وننتظركم في شنكال...رسالة مفتوحة الى السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان ..................... رسالة الشركاني
هي خطوة طيبة ومهمة جدآ، وبحكم عملي كمراسلة لراديو ووكالة بيامنير في شنكال، أعرف جيدآ كيف أن للزيارة أبلغ الأثر على نفوس الايزيديين عامة، وهم يتفائلون خيرآ بنتائجها ويتطلعون الى غد افضل، على الأخص هنا، في شنكال، حيث الكل بانتظاركم، واعتقد جازمآ بأنكم كذلك تتطلعون الى ذلك اليوم الذي تلتقون عن قرب بمواطني شنكال وتستمعون الى أراءهم ومشاكلهم واحتياجاتهم ومعاناتهم التي لا تطاق، لولا ولاء الشنكاليون المطلق لكرديتهم وانتمائهم وتشبثهم بوطنهم كردستان.
أهل شنكال ينتظركم، وهم يدركون حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقكم ومشاغلكم وامكانياتكم، ولم ينسوا بأن مدينتهم، لم تعود بعد الى أحضان وطنها الأم، وهم يكتون ويعانون يوميآ التجاهل والتهميش والتقصير المتعمد من لدن القائمين على أمورهم هناك، حيث تتبع مدينتهم رسميآ وقسريآ، كما اكتووا لعقود مضت، بنار التعريب والترحيل والتهجير القسري، لا لسبب، الا لأنهم لم يتخلوا للحظة، عن قوميتهم وولاءهم لكم. ولم يحيد الشنكاليون يوما عن هذا الولاء والانتماء، برغم الظلم والقتل وضغوطات النظام السابق الهائلة والدائمة.
ينتظركم أهل شنكال، لترفعوا من معنوياتهم، ومدينتهم تتعرض، هذه الأيام على وجه الخصوص، لمخططات مكشوفة وأعتى المؤامرات، وبحجج واهية، لسلخها وأهلها عن كردستان، والحقيقة، ان أهل شنكال متيقنين بأن كل تلك المخططات والمؤامرات لم ولن تمر وقيادتنا و قوات البيشمركة موجودة، فأن ما لم يقدر عليه صدام خلال عشرات السنين، لن يكون بأستطاعة غيره وأشباهه انجازه.
ننتظركم هنا في شنكال، وأنا على يقين، بأنكم تدركون جيدآ أهمية شنكال السياسية والاقتصادية والتأريخية والثقافية والجغرافية ومن ناحية السياحة الدينية. فكما لم يبخل يومآ أبناء شنكال في التضحيات الجسام من أجل كردستان وثورتها وتحررها، لن يتهاونوا في الدفاع عن مدينتهم ووطنهم. وهنا أشير فقط، مثالآ لا حصرآ، الى دور مواطني شنكال في انجاح هذا العدد من المرشحين الكرد لعضوية المجلس الوطني العراقي ومجلس محافظة الموصل، والأمثلة كثيرة ولاحصر لها. وعن أهمية مدينة شنكال الاقتصادية، فهي قصة معروفة ودفعت أهلها ضريبة جسيمة بسببها ومازالوا يدفعون، وهناك من يعتقد بأن أهل شنكال هم "أفقر ناس يعيشون على أغنى بقعة أرض".
مدينة شنكال تنتظركم، وهي مهددة بشحة المياه، تتعرض لسنوات جفاف متتالية، وآبارها كما يؤكد المختصون والمسؤولين هنا، في طريقها الى النضوب خلال السنوات الثلاثة المقبلة، مع علمي بأن اقامة مشروع ماء استراتيجي لشنكال، بحاجة الى امكانيات مادية كبيرة، ولكننا كشنكاليون لانملك الا ان ننتظر منكم ومن وطننا كردستان، الدعم قبل ان نضطر الى ترك مدينة بلا ماء. وحال الكهرباء ليس بأحسن، والطرق والخدمات الضرورية الأخرى، لانحسد عليها أبدآ.
لا أود هنا أن اطيل رسالتي المفتوحة هذه، فقط أختمها بأشارة مختصرة: فشنكال لا يفيدها مشروع صغير هنا ومشروع هناك، ولا يعالج أوضاعها، عمليات جراحية صغرى، مدينتنا، بحاجة الى خطة تنموية شاملة ومستدامة ومتابعة دائمة.
ننتظركم في شنكال سيدي رئيس حكومة أقليم كردستان، فشنكال، شنكالكم، كما لأهلها الأصلاْء...
مع فائق تقديري...
