• Saturday, 24 August 2024
logo

شنكال بين الآلام والمآسي بين الأفاق والأبعاد

شنكال بين الآلام والمآسي بين الأفاق والأبعاد
الشيخ زیدو باعەدري

ونحن نستذكر الذكرى السادسة لفاجعة شنكال التي اضحت صورة واضحة المعالم لبقية الأنفالات والفرمانات التي حدثت منذ القرون السابقة ومنذ قدوم الغزاة من الصحاري القاحلة نحو السهول الخضراء والجبال المليئة بالينابيع والعيون.. متخذين من الدين وسيلة لتبرير توسعهم وجرائمهم التي يندى لها جبين الانسانية مع فرض سلطتهم بالقوة حسب التاريخ الموثق بشهادة مؤرخين منهم أنفسهم مفتخرين بتلك الغزوات والجرائم.. مشرعين القتل والنهب والسلب وسبي الفتيات والنساء لغرض الاغتصاب.. يتوجب علينا ان نشير إلى أبعاد هذه الأنفالات واعتبرها شخصياً مقدمة لأبادة الكورد من جديد.

كان الكثيرون من الدواعش ومؤسسيهم يعتقدون ان الكورد المسلمين سيقفون إلى جانبهم لإبادة الايزيديين الذين حافظوا على البذور الكوردية الاصيلة، لكن خاب ظنهم اذ توحد الكورد المسلمون مع اخوتهم الايزيديين وفتحوا لهم ابوابهم وأحضانهم مقدمين الغالي والنفيس لنجدتهم وإلى هذا اليوم مستمرين بذلك الدعم فالجميع يدرك ان كوردستان لازالت تأوي أكثر من 400 ألف نسمة رغم ان الاقليم يمر بظروف اقتصادية وسياسية استثنائية.

ومن الجانب الأخر نقول متأسفين ان العكس تماماً قام به الكثير من العرب السنة الشوفينيين المتعصبين الذين بين ليلة وضحاها انقلبوا على الجار وتحولوا إلى ذئاب شرسة وكلاب سائبة مرتكبين الجرائم منتهكين الأعراض في وضح النهار من قتل وسلب وسبي للفتيات والنساء والمتاجرة بهم في المدن العربية السنية كالبعاج وتلعفر والموصل وحويجة والرمادي وكيارة وشرقاط وحضر والرقة وحلب ودير الزوور وهول ودرعه وباغوز تحت مسمى الرق والعبيد في أسواق النخاسة عائدين بالتاريخ الى الوراء إلى زمن الغزوات والسيف.. هذه الجرائم التي أيقضت الضمير العالمي الذي شكل فوراً قوة تدخل من ٦٣ دولة كون داعش شكلت خطرا على الامن والسلم العالميين المتمدن المتحضر.. وكان للپێشمه‌رگة دور كبير وبارز لوقف تمددهم وفي كسر اسطورتهم وبالتالي القضاء عليهم وكلها بشهادات موثقة ميدانياً من قبل دول الحلفاء ضد الدواعش.. وأعطت للپێشمه‌رگة شهرة عالمية وأيضا للكورد خاصة مكانة عالمية ومقاماً خاصاً جعلت العالم ينظر بعين العطف لمأساتهم حول انقسام دولتهم وأراضيهم بين دول عديدة.

ونستطيع اعتبار جائزة نوبل التي منحت لنادية مراد اعترافا عالمياً بهذه الابادة وبقية الأنفالات التي حدثت في التاريخ وجوائز أخرى عديدة منحت لفتيات وشخصيات ايزدية اوصلت القضية الكوردستانية لكل دول العالم وكافة الأروقة السياسية والاجتماعية.

وهنا نستذكر المقالة السابقة التي نشرناها قبل ما يقارب الثمان سنوات حيث أوضحنا فيها على حتمية وواجب اعتبار شنكال محافظة وضمها لأقليم كوردستان تطبيقاً للمادة ١٤٠ التي نص عليها الدستور العراقي بعد تحرير العراق.. وذلك كان حتما سيخلص شنكال من هذه الكارثة ولازلت مع تطبيق هذا المقترح بضم شنكال نحو أرض الأم كوردستان.. وهي كانت وستظل الحصن المنيع لتقدم الغزاة نحو بقية اجزاء كوردستان، كون شنكال كانت ولا زالت تعتبر صمام أمان لحدود كوردستان بوجه التعريب.

من الناحية التاريخية كانت شنكال تعتبر امارة كوردية تابعة لمدرسة (محفل) لالش النوراني واسم شرفدين واضح للعيان ويتردد ضمن انشودة تاريخية يقول نصها.. أعطوا بشارة لكوردستان لرص الصفوف وتقوية الإيمان بأن شرف الدين أمير على الامارة.. وهي في كل الأحوال كانت مرتبطة دوماً بأرض لالش المقدسة فهي مكان حج وتعميد الايزيديين كافة.. ولها في التاريخ ابطال كثيرون نخص الذكر منهم شخصية حمو شرو الذي لقبه الانكليز بحاكم جبل شنكال الذي وقف ضد الامبراطوية العثمانية وقام بنجدة المسيحيين الأرمن كموقف انساني نبيل وشخصية البطل داود الداود الذي قاوم السلطات دون خوف.. ومن ناحية أخرى يتوجب الاشارة إلى ان شعلة نوروز التي كانت تعتبر اشارة لمقارعة السلطات دوما كان يتم ايقادها فوق جبال شنكال وقممها دوما من قبل الثوار والمناضلين وهم معروفون.

والشيء المهم الذي يستحق الذكر هي الزيارة الميدانية والاشراف المباشر من قبل السروك مسعود بارزاني على تحرير مدينة شنكال ايفاءا لوعد قطعه لوجهاء شنكال والمجلس الروحاني الايزيدي.. وزيارة كاك نێچيرڤان بارزاني لشنكال وتأكيده على المطالبة بتحويلها إلى محافظة مستقلة وضمها لأقليم كوردستان لإبعادها مستقبلاً عن أنفالات وفرمانات أخرى.

وهنا برزت أسماء الكثير من الأبطال الذين سجلوا اسماءهم في التاريخ وبالطبع لا ننسى بطولة الناجيات أيضاً اللواتي بجرأتهن أعطوا شهادات ألّبت الرأي العالمي ضد منهج الدواعش وتعاليمهم التي تعتبر جرائم ضد المبادئ الانسانية العامة خاصة ما يتعلق بسبي النساء والمتاجرة بهن وتدريب الأطفال على القتال وزرع الرعب والخوف في قلوب الأبرياء.

شنكال ستبقى عصية على الغزاة والطامعين مهما حاولوا وسعوا، شنكال ستبقى كوردية وكوردستانية رغم انف الحاقدين ومرتزقتهم.









pdk
Top