نوروز بيجو

من بديهيات السياسة التبعية بين الأعداء والخصوم وحتى الحلفاء ،أنها تقاس بميزان المصالح وليس المبادئ من هنا يمكننا أجراء دراسة منطقية للسيناريوهات المطروحة في ما يخص إنشاء المتطقة الآمنة في الشريط الحدودي لكوردستان الغربية مع الحدود المتاخمة لها في كوردستان الشمالية أو كوردستان تركيا.

وفي ظل تلاقي وتضارب مصالح الحلفاء أو الخصوم فإن المهتم بالشأن الكوردي في كوردستان سوريا قد يجد نفسه تائهاً أمام كثرة الأحتمالات والسيناريوهات المطروحة بالإضافة الى الكم الهائل من التكهنات والتوقعات التي يطلقها بعض المحللين هنا وهناك دون البناء على اسس سليمة ومنطقية لما يعرف بلعبة المصالح ، أما وقد اكدنا على ان السياسة بين الخصوم وحتى الحلفاء مبنية على المصالح والمنفعة المشتركة ،فأن لتركيا مصلحة كبيرة في إنشاء المنطقة الآمنة بكوردستان سوريا بعمق 30 كم كما تطلب أنقرة ولكن هذا يتضارب مع مصلحة (ب ي د) التي تلقى دعماً امريكيا وتريد المنطقة بعمق 5كم ،في حين ان واشنطن تبحث عن حل وسط يرضي الحليف الاستراتيجي تركيا والشريك التكتيكي (ب ي د) فتطرح منطقة آمنة مقبول بين الحانبين لكن هل من مصلحة الشعب الكوردي في كوردستان سوريا أن تقسم أراضيه على شريطين يكون احدها ضمن المنطقة الآمنة والشريط الآخر خارجها ؟

من المؤكد هذا الأمر يشكل خطراً كبيراً ضد مصلحة الشعب الكوردي في كوردستان سوريا وسيكرر تجربة إقليم كوردستان مع العراق في مسألة المناطق الكوردستانية خارج إدارة الأقليم والمادة 140من الدستور العراقي ، لذا نرى من الضرورة القصوى أن يطالب المجلس الكوردي كممثل للشعب الكوردي في كوردستان سوريا من كافة عواصم القرار وخاصة واشنطن وموسكو وباريس وحتى أنقرة بأن تكون المنطقة الآمنة بعمق 100 كم لتشمل كل أراضي كوردستان سوريا وأن يدير هذه المنطقة أبناءها تحت أشراف دولي ومن جانب آخر لابد أن نسلط الضوء على جملة من الأحتمالات التي نتوقع حدوثها.

لا اعتقد ان امريكا ستسمح لتركيا بإجتياح المناطق الكوردية والتي يسمونها بشرقي الفرات وهنا خطأ كبير وقع فيه الإعلام الكوردي والكورد عندما يسمونها بشرقي الفرات وغربها وإنما يجب تسميتها بالمناطق الكوردية أو الحزء الكوردستاني الملحق بسوريا.

المنطقة الآمنة المراد إقامتها لن تكون على مقاس تركيا في الطول والعمق وانما ستأخد امريكا جدية مخاوف تركيا على أمنها القومي بالحسبان وذلك بإبعاد ي ب ك عن حدودها على الرغم من عدم إطلاق اي رصاصة من قبل محبي قنديل نحو تركيا وتصريحاتهم المتكررة بقبول وفتح الحوار مع تركيا وهناك لقاءات غير مباشرة بينهم وذلك حسب بعض مسؤوليهم .

أمريكا دفعت وصرفت مبالغ ضخمة وباهظة ومازالت تدفع لقوات ي ب ك وقسد في هذه المناطق وعليه فأن واشنطن ليست بمثابة مؤسسة خيرية حتى تصرف كل هذه الأموال على المنطقة ثم تغادرها وتتركها لتركيا وخاصة في زمن التاجر ترامب .

أمريكا ستحاول لعب سياسة المد والجذر مع الأتراك وأغراقها بتفاصيل الإتفاق حتى إيجاد حل يؤمن مصالحها ويرضي الأطراف المعنية كوردياً.

على المجلس الكوردي كممثل للشعب الكوردي في كوردستان سوريا المعترف به دولياً تولي زمام المبادرة والقيام بمهامه لإقناع كل من أنقرة وواشنطن بأن تكون المنطقة الآمنة بعمق 100كم وتضم كل مناطق كوردستان سوريا من ديريك الى عفرين وصولاً الى القرى الكوردية على ساحل البحر المتوسط .

إقناع أنقرة وواشنطن بضرورة عودة بيشمركه روج الى كوردستان سوريا وانتشار وحداتها على طول الحدود مع تركيا واشتراكهم في الدوريات العسكرية المشتركة .

إقناع واشنطن وأنقرة بعدم إنتشار جنود البلدين في مدن كوردستان سوريا وحصر مهمة الدوريات المشتركة خارج المدن وترك مهمة حماية الأمن في المدن لقوى الأمن الداخلي والشرطة التي ستتشكل بدايته من بيشمركه روج ثم يتم تنظيم عمل تلك القوى بقوانيين تشريعية .

فور الأنتهاء من تشكيل المنطقة الآمنة وبأي عمق كانت على المجلس الكوردي أجراء انتخابات عامة لتشكيل برلمان شرعي منتخب من الشعب ويعمل بدوره على تشكيل الحكومة والسلطة القضائية لإدارة شؤون المنطقة الآمنة .

على المجلس الكوردي أن يقوم دائماً بمشورة زعيم الأمة الكوردية الرئيس والبيشمركه مسعود البارزاني للسماع لشخصه ورؤيته للحل فهو ذو خبرة وغني عن التعريف وقادر ان يلعب دور كبير في ذلك فهو يحظى بإحترام العدو قبل الصديق وبالتأكيد لتاريخه الحافل بالنضال .

على المجلس الكوردي فتح قنوات دبلوماسية قوية مع كافة عواصم القرار عن طريق الرئيس البارزاني وتقديم مشروعه وشرح رؤيتهم للدول الكبرى والمعنية بالمنطقة الآمنة .







rudaw