جلال شيخ علي



بعيداً عن السياسة وهمومها، وقريبا من السياسيين وصلاحياتهم القانونية، أكتب هذه المرة عن شٲن يهم الجميع ، شٲن لا يقل أهمية عما يجري علی الساحة السياسية، اكتب عن تجربة اكتشفت من خلالها ان مهنة الطب لم تعد من أنبل المهن في بلدي ، وأكتشفت ان الطبيب بردائه الأبيض لم يعد يشبهونه بملاك الرحمة للمرضى، ولم يعد هو من تهدأ له النفوس وتطمئن له القلوب عند رؤيته ، فما عاد يهمه حياتي او حياة غيري ، نعم وجدته مسخا يخافه الكبار قبل الصغار ، بل وجدته شخصا انانيا يستغل كل وقته لنهب ما بجيب من هم بحاجة اليه.

اكتشفت ان للطبيب في عصرنا هذا وجهان ، وجه عابس شرير يستقبل به المرضى في المشفى الحكومي ، اما الوجه الثاني فهو نقيض الاول ويستعمله في عيادته الخاصة حيث يتحدث بأجمل الكلام ، ينطق شعرا افصح من المتنبي وٲرق من قصائد غزل قيس والقباني مصحوبة بلحن اروع من الحان عبدالوهاب وبليغ.
عندما احتجت الی طبيب اكتشفت ان الطبيب في بلدي يعمل في شتى المجالات فهو الذي يبيع الأدوية بأسعار مضاعفة بالرغم من انه ذاته يستوردها من اسوأ المناشىء العالمية وبسعر زهيد.

وجدت ان الطبيب هو من یتحكم بسوق مختبرات التحليلات كما وجدت الكثير الكثير.

ربما ينتقدني احدهم ويقول لماذا هذا التجني والتعميم علی الاطباء جميعا.

عزيزي اللبق الحساس اعمم اتهامي عليهم جميعا لاني وجدت نقابة الاطباء ساكتة وراضية عما يحدث، في وقت كان ومازال بإمكانها معالجة الوضع ووضع حد لجشع اعضائه.

عممت اتهامي لاني وجدت اصحاب الدرجات العلمية العليا لا يقلون شيئا من حيث جشعهم عن البقية ٳن لم يفوقوهم جشعا.

عزيزي عممت اتهامي لاني وجدت الحكومة عاجزة عن ايجاد حل للوضع واجدها عاجزة في التصدي لهم سيما وانها قادرة علی ذلك عبر رفع المستوی المعيشي للمواطنين كي يستطيعوا تحمل جشع الاطباء وان يدفعوا لهم ما يطلبونه، نعم عممت صفة الجشع عليهم لاني وجدت الحكومة عاجزة عن وضع قوانين رادعة لهم سيما وان الحكومة هي صاحبة الفضل عليهم بعد ان وفرت لهم مجانية التعليم في كافة مراحل دراستهم.

فبعد كل هذه الحقائق: يا وزارة الصحة ٲما آن الٲوان لتضعي حداً لما يجري؟










روداو