زيارة بنس لأربيل والحديث الرومانسي عن السيادة
بعيداً عن النصائح المجانية التي أطلقت، والتي تدعو الى عدم المجازفة والتعويل على أمريكا، وعدم الانجرار وراء توجهاتها وعدم الوثوق بوعودها وترتيباتها، وتكرر غدرها خلال السنوات الماضية، وعدم غفران ونسيان تعرض الكورد لخيانات متتالية من الصعب تجاوز مخلفاتها. وبعيداً عن حالات نفاق مزدوجي الشخصية في القول والفعل، الذين غاب عندهم قيم الصدق والأمانة واحترام الذات وعزة النفس، وكذلك الذين نجدهم في الكلام يخوضون في المثاليات والحكم والمواعظ ، ويظهرون غير ما يبطنون، وبالذات عندما يقفون أمام أبواب السفارة الأمريكية، أو باب البيت الأبيض الأمريكي وهم يكيلون لسيده التمجيد والمديح بالقنطار ويصفونه بصفات الإطراء والثناء، ظناً منهم أنه سيأخذ بيدهم إلى السمو والارتقاء.
وبعيداً عن الإنفعال والعاطفة نستقرىء تغريدة نيجيرفان البارزاني، كما نستقرىء تغريدة مايك بنس على موقع تويتر. حيث نجد فيهما ما يثبتان أن سياسة رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني ورؤيته الاستراتيجية الواعية في مواجهة التحديات لنصرة القضية الكوردية العادلة والمشروعة، تمثل امتداداً لسياسة الرئيس مسعود بارزاني، وجميعها تتمحور حول شحذ الهمم على المزيد من العمل، وضرورة تحمل المهام من أجل خدمة الكوردستانين وتلبية تطلعاتهم وطموحاتهم طبقاً لمقررات الشرعية الدولية متمثلة في لوائح حقوق الانسان، وتؤكد المقدرة الفائقة على الإبحار وسط الأمواج التي تتلاطم في بحر المنطقة، وفي التعاطي بحرص وحكمة وتأني شديد مع المتغيرات، التي تشهدها المنطقة. كما نستطيع أن نتلمس فيها ركائز الثوابت الكوردستانية والموقف حيال مختلف القضايا الداخلية والخارجية على حد سواء، و تعزيز العلاقات الكوردستانية مع جميع الدول، وفي مقدمتها دول الجوار والدول الكبيرة ذات التأثير على القرار في المحافل الدولية. كما يمكن القول أن مايك بنس في زيارته لأربيل، رغم قصرها، قد وجه العديد من الرسائل الى مختلف الأطراف. أما قضية فهم محتواها، فإنها متروكة للذين تعنيهم تلك الرسائل، ومدى إستعداهم للفهم .
روداو