من11أيلول 1961 الثورة التحررية إلى 25 أيلول 2017 يوم الاستفتاء من أجل الاستقلال
ثورة 11أيلول المباركة بداية لتأسيس مدرسة النضال والكوردايتي في جنوب كوردستان وهي أطول ثورة في تأريخ الشعب الكوردستاني بقيادة البارزاني الخالد من أجل تثبيت حقوق الشعب الكوردي والحفاظ على هويته القومية والدفاع عن الحقوق المسلوبة والمغتصبة، والتأريخ الفعلي لثورة أيلول كان في التاسع من شهر أيلول في عام 1961 وهو اليوم الذي هاجم فيه الجيش العراقي بقيادة عبدالكريم قاسم القوات الكوردية على مناطق متعددة من كوردستان وعلى إثرها تحررت مدينة زاخو، ولكن عُدَّ يوم 11أيلول التأريخ الرسمي للثورة التحررية كون في ذلك اليوم ظهرت فيه الطائرات الحربية العراقية في أجواء كوردستان وباشرت بعمليات القصف لأنحاء واسعة شملت قرى وقصبات كثيرة ولاسيما المنتشرة على جانبي طريق كركوك - السليمانية والقرى المجاورة لسد دوكان ووادي دولي خلكان، وكانت هذه الثورة أم الثورات الكوردية لبثها روح الكوردايتي في نفوس الشعب الكوردي.
بدأت ثورة أيلول التحررية وكان من نتائج هذه الثورة المباركة اتفاقية 11 آذار في عام 1970 بين القائد الخالد مصطفى البارزانى والحكومة العراقية ولكن تعرضت الثورة للنكسة بسبب اتفاقية الجزائر الخيانية السيئة الصيت والتي تنازل صدام حسين ونظامه المقبور عن جزء من شط العرب لشاه إيران مقابل قطع الإمداد عن الثُّوار الكورد، وما أشبه الأمس باليوم وكأن التأريخ يعيد نفسه، فلو رجعنا إلى اليوم التأريخي وهو يوم إجراء الاستفتاء في 25 أيلول عام 2017 وهو تأريخ مهم بالنسبة لشعب كوردستان، اليوم الذي صوّت شعبنا الكوردستاني بنسبة 92,73% بــ ( نعم ) من أجل الاستقلال، فحدث بعد ذلك ما حدث من السيناريوهات المعروفة للجميع، منها الخيانة التي وقعت ودخول الحشد الشعبي إلى كركوك بدعم من جهات إقليمية وكان هذا الاتفاق مع الحكومة العراقية في حينها من أجل القضاء على الكيان الكوردستاني الذي يطالب بحق مشروع ألا وهو الاستقلال، وهو ما مثبت في الدستور العراقي والمعاهدات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان فيما يخص تقرير مصير الشعوب، ونتج عن هذا الاستفتاء ظهور تلك الفئة التي خانت الوطن والشعب في 16 أكتوبر وساعدت على احتلال كركوك والمناطق المستقطعة من إقليم كوردستان وقدمت كركوك والمناطق الكوردستانية على طبق من ذهب الى الحكومة العراقية والحشد الشعبي.
إن ثورة أيلول التحررية لم تهزم عسكريًا بل انتكست سياسيًا ونتيجة مؤامرة دولية دنيئة، وكذلك الاستفتاء في أيلول المبارك والخيانة التي حدثت كانت سياسية ولم تكن عسكرية، فلو أراد الرئيس والقائد الپیشمرگة مسعود بارزاني أن يُهزم الحشد الشعبي عسكريًا لفعل كما فعلت قواتنا البطلة في پردي وسحيلا والمحمودية عندما لقنوهم درساً لن ينسوه أبدًا ولكن حفاظًا على دماء قوات الپیشمرگة توقف القتال بين الطرفين، ويجب أن لا ننسى أن ما نعيشه في هذه الأيام هي ثمرة تلك المنجزات الثورية التحررية عندما توحدت كافة مكونات كوردستان ضد الظلم والاستبداد والدكتاتورية، ولولا الخيانة لهزمت القوات العراقية ولكن للأسف جعل الخونة من أنفسهم درعًا واقيًا ومصداً للجيش العراقي الضعيف في ذلك الوقت بسبب الانتماءات والولاءات المتعددة في صفوفهم وكذلك الحال مع الجيش العراقي الحالي المفتت الذي لا يربطه الولاء للبلد بل جيش متعدد الانتماءات والولاءات والانقسامات المناطقية والمذهبية.
ولا يختلف القائد المناضل مسعود بارزاني كثيرًا عن والده البارزاني الخالد في شخصيته واتخاذ القرارات العقلانية والمصيرية فمن تلك القرارات الصائبة عندما أصدر البارزاني الخالد قرارًا بوقف عمليات الثورة العسكرية إثر اتفاقية الجزائر سنة 1975 وذلك بعد اتفاق الحكومتين العراقية والإيرانية من أجل تطويق الثورة والقضاء عليها لأن هذا القرار كان عقلانياً بعيداً عن العاطفة ثم بعد ذلك ظهرت ثمارها وقريب من ذلك ما حدث في 16 أكتوبر بعد اتفاق الحكومة العراقية مع قطيع من المرتزقة للقضاء على كوردستان واحتلالها بالكامل، ولكن القائد المناضل مسعود بارزاني أمر بوقف العمليات العسكرية في پردي وسحيلا والمحمودية بعد أن أذاق أعداء القضية الكوردية درساً في البطولة والبسالة على يد قوات الپيشمرگة البطلة وقد اعترض من اعترض في ذلك الوقت على قراره من المقربين ومن الأعداء والحاقدين على مسيرة البارزاني النضالية ثم بعد ذلك علموا أنه كان قرارًا حكيما يصب في مصلحة الشعب الكوردستاني وقد ظن من ظن بأن الاستفتاء سيسدل الستار على مسيرة البارزاني النضالية فخابوا وخسرت رهاناتهم السياسية بل أصبح الرئيس بارزاني قبلة للسياسيين في كوردستان والعراق وشخصية محورية في اتخاذ القرارات المهمة والتحكم بها في الحكومة الاتحادية الفيدرالية بعد ذلك .
p d k