• Wednesday, 15 January 2025
logo

شخصنة الموقف الكوردستاني والرهان الخاسر على تشظيه

شخصنة الموقف الكوردستاني والرهان الخاسر على تشظيه
سربست بامرني

الاعلام العنصري والطائفي المقيت المعادي لشعب كوردستان وحقوقه الوطنية الثابتة ومن خلال الحملة المسعورة المنظمة ضد القرار الوطني الكوردستاني باختيار الاستقلال يتميز بقدر كبير من السذاجة والغباء وتزييف الحقائق وهي:

ـ شخصنة الموقف الكوردستاني وكأنه قرار السيد الرئيس مسعود بارزاني وحده دون غيره وقد تم فرضه بالقوة.

ـ اللعب على وتر الانقسام الكوردي وكأن الاختلافات في وجهات النظر والمواقف هي حرب اهلية، وان كوردستان مقبلة على التشظي والتقسيم.

لقد سبق وان كتبت ان الامر لا يستحق الرد والتوضيح، مع ذلك فمن الضروري اعادة تذكير الشعب العراقي الكريم بالحقائق المجردة التي عاشها وسمعها ورآها طيلة الفترة الماضية والتي لا يمكن لهذا الاعلام الحاقد والمشبوه من حجب شمس الحقيقة بغرباله المهتريء وهي :

اولا: ان الرئيس مسعود بارزاني ومعه القيادة السياسية الكوردستانية ومنذ سقوط النظام الدكتاتوري لجأوا الى كل السبل الممكنة، سياسيا وقانونيا، لتطبيق الدستور الاتحادي والالتزام به نصا وروحاً وعندما وصلت جهودهم مع النظام الثيوقراطي الطائفي الى طريق مسدود فقد قررت في اجتماعها بتاريخ 7/6/2017 وبالاجماع اجراء الاستفتاء الشعبي بعد ان ثبت للجميع عقم الشراكة المزيفة وبأن مخاطر البقاء مع هكذا نظام متخلف عدائي ( كما يفضحه اعلامه المتردي) اكبر بكثير من المضي قدما في طريق ابعاد المجتمع الكوردستاني والعراقي عن اهوال الحرب الاهلية والاتجاه نحو خيار الاستقلال المشروع.

ان محاولة شخصنة القرار الوطني الكوردستاني في الوقت الذي ينم عن ثقافة العبودية التي يعيشها الاعلام المتنكر لحقوق الانسان وكرامته ويمجد الزعيم الاوحد والقائد الضرورة.. الخ، والخزعبلات التي يفرزها هذا الاعلام، لا يستطيع ان يتقبل او حتى ان يتصور وجود زعيم وطني ملتزم بقرار شعبه ومصالحه الاساسية وهو ما فعله السيد بارزاني بالتمسك والاصرار على تنفيذ الاجماع الكوردستاني.

ثانيا: اللعب على وتر الخلافات والاختلافات في الاجتهاد والرؤى داخل المجتمع الكوردستاني والايحاء بان هناك صراع خطير مرشح للانفجار في اي وقت، دجل رخيص واستغفال صبياني للرأي العام العراقي الذي شاهد وعايش توجه (92,23%) من ابناء كوردستان بكل اطيافهم المذهبية وتوجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم القومية الى صناديق الاقتراع واختيار الاستقلال وان الاقلية الصغيرة (7,76%) صوتت ضد القرار في اجواء ديموقراطية وتحت انظار العالم بكل حرية لا يعرفها طبالوا الاعلام العنصري والطائفي.

لقد سبق وان راهن هؤلاء على ان الاختلافات بين القوى الكوردستانية ( قبل الاستفتاء) ستؤدي الى افشاله والى مشاكل لا تعد ولا تحصى وصراعات دموية لا تنتهي. ان هذه الأفكار لا توجد الا في مخيلتهم المريضة، والحقيقة كان تماما عكس ذلك، فقد شاهد ملايين العراقيين كيف سارت الامور بسلاسة وفي اجواء وطنية وحماسية طوعية، وها هو الاعلام المزيف للحقائق يراهن مرة اخرى دون حياء على التشظي والانقسام الكوردي تحت ضغط الاجراءات العقابية اللاإنسانية التي تفرضها الدولة الاتحادية ضد عموم شعب كوردستان ولجوء هذه الدولة الفاشلة الى استجداء التدخل الاقليمي للوقوف بوجه ارادة الحرية والاستقلال وبناء دولة المواطنة الديموقراطية.

الذين يلعبون على وتر الخلافات الكوردستانية لا يملكون اقل احترام للرأي العام العراقي ولا للاخر المختلف فكريا، واصلا لا يعرفون هذه الممارسة والثقافة، فقد عاشوا ويعيشون عبيدا أمعة واغلب الضن سيموتون عبيدا امعة، فالقوى الوطنية الكوردستانية موحدة تماما تجاه القضايا المصيرية وان ما بينها من اختلاف هو جوهر وروح المشروع الديموقراطي الكوردستاني ومن المؤكد ان هذه القوى الوطنية ستحقق امال وطموحات شعب كوردستان في اقامة دولته المستقلة.

[email protected]

Top