• Sunday, 25 August 2024
logo

ما هذا يا عراق؟

ما هذا يا عراق؟
عبد الكريم الكيلاني

حُمى التغيير تصاحب هوس الخروج من جلباب الفوضى، يحيط بهما صراع مستميت للخروج من مستنقع العبودية والجوع والظلم والموت البطيء بطريقة أو بأخرى.

هذا مايحدث في العراق.. البلد المنكوب والمغلوب على أمره منذ عقود طويلة.. قادة ثاروا بوجه الاستعباد وشكلوا حكومات على مقاسهم، ثم ثاروا على أنفسهم ويريدون تشكيل حكومة أخرى للتخلص من ظلم أنفسهم.

زعماء اعتادوا على كراسي زائلة قد يأخذون البلد إلى الهاوية من أجل بقائهم في مناصب ومواقع قيادية تمدهم بالجاه والأموال والسلطة.. شعارات ترفع ليلاً ونهاراً هنا وهناك دون تطبيق على أرض الواقع.

العقل التسلطي مهدد بالجنون يسير في طريق شائك لا نهاية له.. على مدى سنين عديدة والشعب يعبر عن رفضه لكل ما سبق عن طريق الخروج في مظاهرات ومسيرات سرعان ما تنتهي بخسائر في الأرواح والأبنية وتعيد الواقع المر إلى المربع الإول.. العراق في فوضى قد لا تنتهي لأن القوى العالمية والإقليمية لا تريدها أن تنتهي.

صوّت الغالبية على الدستور، والآن يصرخون بأعلى أصواتهم لتغييره لظنهم أن هذا الدستور هو الذي يلقيهم بين أنياب الجوع والتخلف والتشريد والموت، ناسين أو متناسين أن الدستور مثلهم يرزح تحت سطوة السياسة العرجاء التي ابتلي بها البلد.

العراق بلد متعدد الشعوب والقوميات والأديان، والجميع من حقهم العيش بكرامة ورغد لأن الجميع شركاء في هذه الأرض.. انتخابات، ديمقراطية، حرية، أحزاب، تيارات، تخوين، تزوير، ميلشيات وفساد. مصطحات أصبحت واقع حال في العراق.

مدن تسقط ثم تتحرر، والوجوه باقية والأحزاب مسيطرة تعبث بمقدرات وحيوات الناس دون أن يرف لهم جفن.. ما هذه الفوضى، ومتى سيعيش الإنسان في هذا البلد بسلام؟.







rudaw
Top