تمضي ام ديار حياتها بهدوء وتتحمل المشقة وصعوبات توفير لقمة العيش لأطفالها منذ ستة اعوام بعد ان فقدت زوجها في انفجار لغم بسيارته في وسط مدينة الموصل اثر اشتداد اعمال العنف في تلك الفترة، ورغم الظروف القاسية فأنها استمرت في اعالة اسرتها حتى اوصلت بناتها و ابنائها الى الدراسة الجامعية.

ام ديار في منتصف الاربعينات من العمر رفضت ان يشار الى اسمها الصحيح مكتفية بالقول " الحياة كارملة فيها صعوبات من ثلاث اتجاهات، الاول المجتمع الذي لايرحم، الثاني اقاويل الاهل والاقارب بترك الواقع والزواج، والاتجاه الثالث هو قلة وجود الدعم والرعاية التي تنالها النساء الارامل من قبل المؤسسات المعنية"
وتضيف ام ديار " الظروف التي اصبحت فيها ارملة كانت قاسية اذ تركت منزلي وسط الموصل و صعبت الظروف المعيشية وكنت قلقة وخائفة ان افقد اسرتي، ثم الخوف من المستقبل وكيفية تربية الاولاد كان هاجسي ليل نهار، وتحملت المشقة والاقاويل وعملت في البيوت والمؤسسات كمنظفة و خادمة الى ان كبير اولادى وتحملوا بعضا من العبء وتوفير مستلزماتهم على الاقل"
اما ديار تجهل ان هناك يوم دولي للارامل، وتوجه دعوتها للمؤسسات المعنية بضرورة ان يتم زيادة راتب الرعاية الاجتماعية للارامل حتى يتوافق مع الظروف المعيشية الحالية .
واضافت وحسرة ألم اختنق في صوتها وتغيرت ملامحها : لاتعرفون معنى العيش كارملة و تحمل الضغوط ومهما يقال بحقها فهو قليل ومهما يمكن تقديمها لهن هو مهم وافضل وسيلة هو ضمانة عيش آمن لها يوفر لها ظروف معيشية ملائمة.
يحتفل العالم في 23 من حزيران من كل عام باليوم الدولي للارامل وتمجيداً الى النساء الارامل اعلنت جمعية الامم المتحدة بتخصيص هذا اليوم من كل عام اعتباراً من 2011 باليوم الدولي للأرامل واقرت هذا في ديسمبر 2011.
النداءات الدولية ترتفع في هذا اليوم لمزيد من الاهتمام بالارامل حيث أكد بان كي مون ،الامين العام لهيئة الأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للأرامل " ينبغي ألأ تفقد أي امرأة حقوقها عندما تفقد زوجها ،ولكن هنالك مايقدر بــ 115 مليون أرملة يعشن الآن في حالة فقر ،وتعرضت 81 مليون أرملة لاعتداء بدني .والفتيات المتزوجات من رجال أكبر سنا منهن بكثير عرضة بوجه خاص للتعدي على حقوقهن .

واشار بان كي مون في كلمته بدعوته لأغتنام هذه الفرصة لمساعدة النساء الارامل حتى يتمتعن بحياة افضل "دعونا نغتنم مناسبة اليوم الدولي للأرامل للدعوة إلى حقوق جميع ألارامل كي يتسنى لهن التمتع بحياة أفضل وتحقيق مالديهن من إمكانات عظيمة للإسهام في عالمنا ".
والعراق يعتبر من الدول التي ارتفعت فية نسبة النساء الارامل بعد احداث 2003 بسبب الحروب والاوضاع الامنية التي خلفت مايقارب مليون ونص ارملة حسب احصائية وزارة التخطيط وغالبيتهن صغيرات السن وغير متعلمات ومرت عشر سنوات وهن في تزايد ويعانين من قساوة الحياة ومكابد الحزن وتدني مستوى المعيشة لفقدان المعيل ويقع عليهن عبء اعالة اطفالهن ،ويزاد الحديث في دعمهن ولكن دون جدوى سوى راتب الرعاية الاجتماعية الذي "لايشبع ويغني من جوع "
حيث طالب مركز تدريب وتطوير الارامل الجهات المعنية في هذا اليوم الدولي للأرامل للالتفاف الى هذه شريحة التي تعاني الامرين، ونحن كمركز تدريب وتطوير الارامل احدى منظمات المجتمع المدني نعمل جاهدين بكل امكانيتنا لتقديم يد العون للنساء الارامل من خلال دورات التدريبية لتمكينهن لايجاد فرصة عمل لتوفير لقمة العيش لاطفالهن بالاضافة الى ورش التوعية القانونية حيث كثير منهن يجهلن حقوقهن التي كفلها الدستور العراقي الى جانب الورش التثقيفية في مجالات شتى ، وتوعيتهن براتب الرعاية الاجتماعية ويعمل كادر المركز بكل روح انسانية لتقديم المساعدات الانسانية والعينية التي يحصل عليها المركز من الجهات الداعمة.
اللجنة الدولية للصليب الاحمر ( ICRC ) تعتبر واحدة من المؤسسات العاملة في مساعدة النساء المعيلات ( غالبيتهن ارامل ) ويشير تقريرها لعام 2012 على حصول ( 608) نساء معيلات على منح من اللجنة الدولية مكنتهن من بدء مشاريع تجارية صغيرة، يمثل الدخل الناتج عنها غالبا ( 40% ) من عائدات هذه الاسر ويسمح لها بتعزيز اعتمادها على الذات.
ويشير نفس تقرير اللجنة الدولية للصليب الاحمر ( العراق : حقائق وارقام ) الى تشجيع اللجنة ( 3962 ) أمرأة معيلة يعتمد عليهن ( 16000) شخص واصطحابهن وتوجيههن من اجل تسجيل اسمائهن للحصول على رواتب الرعاية الاجتماعية الحكومية التي تقدمها دائرة رعاية المرأة وذلك بفضل الدعم المقدم من اللجنة الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية ؛ وحصلن من اللجنة الدولية ايضا على مبالغ نقدية لتغطية نفقاتهن اثناء تجميع ملفات التسجيل".
وبحسب ارقام وزارة التخطيط لمنتصف عام 2007، يبلغ عدد المطلقات والارامل في العراق حوالي مليون امرأة، من مجموع 8,5 مليون امرأة في العراق تترواح اعمارهن بين الخامسة عشرة والثمانين من العمر.
في وقت تشير ارقام اخرى ان عدد الارامل اكثر من مليوني امرأة من مجموع السكان الذي يصل الى 30 مليون نسمة. يصل عدد اللواتي يحصلن على معونات حكومية بنحو 84 ألف ارملة، وبمعدل يتراوح بين 40 إلى 95 دولارا شهري.

pna