• Sunday, 25 August 2024
logo

قصة إغتيال المتظاهرين

قصة إغتيال المتظاهرين
أحمد الياسري

حرق القنصلية الإيرانية في كربلاء الحدث الابرز عالمياً والذي تعاطت معه وسائل الاعلام باهتمام بالغ لأسباب متعددة ابرزها القدسية التي تمثلها مدينة كربلاء لدى المسلمين الشيعة بالعالم واهتمام ايران الخاص بهذه المحافظة ذات الموقع الجغرافي والديني المهم ، الى درجة ان الرئيس الامريكي وضع خبر احراق القنصلية في صفحته الرسمية، الكل ركز على حادث الإحراق المرفوض طبعا وغير المبرر حتى وان كان رداً على تصريحات امام جمعة طهران آية الله كرماني الذي وصف الشيعة العراقيين بشيعة بريطانيا اشارة الى ان من يعارض الوجود الايراني ببلد ذات غالبية شيعية فهو يقف بالمعسكر الغربي المعادي للجمهورية الاسلامية الإيرانية التي تطرح نفسها في الأوساط الدولية كضامنة للمصالح الشيعية في المنطقة فكيف تهان كرامتها الدبلوماسية في الوقت الذي تخوض به حرب ناقلات ومصافي نفطية شرسة مع امريكا وحلفائها الذين لم يجرا احد منهم ان يعترض شرطياً بباب السفارات الإيرانية بتلك الدول فما الدوافع التي جعلت شباب كربلائيون شيعة يقدمون على هذا التحدي المحرج لإيران والعراق على حد سواء ؟

كان الشارع الكربلائي صاحب الشرارة الأولى التي ردت على تصريحات المرشد الايراني علي خامنئي والتي وصف الحركة الاحتجاجية بالعراق بانها حركة شغب وعلى حلفاء ايران العراقيين مواجهتها ثم اردف كرماني إطلاق وصف شيعة بريطانيا بعد خطبة النجف الرافضة لتصريحات المرشد .

انطلقت مظاهرة يقودها رجال دين بكربلاء رفعت شعارات معادية للتدخل الايراني بالعراق وكانت الشرارة التي وجهت بوصلة المظاهرات الى القنصلية في اليوم التالي .. مجموعة من الشباب المتظاهر يرفعون لافتات تهاجم مرشد ايران وقاسم سليماني في شارع الجمهورية قرب تربية كربلاء يوم الاحد يدخل بينهم رجل معمم يعمل بالقنصلية الإيرانية مزق لافتات الشباب واشتبك معهم هاجمه المتظاهرون فهرب منهم باتجاه القنصلية .. هنا توجه الشباب الى القنصلية الإيرانية وأنزلوا العلم الايراني ورفعوا محله العلم العراقي .. بحسب احد المتظاهرين ابلغني بأن لم تكن لديهم نية احراق للقنصلية ولكن توجه قوة أمنية مسلحة صوب المتظاهرين وفتح النار بشكل مباشر عقد الامور وجعل المتظاهرين يتحدون القوات الأمنية بإحراق القنصلية .

بحسب المتظاهرين ان القوة الاولى التي اشتبكت معهم كانت من القوة المشتركة التابعة للعتبة والمسؤولة عن حماية العتبات المقدسة والتي يقودها ( قاسم مصلح) وكذلك قوات سوات المتورطة بدهس متظاهري كربلاء في المظاهرات السابقة التي انكر بها محافظ كربلاء نصيف الخطابي في حوار مباشر مع كاتب السطور على قناة الحرة سقوط قتلى بين المتظاهرين وحين عرضت عليه عرض أفلام كاميرات المراقبة تهرب من الموضوع امام المشاهدين مع اني متأكد ان جثث المتظاهرين وضعت بثلاجة مستشفى الزهراء ولم تنقل لثلاجة الطب العدلي لإرباك وسائل الاعلام والمنظمات الحقوقية مع ان اعترافات عوائل الضحايا التي نشرت بمواقع التواصل أكدت سقوط عدد كبير من الضحايا وردود المحافظ أكدت أيضاً ان هناك عملية اخفاء لجثث المتظاهرين .

حادثة القنصلية استقطبت أنظار العالم اجمع على بعدها السياسي لكن لم يشر احد الى ابعادها الانسانية وأسبابها والمتسببون بها ذهب ضحية هذه الحادثة شباب بعمر الورد لم يتجاوز بعضهم العشرينِ عاماً في مدينة تتحكم بواقعها الأمني والمجتمعي قوى دينية مسلحة تدير امن المدينة بالطريقة التي تراها مناسبة دون اكتراث برمزية المدينة التي يجب ان يحرم بها العنف بكل اشكاله واستهداف المدنيين حتى وان ارتكبوا مخالفات قانونية فلغة القانون هي التي يجب ان تتسيد لحل هذه الأزمات وليس لغة الرصاص والإعدام الميداني المباشر لشباب غاضب .






rudaw
Top