• Sunday, 25 August 2024
logo

من مواطن كوردستاني الى سيادة الأمين العام للأمم المتحدة

من مواطن كوردستاني الى سيادة الأمين العام للأمم المتحدة
سربست بامرني

سيادة الأمين العام المحترم

لا شك ان سيادتكم على اطلاع بالقضية الوطنية لشعب كوردستان ومأساة تقسيم بلاده وفق اتفاقية سايكس – بيكو دون أي تقدير لإرادته الحرة ولا للآثار السلبية الناجمة عن هذا التقسيم على الامن والسلام الدوليين في المنطقة، ولعلكم على علم أيضا بنضالات الشعب الكوردستاني في أجزاء وطنه من اجل الحرية والعدالة والقيم الإنسانية النبيلة وحقه المشروع في تقرير مصيره بنفسه والتضحيات الجسيمة التي قدمها في مواجهة حملات الإبادة الجماعية وتغيير الواقع القومي كقتل ودفن 8000 بارزاني معظمهم احياء في مقابر جماعية ومأساة ضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية والتي خلفت وراءها خلال دقائق اكثر من 5000 قتيل وقرابة 10000 مصاب وحملات الانفال المشؤومة التي دمرت 4500 قرية وقصبة وتركت وراءها 182000 الف ضحية، والتي اضطرت الأمم المتحدة لإصدار القرار رقم 688 في 5/ نيسان 1991 وفرض منطقة حظر الطيران، الذي شجب فيه مجلس الامن الموقر عمليات الاضطهاد التي مارستها الحكومة العراقية على نطاق واسع ضد الشعب الكوردي.

سيادة الأمين العام

بعد سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 وحتى اليوم وبالرغم من التعاون الكوردستاني مع بقية مكونات العراق في إعادة بناء العراق وإقرار النظام الاتحادي ومشاركتهم الحاسمة البطولية في الحرب ضد عصابات الإرهاب العالمي وكسر شوكته، الا ان الحكومات العراقية المتعاقبة قامت باستمرار بمحاولة النيل من الحقوق الوطنية الدستورية لشعب كوردستان وماطلت في تنفيذ بنود الدستور الاتحادي، ولم تكتف بالالتفاف على هذه الحقوق الدستورية والتنصل من التزاماتها القانونية وانما قامت في أكتوبر/ 2017 بإعادة احتلال اكثر من 51% من أراضي كوردستان بما فيها مركز محافظة كركوك وبدأت حملة شرسة واسعة النطاق لتغيير الواقع القومي فيها.

اليوم وحيث تدخل انتفاضة الشعب العراقي شهرها السادس، تواصل الحكومة الحالية نفس المحاولات العنصرية والطائفية السابقة الرامية الى اقصاء الشعب الكوردستاني وإلغاء وجوده القانوني والدستوري مما يشكل خطرا جديا على الشعب الكوردي وحقوقه الديموقراطية ومؤسساته القانونية في إقليم كوردستان الذي يشكل الواحة الوحيدة في المنطقة للأمن والسلام والاستقرار.

سيادة الأمين العام

اسمحوا لي ان اذّكر سيادتكم بقرارات الأمم المتحدة حول حق الشعوب في تقرير مصيرها:

- الإعلان العالمي لحقوق الانسان في 10/ كانون الأول/ 1948

- القرار رقم 673 في 16/ كانون الأول/ 1952 الذي اعتبر حق الشعوب في تقرير مصيرها شرطا ضروريا للتمتع بالحقوق الأساسية جميعها وانه يتوجب على كل عضو في الأمم المتحدة الحفاظ على تقرير المصير للأمم الأخرى واحترامه، والعراق عضو في الأمم المتحدة

- العهد الدولي لمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة المرقم 1514 في 14/ كانون الأول/1960 الذي نص في مادته الثانية على ان (لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها ولها بمقتضى هذا الحق ان تحدد بحرية مركزها السياسي) كما نصت المادة الثالثة على ان (لا يجوز ابدا ان يتخذ نقص الاستعداد في الميدان السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او التعليمي ذريعة لتأخير الاستقلال).

- القرار 1803 في 14/ كانون الأول/1962 نص على حق الشعوب غير القابل للتصرف في السيادة على ثرواتها ومواردها الطبيعية باعتباره من الحقوق المنبثقة عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.

- المادة الأولى من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم 25/40 طالبت جميع الدول (ان تنفذ تنفيذا كاملا وامينا جميع قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بممارسة الحق في تقرير المصير والاستقلال للشعوب).

- المادة الأولى من وثيقة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادرة في مارس/ 1976 والتي تنص على (الاعتراف بحق جميع الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها).

- المادة 55 من الفصل التاسع الخاص بالتعاون الدولي وما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الانسان ووثيقتي العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية بتاريخ 1966 والتي دخلت حيز التنفيذ في 3/ كانون الثاني/ 1976 تحت اسم لائحة الحقوق الدولية.

سيادة الأمين العام

نحن أبناء شعب كوردستان عانينا ولا نزال نعاني من ابشع صنوف التنكر لحقوقنا الإنسانية التي تعارفت عليها الحضارة البشرية ونتعرض حاليا أيضا من قبل النظام العراقي الى هجوم منظم يستهدف إقليم كوردستان والغائه وحرمان الشعب الكوردي من حقوقه الدستورية ومن ان يكون شريكا حقيقيا في بناء دولة المواطنة وسيادة القانون والعدالة ناهيك عن المحاولات الجارية على قدم وساق لتغيير الواقع القومي في كركوك ومناطق كرميان وديالى وخانقين ومندلي، هذه التهديدات الخطيرة والمستمرة للوجود الكوردستاني هو الذي دفع بشعب كوردستان الى اختيار الاستقلال بنسبة 93% خلال الاستفتاء القانوني والديموقراطي الشعبي في 25/9/ 2017، وما نرجوه من الأمم المتحدة ومجلس الامن وسيادتكم هو الالتزام بتطبيق القرارات الدولية حول حق الشعب الكوردستاني في تقرير مصيره بنفسه وحماية أرواح الملايين ومن اجل الامن والسلام في المنطقة.

ان وقوفكم الى جانب عدالة القضية الوطنية الكوردستانية وتقديم العون الاممي اللازم لضمان ممارسة شعب كوردستان حقه في الحياة الحرة الكريمة، هو تحقيق للعدالة والقيم الإنسانية النبيلة ومبادئ الأمم المتحدة.



مع فائق التقدير

سربست بامرني







PDK
Top