• Sunday, 25 August 2024
logo

عقود من الوعود وضياع الأحلام والحال كما هو

عقود من الوعود وضياع الأحلام والحال كما هو
شفان إبراهيم



صبيحة كل يوم، تُعاد الشرائط السيميائية الكوردية عينُها. أسئلة تحفر في عقل الجميع، وأجوبة لا تجد طريقها لتشفي غلَّ سنوات من إضاعة عُمر الشباب. نتساءل جميعاً، نحن المغلوبين على أمرهم بفواعل وضواغط لم تهتم يوماً سوى بمنفعتها ومصالحها الخاصة، والأسوأ محاولة استمرارها في استجرار الآخرين وتحديداً الشباب، ليبقوا في دوامة وأحابيل أحاديثهم التنظيرية.

أسئلتنا هيَّ، هيَّ. أين الأفق التي وعدتمونا بها؟ هل من نورً قادم؟ لنضحك على حديثهم عن البناء والتطوير دون سقف زمني! كي نتيقن من حلِّ مشاكلنا أو لا؟ لماذا نستيقظ من نومنا متعبين؟ أما آن الوقت لنا كشعب وأجيال صاعدة أن نرتاح وأن تُلبى ابسط الحقوق لاستمرار حياتنا اليومية؟ عنوان يومنا هو الركضُ فقط؟ التأملات باليوم والغد حتى شاب فينا شبابنا ومات الناس من وراء الحلم بوعودكم. حتى الرضيع يبدأ حياته بالشيب ولا زالت مشاكلنا لا تحل! لا هم يبحثون ولا يدعوننا أن نبحث بأمان عن مكمن المشكلة! هذا السؤال تحديداً يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي عنه، ولا عاجزين عن البحث في سبيله! لو تكلمنا كُلنا لأطيحت تلك الرؤوسٌ التي تتحكم بحيويات الناس ومزاجهم ورغباتهم! لتحولها إلى مسخٍ يُراد منه الصمت فحسب.

هذه التساؤلات ومضامينها وأهدافها ليست بجديدة، ولا حتى الحديث عن الأحزاب الكوردية في سوريا. فالواقع المتردي سياسياً واقتصادياً أضحى العنوان العريض لكل منزل وطموح، وحدها ثمة مفارقة طافحة تكمن في ما يُمكن اعتباره تحول خطاب عامة الشعب من ترقب الحقوق القومية والصبر بحجة الظروف صوب التشكي والتذمر، والحديث جهاراً عن الخراب القادم وموعد قدوم الغُراب كي ينعق على نتائج الفساد والاستهتار بعقول الشباب وطموحاتهم. أصبحت الألسن تلوك علانية حول ضياع مستقبل أبنائها وشمول الكل بها. والجديد هو توسيع نطاق دائرة الشمول لتتسع صوب داعمي وممولي من نصب نفسه ولياً بسلطة أو بدون سلطة على الكورد في سوريا. هكذا نكون أمام خطاب شعبي ممزوجٍ بحالة السخط والتذمر الشعبي على سوء الأداء الإداري والسياسي والحزبي وعجز الأطراف المسيطرة عن تأمين أبسط متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين، واستهتار غيرهم ووفق ما يملكون من سلطة ضيقة ضمن نطاق الأجساد السياسية، بمشاعر ومستقبل الأفراد والجماعات.

بطبيعة الحال هذه الأسئلة وحالات التذمر التي تتسع بشكل مخيف، باتت تتكرر بشكل رُبما يعدها البعض مملة! لكن السؤال المطروح الآن هو: هل باتت حكومة إقليم كوردستان العراق تستشعر حال التذمر الشعبي لدى كورد سوريا من عدم الحصول على حلول أو الخروج بتوافقات أو بدائل تلبي طموحات الشعب وتشبع حاجياته، خاصة وأن ما قدمته أحزاب المجلس الكوردي لمتطلبات وخدمات الناس وطموحات الشباب ليست سوى / %0/ وكانت بيانات ورسائل الإقليم –بوصفه الحليف والداعم للمجلس- دائما تُقرأ بأنها مع مطاليب الشباب والشعب وليس مع تبريرات القيادات التي تجتهد في تدليل نفسها.

يطيب لنا، نحن المتابعين، كتّاباً وصحفيين، أكاديميين وجامعيين. وهؤلاء المسحوقين وفاقدي الوعي وقدرة السيطرة على مآلات عيشهم تحت خط الفقر بهاوية ضخمة، أن توجه الرسالة إلى الطبقة السياسية بمُعظمها، وربما دون استثناء، وليست الإدارة الذاتية فحسب، وإن كانت على رأس القائمة. إنما كُل الطبقة التي لاتزال تفكر بتوسيع دائرة مصالحها وتقويض هامش حياة عامة الناس. ولنترك الأحاديث والوعود التي حفِظناها عن ظهر قلب، لم يتغير شيء على ارض الواقع، يتركون من يُضِيقونَ عليهم المساحات السياسية والجغرافية، ويتوجهون صوب من يُفكر خارج صناديقهم وتأطيراتهم.

يقع على عاتق من تبقى في موقع المسؤولية، وتحديداً /المجلس الكوردي/ -فالطرف الأخر أجاد ربط مُناصريه ومؤيديه بنفسه- المسؤولية التاريخية في رأب الصدع والشرخ الحاصل بينهم وبين الشارع الكوردي، خاصة وإنهم أيضا أبدعوا في إبعاد مؤيدهم عن دوائرهم والدفع بهم نحو البحث عن بدائل جديدة أو التزام الصمت في منازلهم والاحتفاظ بالضغينة تجاههم.

يخوض المجلس حالياً سباقاً نحو تامين آفاق دبلوماسية جديد، سواء مع تركيا، أو روسيا، أو أمريكا. لكن لسان الحال: العبرة بالنتائج والتطبيقات والموفقية، ولعله الانتظار الأخير.

وهل تدرك قيادة الإقليم عن حجم انعدام الثقة بالطبقات السياسية الكوردية في سوريا شمولاً هذه المرة، خاصة لجهة عدم قدرتها على توفير الحلول الناجعة والبديلة لأزمة البلد، وأزمات المواطنين خارج إطار الحلول السياسية الدولية، والكوارث التي لحقت بالشباب الذين تتجاذبهم الرياح من كل صوب وحدب، ومن يدري، فربما نجدهم –الشباب- قدّ ضلوا طريقهم وانخرطوا مع من لا يرغبون العمل معهم، لكن الواعظ يفعل كل شيء، والكل عنهم ساهون.









pdk
Top