• Wednesday, 17 July 2024
logo

حقائق مرة......................................عبدالرزاق علي

حقائق مرة......................................عبدالرزاق علي
قيل، وما أصدقها من مقولة: الحقيقة أولى ضحايا الحرب. حق السوريين في الحرية والعيش في ظل نظام سياسي ديمقراطي، هو تلك الحقيقة التي أضحت الضحية الأولى للحرب المدمرة التي يشنها النظام السوري منذ حوالي اثنان وثلاثون شهرا على شعب أعزل، طالب وبطرق سلمية أن يعيش بكرامة.




والملاحظ هنا، ان تلك الثورة الشعبية، ورغم ارادة السوريين، وبتخطيط من النظام، قد تحولت الى حرب لاتبقي ولا تذر.


ولاشك ما كان لمخطط للنظام السوري أن ينجح في تحويل ثورة السوريين من أجل الحرية الى حرب داخلية وطائفية، لولا أخذ الدعم اللامحدود واللاخلاقي من روسيا وايران وأدواتها في المنطقة. وما أعطى لتلك المخطط زخما داخليا، بالاضافة الى عدم وجود معارضة موحدة، هو تهافت جماعات ارهابية عدة ومن كل أصقاع الأرض على سوريا. وطبعا الزخم الخارجي جاء نتيجة للتخاذل الدولي الأوروبي والأمريكي المستمر.
أما وقد أصبحت تلك الحقيقة الانسانية ضحية، فان تلك الحرب القذرة، أفرزت حقائق مرة لايخطئها عينا كل متابع للحدث السوري.
ان كل الآمال التي بشر بها "النظام العالمي الجديد" بعد انتهاء الحرب الباردة والثنائية القطبية للشعوب المضطهدة وأفول شمس الأنظمة القمعية ومبدأ ما سمي حينها "التدخل الانساني"، وكذلك ما بشرت بها الأمم المتحدة بداية هذا القرن ب"اعلان الألفية" وما عبر عنه، كوفي أنان، السكرتير العام للأمم المتحدة آنذك بانه: لا حصانة للأنظمة القامعة لشعوبها بذريعة السيادة والحدود الدولية، ذهبت جميعها أدراج الرياح وأصبحت أكاذيب فاضحة مع استمرار مآساة الشعب السوري الذي يقتل وتدمر مدنه ويضرب بالأسلحة الكيمياوية تحت أنظار العالم، وقد ضرب النظام السوري كل تلك المفاهيم والمبادئ ضرب الحائط.
والثانية، هي ان باستطاعة أي نظام في المنطقة وأية جماعة سياسية أو غيرها، من تحويل حروبها ونزاعاتها الى حروب دينية ومذهبية بكل سهولة، لان جميع أدوات تلك الحرب موجودة: الاحتقان، التحشيد الاعلامي، التمويل، وجماعات دينية، من كل المذاهب والأديان، مستعدة أن تمارس أبشع الجرائم باسم الدين.
أما آخر تلك الحقائق المرة، هو اصطفاف البعض الذين ينتمون الى الضحية بجانب الجلاد. نشرت هذه الأيام وسائل اعلام كردية، وثائق عن العلاقات الوطيدة بين النظام السوري وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي(الجناح السوري للحزب العمال الكردستاني التركي)، وكيف ان قوات النظام وأجهزتها الأمنية تنسق مع مقاتلي تلك الجماعة الكردية المسلحة التي تسيطر على أغلبية المناطق الكردية في سوريا، للسيطرة على حقول النفط وضرب أي جماعة معارضة للنظام، مسلحة أو غير مسلحة، تدخل مناطقها تحت ذريعة محاربة مسلحي جبهة النصرة ودولة العراق والشام الارهابيتين. كما أكد تلك المعلومات وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، في مقابلة صحفية مع صحيفة كردية نشرت أول أمس.
للنظام في سوريا ضحايا كثيرين، والكرد السوريون أولى تلك الضحايا، أيعقل أن تصطف جماعة كردية الى جانب البعث السوري الذي يحرم الكردي حتى من الجنسية؟!


PNA
Top