• Wednesday, 17 July 2024
logo

لماذا رفضت القوى العظمى الاحتلال العراقي للكويت

لماذا رفضت القوى العظمى الاحتلال العراقي للكويت
اعلن العراق بعد 31 آب 1990 انه صار بعد دخوله الكويت يسيطر على 20% من الاحتياطي العالمي البترولي (وعلى دول العالم احترام موقعه الجديد!!!) هذه العبارة كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فالدول العظمى المهيمنة على الكرة الارضية لن تسمح لان تتمكن حكومة نامية بمقدار شعوب العالم بهيمنتها على 20% من الاحتياطي البترولي العالمي.
ولان الولايات المتحدة لم تجد ما يبرر ذلك فقد صرح الرئيس بوش بأنه كان يشعر بأن قوى غبية تدفعه لاحتلال العراق!!! يومها بعد 11 ايلول 2001 لم يكن العراق باقيا" في الكويت ولم تعلن الاستكشافات الجديدة البترولية في وسط وشمال وجنوب العراق.
الا ان الرئيس بوش ربما استعان بأجهزة التصوير المنصوبة على المسمار الفلكي الامريكي المسير نحو المريخ (الكوكب الاحمر) قد اكتشفت وجود بحر من الثلج تحت قشرتها بخمسة عشر كيلومترا" و الثلج يعني الماء العذب اي الاوكسجين والهيدروجين ، هذه الاجهزة صارت ثورة في عالم المسح الجيولوجي فالاستكشافات وما اليها من الاجهزة اليدوية والمعدات الثقيلة كانت سهلة في الاراضي السهلية ولكنها صعبة جدا" في المناطق الجبلية اذن التخمينات الامريكية الاستراتيجية كانت تتطلب احتضان العراق الجديد ولقد وصلت الرقع الجغرافية في العراق الى 36 رقعة في حين صار في كردستان 52 عقدا" لمكامن مختلفة في ارض كردستان والمفارقة ان كردستان بأجزائه الاربع تنحسر في كردستان العراق ولهذا قال لي سائق كردي في احد مناطق كردستان (حفظكم الله ذخرا" لنا نحن التعساء في الدنيا) .
اذن فيهم القابضون على قوة الارغام في العراق الى ان كردستان ستكون قلعة امان ويوم تم التوقيع مع شركة اكسن موبيل الامريكية العقد النفطي لاستخراجه من قره داغ قال رئيس الاقليم مسعود البارزاني هذه الشركة تعني دخول خمسة فيالق عسكرية الى كردستان .
هذا الذي اسوقه لا اعني نظرية المؤامرة وانما حتى شركة مايكروسوفت امرتها الحكومة الامريكية بأن تصبح شركتين فالقرار انصب على وارد الشركة السنوي التي تجاوز ارباحها الحدود المسموحة في النظام الاقتصادي حتى وان كان حرا" اي بداية تدخل الدولة الامريكية في شؤون الاقتصاد وهي الخطوة الاولى للاشتراكية وان سبقتها مسألة الرعاية الاجتماعية للبطالة فالعاطل يحصل على 75% من اجره او راتبه الذي كان يتقاضاه.
اذن لو جمعت حاصل انتاج الشمال والجنوب في العراق فأن النتيجة ستكون نفس النسبة 20% من الاحتياطي البترولي العالمي ولهذا صارت كركوك رمزا" محايدا" في كفتي الميزان بين الشمال والجنوب فكل البترول يصفى في الداخل اما من كركوك او خانقين على الاقل بنسبة 80% ثم ان الاصل في منشاءات بيجي النفطية اربع مصافي عملاقة مصفى الشمال والمفروض ان يبنى في كركوك وصلاح الدين واحد وصلاح الدين اثنين والمفروض ان تبنى في سامراء واضيفت لها مصفى الدهون وشركة المنظفات العربية هذه الملايين من الاطنان تطلب دفن اراضي بيجي التي اقيمت عليها المنشاءات بمليار دولار نقل لها الحجر من جبال كردستان وشنت الحكومة حملة تهجير جماعية لكل الموظفين الكرد لا بل وصل الامر الى رفض حتى تشغيل عمال (حمالين) من الكرد بمتابعة جدية من الامن المركزي افحسبتم انها اعمال سدى!!؟؟؟ فالقوى العظمى منشغلة اليوم بمصيبة كبرى وهو التنصت على الهواتف النقالة لرؤساء اوربا المجتمعة على عجل الاسبوع الماضي رغم حضور الرئيس الامريكي للاعتذار ولم يبدو على سيماء المستشارة ميركل انها غير ممتعضة فهذه الامكانات التكنلوجية الامريكية تبدو خرافية وخيالية لكنها تركز على ستراتيجيات الدول الاقتصادية انها حين تسمى اخلاقيات ليس بالمعنى العربي للاخلاق انما تسمى (الموارالتي) اي اخلاق دولة وهي تختلف عن اخلاق اشخاص بقدسية الجامع او المسجد او الكنيسة ضرورية ولكن لو ان اشخاصا" استخدموها للضرب العسكري فأن الدولة تأمر بهدمها ولو بالقصف كما حدث في مكة يوم اعلن غامدي انه المهدي واعصم هو واتباع في الكعبة فأخرجوا منها اشلاء !!! ويوم قامت طائرة اميريكية بتصوير المواقع الستراتيجية في الصين انزلتها القوات الصينية وارسلتها بطائرة عملاقة بعد ان فككتها واستنسختها لا بل ان التصريح الاميريكي كان هو الاعلى في تهديد الصين بوجوب اعادة الطائرة التجسسية .
اذن ينبغي ان نفهم ان الاستراتيجية الدولية لن تقبل بأن تكون دولة ما متحكمة في 20% من الاحتياطي البترولي العالمي.

صلاح مندلاوي

‌puk
Top