التعامل الوطني الكوردستاني والجحود العراقي
تبذل القيادة السياسية الكوردستانية وحكومة إقليم كوردستان الممثلة للإجماع الوطني، جهود مخلصة مستمرة لرأب الصدع الحاصل في العلاقات الوطنية بين أربيل وبغداد على أساس الدستور العراقي الاتحادي، ومع ذلك وحتى الان لم تقدم الحكومة الاتحادية الجديدة على خطوات ملموسة على الأرض تنهي الغبن الفاحش الذي لحق بشعب كوردستان طيلة الفترة الماضية سواء من ناحية عدم تطبيق المادة 140 الدستورية او الغاء الحصار الاقتصادي او صرف مستحقات الإقليم القانونية من الميزانية او وضع قوات الپێشمهرگة ......الخ، وكل التصريحات الصادرة تدور في اطار( اجتماعات جيدة، وصول الى تفاهمات، تقارب في وجهات النظر .....الخ) التي لا تغني ولا تشبع رغم تواصل الوفود والاجتماعات غير المنتجة والتي تفسر بعدم رغبة الحكومة الاتحادية ومراكز القرار في بغداد الى الوصول لاتفاقات نهائية حاسمة تخدم الوحدة الوطنية وتحترم إرادة شعب كوردستان.
من الواضح ان بعض مراكز القرار العنصرية والطائفية المؤثرة في بغداد والمرتبطة بأجندات إقليمية تراهن على الوضع الاقتصادي والمالي الصعب لإقليم كوردستان والاثار السلبية لانتشار الوباء الفايروسي وعلى المحاولات المستمرة والملغومة لتفتيت وحدة الصف الكوردستاني وعلاقات الأحزاب الكوردستانية فيما بينها لكسر إرادة شعب كوردستان وبالتالي حرمانه من حقوقه الديموقراطية والدستورية والقانونية وإعادة عقارب الساعة للوراء لأيام الانفالات وحروب إبادة الجنس وتغيير الواقع القومي.
المراهنة الفاشلة هذه كانت وستبقى تصطدم بجبل الإرادة الفولاذية لشعب كوردستان الصامد والذي سقطت على اقدامه مراهنات ومحاولات أكثر عدوانية وشراسة ودموية طيلة تأريخ الدولة العراقية المستحدثة والقوى الوطنية الكوردستانية تقف صفا واحدا في كل القضايا المصيرية رغم ما بينها من خلافات وتباين في التوجهات والاولويات.
ان من مصلحة عموم العراق والحكومة الاتحادية الجديدة التي تطمح الى تنفيذ برنامج شامل للإصلاح ومعالجة السلاح المليشياوي المنفلت والفساد المستشري والتخلف في كل مناحي الحياة اليومية للمواطنين.......الخ الاستجابة السريعة والصادقة والحقيقية لمطالب شعب كوردستان وحكومته والتوصل الى اتفاق استراتيجي يؤسس لمرحلة جديدة في تأريخ العراق الاتحادي فيما إذا أرادوا بقاء هذا العراق موحدا.
غني عن البيان ان المنطقة تشهد تغييرات بنيوية حادة وكل أعداء شعب كوردستان يعانون من أزمات خانقة وتورط في قضايا ستكلفهم غاليا ومن مصلحة العراق ومكوناته ان يكون بمأمن من العاصفة القادمة بالاعتماد على النفس وحل المشاكل بالطرق السلمية الدستورية ووضع حد نهائي لمعاداة شعب كوردستان وحقوقه المشروعة وللمراهنات العنصرية والطائفية لكسر ارادته الحرة.
PDK
