• Saturday, 24 August 2024
logo

في ذكرى تأسيسه... البارتي بين الأفاق والأبعاد

في ذكرى تأسيسه... البارتي بين الأفاق والأبعاد
زيدو باعەدري

بعد ان وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وفق نظام (الغالب والمغلوب) سنة ١٩٤٥ تم تهميش ملف الكورد وكوردستان مرة اخرى من قبل الانظمة المغتصبة لكوردستان، وبنظرة بسيطة للظروف في حينها وبعد قمع ثورة بارزان الثانية من قبل السلطات العراقية بالتعاون مع كل من تركيا وايران، اضطر البارزاني الخالد الى تركيز كل جهوده نحو الدفاع عن جمهورية (كوردستان)مهاباد، الدولة الكوردية الفتية وأول كيان كوردي مستقل.. انطلاقاً من الشعور القومي الذي انتشر في ذاك الوقت بين الكورد جميعاً وايماناً منهم بأن قضيتهم واحدة.

لذا كانت التوجهات السياسية للكورد هي التوحد بين حزب هيوا وحزب رزگارى ومنظمة شورش وتشكيل حزب البارتي وانتخاب البارزاني الخالد زعيماً للحزب لضرورة المرحلة أنذاك وكونه قائد شجاع معروف بين الكورد جميعاً كزعيم قومي وضرورة المرحلة.

وبمراجعة بسيطة لتاريخ هذا الحزب نجد ان مؤتمراته بلغت ١٣ مؤتمراً انعقدت في أماكن وظروف مختلفة تخللتها انتصارات وانتكاسات.. وفي كل النكسات كان ولازال البارتي يتحمل المسؤولية كما أشار إلى ذلك سيادة السروك عندما قال (في النكسات نجد أنفسنا وحيدين أما في الانتصارات فنجد الجميع يشاركنا).. والامثلة كثيرة على سبيل المثال اثناء انهيار جمهورية كوردستان الكوردية كلف قاضي محمد البارزانى الخالد للحفاظ على الراية المقدسة وكان خير حافظ على الوعد والامانة ومسيرته التاريخية نحو الاتحاد السوفيتي مع رفاقه رغم المؤامرات والقصف من قبل ثلاث دول تركيا وايران والعراق لكنه لم يستسلم واستكمل مسيرته وعبر نهر أراس ودخل حدود الاتحاد السوفيتي رافضاً الاستسلام للعدو.. وتبعتها نكسة اتفاقية اذار سنة ١٩٧٥ المشؤومة وعمليات الأنفال وقصف حلبجة وبهدينان وكارثة شنگال وجينوسايد الايزديدية ومؤامرة ١٦ أكتوبر.. واخيرا قطع الرواتب من قبل بغداد لموظفي الاقليم لأجل تجويع الشعب في كوردستان.

ومع كل هذا كان البارتي ولازال يتحمل المسؤوليات، فقاد ثورة أيلول الوطنية وگولان التقدمية والانتفاضة المباركة سنة ١٩٩١ وشكل برلمان وحكومة اقليم كوردستان وشارك في تحرير العراق واسقاط الطاغية، كما قاد ثورة علمية وعمرانية في الاقليم ووفر السلم والامان وثبت مبادئ حقوق الانسان وكرس الديمقراطية والسير نحو بناء مجتمع حضاري متمدن، وعزز التعايش بين المكونات الاثنية والدينية والمذهبية الكوردستانية.. واخيرا كسر شوكة الدواعش بمشاركة ميدانية من قبل السروك مع بقية الپێشمه‌رگة.

لذا يحق لنا القول نحن نتفاءل بأن كوردستان بأيدي آمنة طالما نجد ان رئاسة الاقليم ورئاسة الحكومة والقائمة (الكتلة الاكبر) المنتخبة هي للبارتي وهي بكل تأكيد تشارك الجميع في الحكم من مبدأ التفاهم والتوافق وقبول الأخر وكلها بتوجيهات من السروك الذي هو (مرجع الامن القومي للكورد جميعاً).

وهنا لابد لنا من الاشارة إلى ان البارتي له انتصارات دبلوماسية في علاقاته الخارجية مع القوى الكبرى ايمانا منه بأن الكورد بحاجة لمواقف الدول الكبرى في قضاياه وهم بكل تأكيد يضغطون على الدول الغاصبة لوضع حد لتجاوزاتهم على الكورد ومواقفهم الاخيرة بدعم الكورد بالسلاح ضد الدواعش خير مثال على ما نقول.

اما المكسب الكبير الذي حققه البارتي وبمبادرة من السروك مسعود البارزاني هو الريفراندوم الإستفتاء الذي جرى يوم 25 / 9/ 2017 فبرغم وقوف الكثيرين ضد العملية سواء كان في الداخل أو الخارج وخاصة من قبل دول الجوار المغتصبة لحقوق الكورد فالعملية نجحت وجميع الكوردستانیين الشرفاء قالوا للسروك نعم نريد وطناً حراً يحفظ وجودنا ويصون كرامتنا، فتلك العملية هي خطوة نحو الامام لتحقيق الحلم الكوردي ويكون ورقة ضغط على بغداد لردعها على الغاء وتهميش حقوق الكورد المكتسبة..

واليوم هناك للبارتي مكاتب كثيرة في أكثر دول العالم وأيضا لهذه الدول ممثليات ومكاتب في هولير العاصمة... فهذه كلها انجازات نتفاءل بأن قادم الأيام يحمل انجازات وانتصارات كبيرة للكورد وانه لا تراجع في ما تحقق.

وبقي لنا ان نعطي اشارة إلى أن منهاج الحزب نراه يتكفل بحقوق الطفل والمرأة والمكونات العرقية والدينية وبهذا فإن الحزب يعتبر صاحب توجهات إنسانية متمدنة وأيضاً كان ولازال يمد الأيادي نحو الصلح وتهدئة الأوضاع حقناً للدماء فيضع لغة الحوار دائماً في المقدمة اما السلاح فيستخدمه مجبرا للدفاع عن النفس.

اننا على يقين تام بأن أمة مظلومة متشتتة بين دول عدة وقوى عديدة خلاصها الوحيد هو حزب مثل الديمقراطي الكوردستاني بقيادة البارزاني.. فبذلك وحده سيتحقق الحلم الكوردي وأماله.







pdk
Top