اللقاء الوطني .. أربع حقائق
الحقيقة الثانية، ان خيار المؤتمر الوطني، لا يزال مطروحا للخروج من الدوامة السياسية، لكن حماس المعنيين به تراجع باضطراد، ليتأكد ما كان يقوله مام جلال بانه يتعذر تحويل فكرة المؤتمر الوطني الى مفتاح لحل ازمة البلاد السياسية من دون تعاون الجميع وتخليهم عن الخندقة السياسية والمواقف المسبقة واللاواقعية، ومن يتابع تصريحات ومواقف المعنيين بالمؤتمر الوطني لابد ان يرصد نقطة فراغ بين الاقوال والافعال، وتفسير ذلك ان التعاون والاستعداد لتحمل موجبات هذا الخيار غائبان حتى الآن.
الحقيقة الثالثة، هي ان هناك جماعات وجيوبا واصواتا من داخل العملية السياسية ومن على محيطها.. من كابينة الحكومة وخارجها.. تعمل المستحيل لعرقلة عقد المؤتمر الوطني وإنهاء الازمة السياسية، ونقل المشهد السياسي الى الاسترخاء واجواء الثقة والشراكة، ويتأكد للمراقب الموضوعي، ومن وقائع كثيرة ان الكثير من هذه الجهات لها مصلحة بابقاء الازمة والتوتر السياسي على حالهما، لأن هذا الوضع المتوتر حصرا يتيح لها التهرب من استحقاقات الحل ويلزمها بمواقف وخطوات مكلفة، ولأن الحل المنشود لابد ان يتم على اساس التنازل عن المصالح الفئوية والذاتية (او في الاقل عن بعض تلك المصالح) ويقطع الطريق على المتاجرة بمصالح البلاد في الاسواق الاقليمية والدولية.
الحقيقة الرابعة، التي يغفل عنها الكثيرون هي ان المؤتمر الوطني للاطراف المعنية بازمة البلاد ليس هدفا بذاته.. انه الجسر الى نزع فتيل الاحتراب والاستفراد بالقرارات والتجييش.. ومدخل الى التنازلات المتقابلة.
على انه في السياسة، ثمة عنوان قاس ومفيد: المأزومون لا يحلون ازمة.
عبد المنعم الاعسم