• Wednesday, 17 July 2024
logo

كردستان النفطية ليس فيها سوى صفاء القلب

كردستان النفطية ليس فيها سوى صفاء القلب
تتداول وكلات الانباء من فترة الى اخرى انباء جولات التنافس بين شركات نفطية عملاقة وناشئة من اجل الاستثمار البترولي ولعل الذي شد انتباهي في 27/1/2010 ان حقل (بدرة) الكردية في واسط على الحدود مع ايران اذ اشتركت اربع شركات من جنسيات مختلفة في (كارتل) (مجموعة اقتصادية واحدة) من اجل استخراج النفط في مدينة (بدرة) والتي لا تتجاوز التقديرات المحتملة لانتاجها اليومي 170000 برميل مائة وسبعون الف برميل يوميا" بحقوق للشركات كأجور خمسة ونصف دولار لانتاج البرميل الواحد 5.5 دولار عدا المعدات والمواد التي تستخدم في الانتاج والشركات كالاتي:-
1. Gas brom الروسية.
2. Tpao التركية.
3. Kogas الكورية الجنوبية.
4. Petronas الماليزية.
في زمان الطفولة اليسارية وقبل قرن كنا نبحث عن افضل السبل للحياة الاجتماعية ولم نشخص اية عوامل خارجية او اقتصادية لعملنا او نشاطنا السياسي الا كنتف وكأن الوان العلم او لغة التحدث هما الاهم بين الجماهير والشعب وهي في الحقيقة سبب كل المصائب وهو وجود النفط في كردستان والعراق ودول الشرق الاوسط وشمال افريقيا والفتوحات العربية تحت لواء الاسلام لم يكونوا يعلمون بذلك ولكنهم لا بل انهم اجبروا على الانسحاب من اوربا واسيا وافريقيا الغير نفطية ويوم قال باشا كورة (الباشا كبير الكرد) على ابا عبيدة الجراح المسمى في كردستان (عبابيلي) قال له الجنة التي تعد بها تحت قدمي وسبحان الله كل يوم تتفتق صخور كردستان عن استكشاف جديد لحقل جديد اذ ان اسلوب الاستكشافات الجديدة في العلم الحديث بدأ يستعمل الكاميرات التي استخدمها المسمار الفلكي على المريخ اذ اكتشف وجود الماء الجامد اي اوكسجين وهيدروجين على سطح الكوكب الاحمر هذه الكاميرات اكتشفت النفط في بدرة وهي الاسهل مقارنة مع جبال (قه ره داغ) والتي ستستثمرها الشركة الامريكية اكسن موبيل .
المهم عندي عقد بدرة مشاركة اربع جنسيات لها علم بحساسية بدرة في حدودها مع جمهورية ايران ومن ثم كونها مدينة كردية على مشارف جنوب العراق اي مدينة متنازع عليها حتى داخل العراق ولعل الذي شد انتباهي في حينها حين علمت بوجود عصابة تحرق بساتين النخيل الكردية لاجبار بقايا الناس المتواجدين في بدرة وهم ممن يعتاش على بساتينها فقطعت عنها المياه ورحل اهلوها لكن بقايا الكرد استمسكوا بالارض كما يفعل المصارع الروماني بالحيلولة دون ان ينقلب على ظهره وكنا نسميها نحن (بشت خاكين) بدرة تكاد تموت من العطش جاءها المستثمرون بتحويل بقايا مياه الامطار من galal كلال مندلي عبر قزانية وكانت شركة الساحل الاخضر يقال ان المدافع عنها كان قصي هذه التحركات من الصعوبة ان يفهمها الكردي المسكين من بدرة بأتجاه علي الغربي وشمالا" بأتجاه مندلي وخانقين.
لقد انشغل الاقليم بما اتاه القدر من استكشافات مذهلة الى نسيان المناطق الاقل ايرادا" فزاخو صارت مدينة نفطية بها بحر من النفط وبسرعة كانت المعجزة الخارقة في قرداغ بعد ان لم يكن يعلم عن حقول كردستان سوى حقلي شيواشوك في كوية وجوارها حقل طاووق.
في الغزوات العربية كانت عبارة اسلم تسلم نعدكم بجنات تجري من تحتها الانهار فظهر بأن في جوفها وليس قشرتها عدا انهار العسل والخمر واللبن انهار النفط الذي غير الحياة الكردية خلال عشر سنوات .
ان الذي استشفه من مشاركة اربع دول على حقل صغير هو ضمان سكوت الجانب الآخر من الحدود والجانب المخالف في الداخل العراقي وثمة شىء آخر ان الكوت او واسط ستنتج في بدرة وحقل الاحدب النصف مليون برميل من النفط يوميا" اي ان الكوت ستنتج نفطا" اكثر من كركوك وهذا ما حدى بالحكومة لاعتماد طموحات الشركات الاجنبية التي غادرت كركوك لتعود من خلال برتش بتروليوم في تنشيط حقول كركوك دون اعلان منافسة ودون ان يطلب اليها.
الخلاصة لم يعد خافيا علينا على ان كردستان ومنذ اكثر من قرن ونصف من الزمان هي ارض البترول ولأن لهذه الارض شعبا" كرديا" صبورا" قويا" عنيدا" كصخور كردستان فأن من مصلحة الاخرين الحفاظ على الود فلأن افلت الكرد كأقليم او حتى كدولة لتكون دولة صديقة تحافظ على المودة خاصة مع العراق الارض المقدسة التي صارت غنية.
صلاح مندلاوي
Top