• Thursday, 23 January 2025
logo

الخليفة السادس

الخليفة السادس
امجد ناصر







وانا أتطلع بسيرة الخليفة الخامس لعدله عمر بن عبد العزيز، استوقفتني حادثة عظيمة اعتبرها قمة في النزاهة وحفظ الأمانة ( على نقيض الواقع العراقي المُر ) .جاء أحد المواطنين للخليفة عمر بن عبد العزيز، وقبل ان يسأل قال له الخليفة :

جئتني بأمر شؤون الدولة أو لأمر خاص ؟

فقال المواطن : بأمر خاص .

فقام الخليفة عمر بن عبد العزيز واطفأ قنديل الزيت ثم قام بتوهج قنديل اخر وطلب من الضيف الاسهاب بالكلام .

استغرب الضيف من قيام الخليفة بإطفاء القنديل واشعال الاخر عندها سأله عن السبب ؟

فرد الخليفة الخامس عليه : القنديل الأول من أموال وخزينة الدولة وكنت انجز سجلات وأمور الدولة على ضياءه؛ وهذا القنديل على حسابي الخاص؛ ولأنك قادم بأمر خاص قمت بإطفاء قنديل الدولة واستبدلته بقنديلي الخاص .

فقال الضيف: صدق من قال انك عادل؛ أيها الخليفة العادل .

( بربكم وبناموسكم وبكل الباءات؛ أي مسؤول عنده أمانة على الشعب كما رأيناها عند الخليفة الخامس؟ الذي رقد على أجهزة التبريد في ظل القصور أم النائم تحت لهيب الحر - الجينكو – ؟ الذي يخرج بموكب 100 سيارة ويستهلك مليون دينار من البانزين أم المواطن المسكين الذي لا يقوى على تعبئة سيارته بـ 20 لتر من البانزين .

المسؤول الذي يهرب المليارات أم المواطن الذي يتظاهر من أجل التعيينات ويُضرب ويزج به في السجون ويتعرض للتعذيب ؟ المسؤول الذي يؤثث مكتبة بـ 5 مليارات دينار أم المواطن الذي يسكن في بيوت الصفيح من المتجاوزين ويهدمون منزله فوق رأسه ؟ المسؤول الذي يتعالج من اصابته بالرشح والانفلاونزا في لندن أم المواطن الذي ينام بمستشفى مع الحيوانات السائبة ؟ المسؤول الذي يـأكل على يد شيف عالمي ومواد غذائية مستوردة أم المواطن الذي يأكل من النفايات؟ .

اذا اترك لكم الأجابة .. من هو المسؤول الذي تختارون له لقب " الخليفة السادس " و ليس الفاسد لأن العدد لا يُعد ولا يحصى .









روداو
Top