• Thursday, 23 January 2025
logo

القشطيني: هكذا رد الزعيم الكوردي مصطفى بارزاني على صحفي مصري

القشطيني: هكذا رد الزعيم الكوردي مصطفى بارزاني على صحفي مصري
سلط الكاتب العراقي المعروف خالد القشطيني الضوء على إجابة محنكة للزعيم الكوردي الخالد مصطفى بارزاني على سؤال طرحه صحفي مصري أثناء الثورة الكوردستانية.

ويقول القشطيني في مقاله المنشور في صحيفة ‹الشرق الأوسط› بعنوان «عرب وكورد»: «تكلم السيد برجس البرجس، رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتية، في مركز الإعلام الكويتي في التسعينات عن المساعدات المشكورة التي تقدمها الكويت للمواطنين العراقيين. طرحت عليه أسئلة عدة بصدد النشاط العربي الموحد وإخفاقاته. وفي كل مرة كان يرفع يديه بيأس ويتمتم: عرب عرب».

يضيف القشطيني «كان بجانبي أحد الزملاء الكورد. نظرنا إلى بعضنا بعضاً وابتسمنا سوية وتهامسنا بشأن هذه التراجيديا الكوميدية التي أصبحت الموضة السياسية في جيلنا هذا. ذكرت له كيف أن أحد الصحافيين سأل الزعيم الكوردي جلال طالباني عن هذا التقاتل المرير والانقسامات في الجبهة الكوردية - العراقية، فأجابه قائلاً: هذا هو ما تعلمناه منكم، أنتم أيها العرب».

ويتابع الكاتب العراقي مقاله قائلاً: «تعطف الزميل الصحافي الكوردي فروى أنه عندما كان في صفوف الملا مصطفى بارزاني أثناء الثورة الكوردية زاره أحد الصحافيين المصريين وألقى عليه سلسلة من أتفه الأسئلة وأبسطها. وكان بارزاني يجامله ويجيب عنها بقدر ما سمحت به أعصابه الصابرة. ولكن صبره نفد كلياً عندما ختم المراسل الصحافي استجوابه بهذا السؤال: هل صحيح أنتم الكورد كنتم في السابق عرباً؟ فالتفت بارزاني إلى مساعده محمود عثمان وقال له: لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال بالعربي. سأجيبه بالكوردي وأنت ترجم له. أجاب وترجم محمود عثمان جوابه بهذه الكلمات: صحيح أننا في غابر الأيام كنا عرباً ونسكن المنطقة العربية، لكن صبرنا نفد فرحلنا وصعدنا الجبل وسمينا أنفسنا «كورداً».

ويقول القشطيني: «هكذا عرف الكورد بأنهم أبناء الجبل وفي تركيا يسمونهم أتراك الجبل». ويورد أبياتاً من شعر محمد مهدي الجواهري يحيي فيها مقاتلي الكورد وأبطالهم، قائلاً:

سلم على الجبل الأشم
ولأنت أعرف عن بنيهم من هم

ويورد الكاتب العراقي حادثة أخرى بذات السياق، ويقول: «وحول هذه الحقيقة الجيوفيزيائية تكلم كامل الجادرجي، زعيم الحزب الوطني الديمقراطي في العراق آنئذ، مع رشيد عارف، الوزير الكوردي في حكومة عبد الكريم قاسم. قال له: أنتم أيها الكورد لا نصيب لكم في إقامة دولة لأنكم من سكنة الجبال، والحضارات لا تقوم على الجبل. بالطبع رفض رشيد عارف هذه المقولة وجادل فيها».

ويتابع في الختام «مرت أشهر وذهب كامل الجادرجي في رحلة استجمام في أوروبا. مر خلالها بسويسرا ولاحظ مدى الرقي في هذا البلد الغني. بهره كل ما شاهده فيه. ثم عاد إلى العراق والتقى في إحدى المناسبات برشيد عارف. بادره بالاعتذار وقال له إنه يسحب كلامه بشأن ما قاله عمن يسكنون الجبال. ثم قال له: أنتم أيها الكورد لماذا لا تفعلون ما فعله السويسريون بجبالهم؟ فأجابه قائلاً: سويسرا محاطة بحضارات، فالألمان شمالاً، والفرنسيون غرباً، والنمساويون شرقاً، والإيطاليون جنوباً. فتعلموا منهم. ولكن نحن الكورد من يحيط بنا لنتعلم منهم؟ العجم من الشرق والغجر من الشمال والعرب من الجنوب والبدو من الغرب. فممن نتعلم؟».











باسنيوز
Top