• Wednesday, 17 July 2024
logo

معهد (غوته) جسرالتواصل الثقافي الالماني _ العراقي....................فوزي الاتروشي

معهد (غوته) جسرالتواصل الثقافي الالماني _ العراقي....................فوزي الاتروشي
المانيا دولة ناحجة ومتميزة ومتفوقة وفق كل المعايير السياسية والادارية والاقتصادية والتنموية والمعرفية وفيما يخص حقوق النساء, وهي دولة الرفاه الاجتماعي وصاحبة واحد من ارقى قوانين الرعاية الاجتماعية.


ان هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها (82) مليون نسمة تلعب دوراً كبيراً ايضاً في اعادة الديمقراطية الى دول اوروبا الشرقية مثل بلغاريا ورومانيا وهنغاريا والجيك وسلوفاكيا ودول يوغوسلافيا السابقة.
وحين التقينا في حدائق نادي الصيادلة في بغداد (بيرتا فاغنز) اشرنا الى هذه النقاط المضيئة في الحياة الالمانية والتي يبدو ان اغلبها ولجملة من الاسباب مازالت غائبة عن الوسط الثقافي العراقي .
كانت الحفلة الموسيقية والغنائية التي احيتها الفرقة الالمانية (ميلومارك) رائعة ومتميزة في المزج بين الغناء الشرقي والغربي وصفق لها الجمهور بأعتبارها لحظة جميلة للخروج عن غبار الحياة اليومية في بغداد واصوات الانفجارات التي تملأ سماء هذه المدينة.
ودعونا السفيرة الالمانية للتعجيل بفتح معهد (غوته) في بغداد اسوة بما هو حاصل في اربيل لتكون بوابة اضافية للتعريف بالثقافة الالمانية واللغة الالمانية التي يتكلم بها اكثر من (100) مائة مليون انسان, وهذا يفرض فتح دورات للغة الالمانية في بغداد لانها النافذة الأساسية للولوج إلى العالم والمجتمع الألماني وضمه وفهم التطورات المتشاركة جيدا التي تحصل في هذه الدولة الفائقة التطور والاستفادة من تجاربها في البناء والإدارة.
فألمانيا دولة قدمت أنموذجا فريدا في سرعة أعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية, مثلما أن نظامها الفيدرالي اثبت جدارته وقدرته على الحياة والتقدم.
إن ألمانيا ليست فقط دولة كبرى لصناعة السيارات والآلات والمكائن, مثل (مارسيدس) و(اوبل) و(بي.ام.دبليو) رغم أهمية وشهرة هذه السيارات, ولكنها ايضا دولة الثراء المعرفي والأدبي والثقافي والحقوقي, والفلسفي, فهي دولة (هيغل) و(ماركس) و(انجلز) والشاعرين العظيمين (غوته) و(شيلر) والروائي (غونتر غراس) الذي كرس مواقفه لخدمة قضايا الإنسانية.
وألمانيا تعتبر دولة متقدمه جداً لجهة النظافة وحماية البيئة ومكافحة الجريمة, ولديها دستور وانظمة قانونية وقضائية مرتبطة كلياً بالمواثيق والأعراف الدولية. و ربما كان احد اسباب عدم شيوع المعلومات حول المجتمع الالماني والثقافة الالمانية في العراق مقارنة بالثقافة الانكليزية والفرنسية, اثر النظام السابق ظل على تواصل مع ما كان يسمى سابقا (جمهورية المانيا الديمقراطية) التي انهارت اثر انهيار النظام الشمولي السوفيتي لتعود المانيا الموحدة الى الساحة الدولية بكل ثقلها السياسي والثقافي و الاقتصادي.
اننا في وزارة الثقافة وكما اشرنا في كلمتنا في الفعالية الفنية يوم 20\10\2013 نجدد تأكيدنا على اهمية فتح معهد (غوته) في بغداد واقامة فعاليات ثقافية مشتركة تزيد من الحضور الثقافي الالماني في العراق, خاصةً وان الجمهور العراقي و المثقفون العراقيون يتوقون الى المزيد من المعرفة حول شعب منجز ومتقن للعمل وتجاربه في البناء والحياة وحقوق الانسان وحقوق المرأة هي جزء اساسي من الحضارة الراهنة, ولعل الحشد الكبير الذي حضر الى معرض الصور بعنوان (يوم في حياة المانيا) الذي اقيم في المركز الثقافي البغدادي قبل مدة دليل على ما نقول.


pna
Top