بمناسبة مناقشة قانون اللغات في مجلس النواب
الكورد شعب يحب السلام والتعايش الآمن مع كل الشعوب، وقد مرت على شعبنا ويلات وويلات حاولت إفراغ اللغة من القومية الكوردية كما حاولت إفراغ القومية من اللغة الكوردية، وكان الشعب الكوردي يقظاً لنوايا هذه الويلات، أن أعداء الشعب الكوردي ببساطة شديدة هم أعداء الشعوب المسالمة الباحثة عن الحرية والسلام! وان اعداء اللغة الكوردية هم اعداء الشعب الكوردي، فلا شعب دون لغة! ولاتوجد لغة دون شعب، والقومية الكوردية قومية تنتسب للحياة وتتشبث بالحياة رغم تاريخ الكراهية ضدها، قوميتنا استطاعت بجدارة ان تهضم السورانية والبادنانية بمعدة واحدة، قوميتنا استطاعت ان تجمع المدن المترامية في كوردستان بخارطة واحدة اسمها كوردستان! واينما سافرنا او اتجهنا وجدنا اللغة محاطة بجماعتين، الجماعة الاولى حريصة على تبديد اللغة الكوردية وهي تسعى الى تبديد القومية الكوردية والجماعة الثانية تعمل على صيانة اللغة الكوردية وهي تعي ان الكورد عملة بوجهين هما اللغة والقومية، ومن يحاول دراسة سايكولوجية اللغة الكوردية سيفاجأ بأن معجم هذه اللغة معجم يحتوي على مئات الكلمات التي تتضمن الحب والغناء والرقص والسلام والزهور والشلالات والربيع والجبال العالية والاشجار الملونة معجم اللغة الكوردية خالي من الكراهية والثارات خالي من التحريض على القتل والسحل والتخريب والترهيب ! انها لغة العصافير واغصان الزيتون وشلالات النور , حاولوا محو اللغة الكوردية فخابوا , وحاولوا محو كلمات السلام من اللغة الكوردية محوها بالغازات السامة محوها بتخريب المدن محوها بالدبابات والصواريخ وجنون الحرائق ولكنهم خابوا واندثروا وصاروا كوابيس لاتخيف سوى خندق الكراهية ! نحن بحاجة الى علماء منصفين يدرسون اللغة الكوردية ويستنبطون منها قيم الخير والحب لكي يعلم الذين يتربصون بالشعب الكوردي ان الكورد لن يموتوا وان لغتهم لن تندثر ، ولنحاول افهام العالم ان اللغة الكوردية لغة حية متطورة تنسجم مع الحياة ومتطلباتها ، وان الشعب الذي حمى قوميته قادر على ان يحمي لغته , ومقالتي هذه تتضمن دعوة مخلصة لنشر قدراتنا اللغوية من خلال الاغاني الكلاسية البطيئة والاغاني الشبابية السريعة ومن خلال الافلام القصيرة والافلام الروائية ومن خلال التمثيليات والمسرحيات والبوسترات , وما المانع من تخصيص جوائز تمنح لكل من خدم ويخدم اللغة الكوردية , مع التركيز على دور المجمع اللغوي الكوردي وجعل رئيس المجمع واعضاء المجمع يعينون بأمر رئيس الأقليم اسوة بكل قوميات العالم التي تعتني بالمجامع اللغوية ورموزها ! وتنشط وزارة ثقافة كوردستان الى تشجيع الترجمة من اللغة الكوردية واليها ووضع جوائز تشجع على الترجمة الراقية. ونحن اذا فتشنا عن لغتنا في ذاكرة الغرباء المنصفين وجدنا ان قيام الدولة الكوردية المنتظرة سوف يسهم في شفافية اللغة لتي مازالت تكتب بالخطين اللاتيني والعربي وفق الدول التي يرزح تحت سياستها شعوبنا الكوردية التي يبلغ تعدادها الاربعين مليون موزعين بين تركيا،والعراق، وإيران، وسورية وأرمينيا ، وكما يقول الحكماء ان الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة وقد بدأ شعبنا الكوردي مسيرته ولن يتوقف.


PUKmedia
شيماء طالباني – بغداد

‌