• Wednesday, 15 January 2025
logo

مبادرة حكومة كوردستان

مبادرة حكومة كوردستان
سربست بامرني

حسنا فعلت حكومة كوردستان بتقديم مبادرتها الوطنية والسلمية لتجاوز هذه المرحلة الحرجة في العلاقات بين كوردستان والعراق ولسد الابواب امام المخاطر الناجمة عن التصعيد الخطير الذي قد يؤدي الى حرب اهلية مريرة ودمار شامل كما يريد تجار الحرب الحالمين باعادة الدكتاتورية واحتلال كوردستان وتنفيذ اجندات اقليمية تتعارض تماما مع مصالح الشعب العراقي والكوردستاني.

مبادرة حكومة كوردستان في الوقت الذي سحبت فيه البساط من تحت اقدام دعاة القتال والحرب وتهديد الامن والسلام في المنطقة، اكدت مرة اخرى على تمسك القيادة الكوردستانية والشعب الكوردي بالاساليب الحضارية السلمية لحل المشاكل العالقة على عكس الذين يقرعون طبول الحرب والقتال، كما اكدت مصداقية حرصها على حياة ومستقبل ابناء الشعبين العراقي والكوردستاني واستعدادها الدخول في حوار جدي منتج وفقا للدستور ومباديء العدالة والقيم الانسانية الرافضة للعنف والاحتراب.

لقد سبق وان اكدت القيادة الكوردستانية قبل الاستفتاء وبعده على ان النتائج المترتبة عليه لا تعني بالضرورة ومباشرة اعلان الاستقلال، وان مثل هكذا قرار مرهون بالتفاهم والاتفاق، والمبادرة الحالية اذ تقترح تجميد نتائج الاستفتاء الذي جعل البعض منه (قميص عثمان) في ضجة مفتعلة عدوانية تؤكد ما سبق وان ذهبت اليه القيادة الكوردستانية من ان الاستفتاء هو توضيح لموقف الشعب الكوردستاني من المواقف غير المسؤولة المعادية لحقوقه المشروعة وتنصل مراكز القرار في بغداد عن الالتزام بالدستور واتخاذها لاجراءات جائرة نسفت كل مقومات الشراكة والتوافق.

مبادرة حكومة كوردستان الواقعية والحريصة على دماء الابرياء وحماية النسيج الاجتماعي والمتجاوبة مع الرغبة الدولية والتحالف المناهض للارهاب العالمي تنبع من موقف قوي يستند الى الشرعية الوطنية والمباديء الديموقراطية والانسانية والاستعداد الكامل للدفاع عن النفس وردع اي عدوان صبياني اخرق وعلى من يهتم بالسلام ويحرص على دماء الابرياء في مراكز القرار في بغداد ان لا يفوت هذه الفرصة التاريخية للمصالحة الوطنية والسلام والوصول الى حلول جذرية للمشاكل العالقة من خلال حوار مفتوح غير مشروط تحت انظار مؤسسات دولية.

ان على الدولة العراقية ان لا تقع في مطب الغرور ونشوة النصر المزعوم ولا تحت ضغط القوى الاقليمية ومزاعم الخونة والمرتزقة المأجورين الذين وان استطاعوا لفترة قصية تحقيق بعض مآربهم الاجرامية النتنة فسينتهون كما انتهى الذين سبقوهم الى مزبلة التاريخ، فالمسالة الوطنية الكوردستانية لم ولن تنتهي بقوة النار والحديد، ولا مفر من الاعتراف بهذه الحقيقة الساطعة، كما لا بديل للحوار والتفاوض، ومبادرة حكومة كوردستان قد تكون فرصة اخيرة للسلام قبل ان يعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون ....فهل من يسمع؟

[email protected]
Top