• Saturday, 27 July 2024
logo

سرعة الأداء

سرعة الأداء
لا بد من الإشادة بالحرص على تسليم قاتل الزميل الصحفي الشهيد د. محمد بديوي الشمري، وفي المقدمة حكمة القادة المؤثرين في رئاسة الجمهورية وقيادة لواء حمايتها وجماهير الكرد في بغداد، فلولا هيبة هذه القيادات الكردستانية، وحرص جماهير كرد بغداد على احترام القانون وعدم مساعدة الجاني، لكان قد عبر حتى خارج الحدود.
وهذا يعني امراً واحداً: احترام الجماهير الكردية وقيادتها للقانون، و"رفضها" على حد تعبير د. فؤاد معصوم "وادانتها القتل لأي سبب."
ولا بد من الأشمئزار من تصريحات سياسيين تابعوا جريمة قتل د. بديوي، ويدلون بدلوهم ليس في السعي لملاحقة الجاني وتقديمه للعدالة، إنما مطالبة "القوات الكردية بمغادرة بغداد"، كما طالبوا قبلها بـ"انفصال السنة"، وهم في هذا يواصلون ديدنهم التمزيقي الساعي إلى تفتيت الدولة العراقية، وعلى الأرجح لحساب قوى اقليمية، وهؤلاء برغم كل ما يتبرقعون به من طروحات الأغلبية، فهم يخدمون اهداف بعض الجوار من "صغائر" الدويلات التي تريد تجزئة المنطقة علَّها تبدو اكبر من حجم "الخيمة ونخلتين" كما وصفها الراحل الزعيم جمال عبد الناصر. وفي مواقفهم التحريضية يضرون الأغلبية من العراقيين، شيعة آل البيت، كما يضرون بقية المكونات المكملة لهذه الأغلبية، شركاء الطموح الوطني في الحفاظ على وحدة الوطن وازدهاره.
ولا بد من "الإشادة" بسرعة انجاز التحقيق مع قاتل الزميل الشهيد الشمري، وهو جهد "قياسي" مشكور، ما كان له ان يكون لولا "حث" السيد رئيس الوزراء على "القصاص". ولا بد ان مثل هذا الموقف يطمأن الجميع، بجانب عقلاء قبائل شمر الذين دعوا إلى ضبط النفس والاحتكام للقانون. لكن السؤال المحير هو لماذا احيل الجاني وفق المادة 406 وليس المادة 405، برغم ان كلتاهما ينصان على جواز اشد الأحكام، لكن 406 تفترض "القصد المسبق والترصد" فيما 405 مع تشديدها العقوبة القصوى تلحظ ظرف الحالة الآنية؟ والأصل في الدولة المدنية الديمقراطية تشديد العقوبة على استخدام سلاح الدولة ومؤسساته، فما بالك القتل الأرعن ؟!
ولعل من المفارقات لكن ضمن تدخلات الأعلى و"حثه" سلطات الدولة على أداء واجبها، احساسنا بمتنفس هذه الأيام في بغداد، فزحام المركبات لم يعد كما كان، بعد جولة رئيس الوزراء التي شملت توجيه السيطرات والمرور العامة، التي ينخرها الفساد في انجاز معاملات المواطنين.
وعسى ان يكون للعدالة اداؤها في متابعة قتلة نقيب الصحفيين الشهيد شهاب التميمي وأكثر من250 صحفياً آخر، فالقبض على قاتل الشهيد بديوي تم بمساعدة الكرد.
وعسى يواصل السيد المالكي جولاته ليحل عقداً كثيرة يعاني منها العراقيون، منها حشود المعتقلين لمدد طويلة، وان يكون القضاء أكثر اطمئنانا في متابعة قضية ألاف المعتقلين، وألا تستسهل المادة 4 ارهاب في سلب حرية اي عراقي.
وعسى صب جام الغضب على بؤر الفساد التي تبتلع مليارات الدولارات عبر انظمة وقوانين لن تصد سرقة عوائد النفط!
حسين فوزي

‌puk
Top