• Friday, 17 May 2024
logo

كوردستان سوريا واحتمال اشتعال نار الحرب على المياه؟

كوردستان سوريا واحتمال اشتعال نار الحرب على المياه؟
ماهر حسن



اصبحت النفوس بعد الأزمة السورية مترعة بنكران وتجرد من المثاليات، وامتلأت فيها روح الجحود ونتج عنها الانطباع السيئ ليضع الإنسانية في زاوية ضيقة ويكتنفها بالمشاعر السيئة ، ولكن حين يقابل المعروف مثل هذه المعايير غير المنصفة ، حينئذ تتضاءل الرحمة ووفقاً للانصياع الإرادي لنزاعات النفس ويستجيب المرء لرغباته الفياضة المفعمة بالجشع والتي لم تكن بحال من الأحوال خاضعة لإرادته، ولا يجهد بمحاولاته لتخلص منها .
السلوكات والممارسات التي تواصل فصائل المسلحة على ديمومتها، عبارة عن الولاء للعثمانية ، وهي مكتسبة من البيئة ، ولا علاقة للوراثة فيها كونها لا تتدخل في الجينات الوراثية للإنسان السوري الذي هتف للحرية واستشهد لأجلها ، وكما يبدو - شبع الناس وملت وسئمت النفوس من الشعارات الفضفاضة للمعارضة السورية والتي لا تغني ولا تسمن الا من الظلم والاستبداد، وطالما ان الفصائل المعارضة المسلحة لا تختلف عن النظام بمثقال ذرة من جهة اضطهاد الكورد عن سبق إرادة وتصميم، من خلال ممارسة الجور والتعذيب أو المعاملة اللاأخلاقية وإلحاق الأذى من خلال تدمير المنازل وحرق المحاصيل وسرقتها، والاستيلاء على الممتلكات كما حصل ويحصل في عفرين وذلك - حسب قانون احتلالي يبرر سذاجة الجريمة ، إضافةً إلى ارغام الناس على دفع إتاوات وخطف وانتشال وأخذ رهائن واخر أساليب هؤلاء حرب قطع مياه الشرب عن محافظة الحسكة.

وفي خضم الحرب الوبائية التي اجتاحت العالم طالت حرب أخرى لإحداث ضرر واسع النطاق في كوردستان سوريا، على يد فصائل سوريين وبسلاح تركي بعد استخدام السموم أو الأسلحة المسممة والغازات الخانقة ومواد حارقة، إذ تم اللجوء الى حرب المياه . فمنذ تصاعد شراسة الدمار بهتافات الثورة كلفت المدنيين الكورد حياتهم ، وزعزعت الثقة وساهمت بلا شك في انهيار بصيص الأمل ، للوصول إلى مبغى في دولة جديدة ونظام تعايش جديد ، كما أن تركيا باستغلالها الصراع قامت بتحطيم الروابط الهشة بين أبناء المنطقة من الكورد والعرب - العرب والمسيحيين .ما هو المطلوب لمواجهة حرب المياه ناهيك عن نقص بل انعدام وسائل الحياة العادية :
فإنه في ظل عدم تعزيز أمن البنى التحتية للمياه ، لا يمكن مواجهة احتمالات نشوب حرب على المياه خاصة- لاجل تلبية الاحتياجات المتزايدة ولا سيما بعد جائحة كورونا ، ونتيجة تزعزع عنصر المياه، إذ بدأت تتفشى رغبة تركيا باللجوء إلى قطع المياه عن الدول الجارة بهدف الضغط وإفشال أي مخططات استراتيجية ذكية تدير عجلة الاقتصاد والتنمية والنمو في الدول امثال العراق و سوريا، ما يوقظ مجدداً العقول الدكتاتورية ورغبة في بناء إمبراطورية العثمانية ومحاولات حسيسه بغية الاستضعاف ووقع بالعراق و سوريا في حالة من الركود والفقر. وعلى أية حال فإن الصراع على المياه يتم إعداده منذ زمن ليس بالقصير و خاصةً في الشرق الأوسط
ثانياً لا تجدي الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي عن تراجع تركيا بالتحكم في المياه ، فالمشروع المخطط له خلق الأزمة المائية المتفاقمة في الدول مثل العراق وسوريا، وكل ذلك يصب ضمن استراتيجية تركيا التي اعتمدتها وطرح احتمالين وخيارين لا ثالث لهما وضع العراق و سوريا امام الامر الواقع والذي لم يعد بمقدورهما ان يجابهوها وهما "الخضوع او الحرب"
ثالثاً رسم سياسات جديدة لتجاوز المشكلة الطائفية وبناء الدولة على أساس المواطنة المتساوية والمسؤولية المدينة . الازمة السّوريّة، وإدارة والتّمسّك بخيوطها ،اعتمدت على أساليب خلق فيروس الحقد وإثارة التناقضات بين أطياف المجتمع الى جانب نشر وتعميق الإحساس بالظلم وعدم الثقة بين الأفراد من مختلف الطوائف( كورد ، عرب ، ارمن ، اشوريين و تركمان ... الخ) و ادى ذلك إلى إعادة تمركز و تشكيل السكان في محافظات السورية الأخرى والتي تتّسم بطابع طائفي أو عرقي، فصائل لقيام بعملية تهجير مئات الآلاف من الكورد والأقليات الأُخرى من أجل إحداث تغيير تغيير ديمغرافي في منطقة كوردستان سوريا و مشاركة دولة تركية في حرب المياه و تعطيش محافظة الحسكة.

وعلى أية حال فإن تركيا تبحث عن الذرائع المختلفة و الحجج المتنوعة للتوسع حدودها، وذلك لتحقيق الحلم العمثانية والهدف المرسوم وهو إعادة السيطرة على ارض كوردستان و اراض عربية ( سوريا ، عراق ، ليبيا ، مصر ...الخ) والذي بات يتشكل ملامحها بعد نشر مسؤولين اتراك على مواقع سوشيال ميديا خرائط تضم هذه البلدان وهذا يتم تنفيذه وفق خطط مدروسة بدقة متناهية وكبيرة وعلى مراحل متعددة وخلال عدة عقود . واول خطواتها الاستحواذ على مصادر المياه وتأمين مصادر الطاقة لها وذلك من خلال تدمير البنية التحتية لهذه البلدان و استحواذ على اقتصادها ومن ثم استغلال الدين وترديد شعارات كاذبة معادية لإسرائيل حتى تصبح مألوفة ، والحديث عن فتوحات إسلامية على اساس انها حقيقة لا يمكن غض الطرف عنها مثل اعادة القدس ، مع العلم الصفقات التجارية والاقتصادية بين تركيا و اسرائيل تجري على القدم و الساق وكذلك تبدأ المفاوضات بشأن مناطق اجتياحها على سبيل المثال مدينة عفرين وعقد اجتماعات من قبل المستفيدين وليس للضعيف غير القبول ( مؤتمرات المتواصلة بين إيران ، تركيا و روسيا) .

في الختام فإن قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) هوالمطلوب منا ككورد وعرب الانتباه التمسك به، لاسيمت ان امعنا فيما يدور في الظاهر والباطن من اطماع تركية لمنعها بالوسائل والطرق المناسبة وإفشال مشاريعها من قطع أو تقليل إمدادات المياه ، وأول خطوة هي اجتياح عفرين و قطع المياه عن مدينة الحسكة في كوردستان سوريا و كان الله في عون اهلنا في تلك المدينتين







باسنيوز
Top