• Wednesday, 17 July 2024
logo

المناخ الإقليمي.. طائفي!

المناخ الإقليمي.. طائفي!
في مطار الدوحة التي توقفت فيها لزيارة أقارب لي، في طريق العودة الى بغداد، سألني موظف الجوازات بعد ان عرف انني عراقي: أنت شيعي أو سني؟ . حينها تذكرت موظفي الجوازات الاردنية في مطار عمان عندما كانوا يطرحون هذا السؤال في السنوات الماضية ويقررون على أساسه السماح بالدخول أو المبيت في المطار لإعادة المسافر في الرحلة المقبلة من حيث أتى. أجبت الشرطي القطري: السني والشيعي مسلمان لكن هل ترى مناسبا أن تطرح مثل هذا السؤال؟. بدأ "الأخ" يشرح لي الفرق بين "مسلم مهتد وآخر ضال"، ليستنتج بالتالي ان هناك فرقا كبيراً بين الاثنين.
لا أعتقد ان هذا الشرطي مكلّف بطرح هذا السؤال بدليل ان زميله لم يطرحه عليّ عند دخولي في اليوم السابق، لكنه يأتي وسط مناخ طائفي يجتاح المنطقة ككل بما فيها المنطقة الخليجية. متطرفون يساهمون في تسعير هذه النار التي تحرك الجميع لتظل القوى المؤججة لها تبتهج بتحقيق ما أرادت. أجهزة مخابرات تستخدم القوى التكفيرية لإخراج الشيعة من الملّة وتصويرهم على انهم كفرة يجوز، بل يجب، قتلهم ليحظى القاتل برضا الله وينعم بالغداء مع رسوله.
هكذا يجري خداع الآلاف من المغفلين المتوافدين على بؤر الصراع الطائفي في العراق ولبنان وسوريا. اللافت ان غريزة القتل لدى هذه الحشود لا تتوقف عند حد الشيعة بل تتعداهم الى قتل السنة بحجج وذرائع عديدة، كما حدث مع أهالي المنطقة الغربية في العراق خلال أعوام الحرب الطائفية بين 2006 و 2008 ، وهو مرشح للتكرار مع عودة نشاط القاعدة الى هذه المنطقة.
لا يتوقف النفخ في نار الطائفية على الاجهزة الاقليمية المسخّرة للفكر التكفيري بل ان أوساطا متطرفة محسوبة على الجانب الشيعي تساهم في دعم عملية التحريض ضد الشيعة بما تقدمه من مواقف وشتائم وسباب لرموز إسلامية لا يمكن لأي مسلم القبول بمسها خصوصا عندما يتعلق الأمر بزوجة الرسول الأكرم. هؤلاء يقدمون الذريعة للآخرين ليمارسوا جريمة الابادة الجماعية. يملك بعضهم فضائيات تسب وتلعن ليس فقط خلفاء وصحابة بل حتى مراجع الدين الشيعة لمجرد انهم لا يرضون بالسب واللعن وبالتالي فهؤلاء مشاركون بالنفخ في نار الطائفية. حاولت ان أوضح للشرطي القطري الذي طرق موضوع لعن الصحابة كدليل على ضلال الشيعة بأن هذا السلوك مقتصر على عدد من الجهلة والمنحرفين وليس الشيعة ولكن دون جدوى.
على التويتر وجدت تغريدة قبل أيام يمكنها تلخيص نتيجة ما يجري من عمليات شحن طائفي من قبل أجهزة المخابرات والجهلة والمتطرفين . يزفّ صاحب التغريدة البشرى لطارق الهاشمي قائلا: "أبشرك بأن المجاهدين انتقموا اليوم لشرف الرسول بمهاجمة عدد من مراكز الروافض تاركين اشلاءهم تتطاير ومحطاتهم (التلفزيونية) تبكي وتلطم". من نلوم هنا ومن نجرّم؟ بالتأكيد أكثر من طرف واحد.
المشكلة ان جريمة الابادة الجماعية التي ترتكب الآن ضد الشيعة من قبل المجموعات المتطرفة ستولد ردات فعل عنيفة وستدفع الكثير من المعتدلين الى التطرف فلا يبقى محل لصوت العقل الذي يحذر من ان هناك من يدير هذه اللعبة القذرة ملحقا الضرر الفادح بالجانبين وبالامن والاستقرار في المنطقة ككل.
سالم مشكور

PUKmedia

Top