الحركة الوطنية الكوردستانية الى الامام
تمر حركة التحرر الوطني الكوردستاني بمرحلة تأريخية حاسمة في مواجهة تحالف اقليمي عراقي لوأد التجربة الديموقراطية لشعب كوردستان وتصب القوى المعادية له ولحرياته الاساسية جام غضبها وعدوانها على الحزب الديموقراطي الكوردستاني وقيادة الرئيس بارزاني لمعرفتها بانهما الجهة الوطنية الرئيسة التي تقف بشموخ وصمود ضد كل مشاريع الغاء الشعب الكوردي وصهره في بوتقة العنصرية والطائفية المتخلفة.
لقد اثبتت كل الشواهد التأريخية وطيلة قرن من الزمان ان الانتكاسات التي شهدتها حركة التحرر الوطني الكوردستاني كانت مؤقتة واستطاع الحزب وقيادة الرئيس بارزاني لا فقط تجاوزها وانما تحويلها الى انتصارات كبيرة كإتفاقية اذار 1970 وثورة كولان 1976 واسقاط النظام الدكتاتوري عام2003، وكانت هذه القيادة وستبقى محط امل وثقة الشعب الكوردستاني ومركز القرار الاساسي في كوردستان، وان من يريد الوصول الى حلول شاملة للمسألة الكوردستانية عليه ان يستوعب هذه الحقيقة الموضوعية.
ان اعتماد الدولة العراقية على بعض الخونة والمرتزقة قد يحقق انتصارات وهمية هنا وهناك ولكنها كما لم تلغِ سابقا كذلك لن تستطيع من الغاء الدور الريادي والقيادي الرئيس للحزب الديموقراطي الكوردستاني والرئيس بارزاني، وغني عن البيان ان ما تنشره الصحف الصفراء ويتشدق بها اشباه الاعلاميين المرتزقة وحفنة من الخونة المأجورين حول مزاعم (انتكاسة خطيرة) و(السقوط المدوي) و( التدخل الاسرائيلي) ليست فقط محض هراء واكاذيب مفضوحة، وانها تكشف ايضا عن الحقد الدفين والنوايا العدوانية وزيف الشعارات حول الشراكة المزعومة واغراق في اوهام القضاء على الحركة التحررية الكوردستانية ومشروعها الديموقراطي، فالمعطيات تشير الى ان:
- اثبت الشعب الكوردستاني اختياره الحر للاستقلال بعد ان يأس من الشراكة المزيفة ومن عدم الالتزام بالدستور كما اكد على سلمية وديموقراطية حراكه الوطني.
- اثبت كوردستانية المناطق المسماة بالمتنازع عليها من خلال تاييد الاستقلال بنسبة تزيد عن الـ70% واصبح الاستفتاء الذي جرى تحت انظار العالم وثيقة تاريخية غير قابلة للالغاء او التنكر والتناسي.
- لاول مرة وخلال اقل من شهر صدر بيانين عن مجلس الامن الدولي بصدد الشعب الكوردي وحقوقه المشروعة وتدخلت دول التحالف الدولي ضد الارهاب لصالح الحوار والتفاوض وضمان حقوق شعب كوردستان بعد ان تأكد لديها ان الموضوع غير مرتبط بالاستفتاء وانما بمؤامرة خبيثة للقضاء على الشعب الكوردي واحتلال كوردستان ونهب ثرواته الوطنية واقامة ما يسمى بالهلال الشيعي.
- اكدت الاحداث مرة اخرى ان شعب كوردستان رقم صعب في المعادلات الدولية المختصة بالمنطقة، وان من غير المسموح لا للدولة العراقية ولا لمن يقف وراءها بتجاوز الخطوط الحمراء.
- اصبح في حكم المؤكد ان اي تفاوض مع الدولة العراقية الاتحادية يجب ان يحتكم الى الدستور ومن بينها تنفيذ المادة(140) وان حملات التهجير والترحيل القمعية التي تقوم بها بعض الجهات الامنية العراقية حاليا لتغيير الواقع السكاني لن يكون له اي اثر بحكم نتائج الاستفتاء.
- التطورات التي حصلت خلال الفترة السابقة اثبتت للعالم بما لا يقبل الشك ان احتلال كوردستان بدعم اقليمي يهدد قضية السلام والامن في منطقة الشرق الاوسط ويزيد من التعقيدات والمشاكل التي تشهدها المنطقة مما يستوجب تدخلا دوليا وهو ما سيحدث على الاغلب قريبا.
لما سبق فان على السلطة العراقية الاتحادية ان تكف عن تماديها في معاداة شعب كوردستان وحقوقه المشروعة وفرض شروط تعسفية غير واقعية لبدء الحوار، فموضوع القضاء على الحركة الوطنية الكوردستانية اكبر وهم يمكن ان تتصوره المخيلات المريضة، واذا كان هناك اقل قدر من الشعور الوطني والاحساس بالمسؤولية التاريخية فعليها البدء بحوار جاد غير مشروط ومقيد بتوقيتات محددة للتنفيذ وباشراف الامم المتحدة والتحالف الدولي والا فعلى نفسها جنت براقش.