلق والأرز بالسلق وسواها من الأكلات التراثية، أما الحلويات فتنوعت بين الشروب والكليجة والبريشك والفتيتة والخرمنون واللوزينا وغيرها من الحلويات الشعبية، وفي زاوية أخرى من ساحة نادي شباب عنكاوا الواسعة، جرت عملية سلق الحنطة في قدر ضخم على الطريقة الشعبية القديمة، وتحلق الناس حول المرجل الكبير ليأكلوا ¬(خشيشه) أو (السليقة). وكان ثمة في زاوية أخرى تنور يشتعل في انتظار الخبز الحار، وحائك يغزل الخيوط على مغزل قديم.
Top