• Friday, 17 May 2024
logo

حزني كدو : تركيا والعقدة الكوردية

حزني كدو : تركيا والعقدة الكوردية
بعد مرور اكثرمن شهرين على المعارك الشرسة و في قطاعات عدة بين حزب العمال الكردستاني و الجيوش التركية التي صرحت وعلى لسان قائدها نجدت أوزال بأنها قامت باكثر من 400عملية في اقليم هكاري و328 عملية في شرناخ و118 عملية في سرت و132 عملية في ديرسيم

,وغيرها من العمليات الغير معلنة مستخدمة فبها جميع صنوف الأسلحة ,واحدث وسائل الكنولوجيا الحديثة , كما زجت قطعات من حرس الحدود , وسوقت كثير من المجندين الذين لم يلقوا تدريبا كافيا,وحسب الصحافة التركية ,استطاعت قوات الكريلا الكوردية التشويش عليهم وفقد الاتصال بعدد من المجندين الذين وقعوا في الأسر ,وهذا ما ازعج الجيش واصدر تعليمات صارمة بعدم الاتصال بالصحافة الا من رئاسة الأركان التركية.

وفي مقال جريء وفريد من نوعه , صب الصحفي محمد علي برايند جام غضبه على الموسسة العسكرية و الحكومات التركية السابقة واتهمتها بشكل مبطن بالكذب على الشعب التركي منذ30 عام وذلك بتقزيم حركة ب ك ك و التقليل من قيمتها كما وكيفا ,و تصويرها على انها بضعة خارجين على القانون ,وتشحين وتحشيد الشعب التركي ضد الكورد واعتبارهم انفصاليين و وحوش كاسرة يجب القضاء عليه
واضاف الصحفي بيراند" أخطاءنا ,وعدم فهمنا ل (ب ك ك ) أوصلتنا الى ما نحن فيه الأن ,الدولة لم تفهم أو لم تريد أن تفهم ( ب ك ك ) أولم تقدرها وتقيمها بشكل صحيح ,واستمرت في سوء فهمها لهذه ظاهرة (ب ك ك ) و لا تزال. ثم يعبر بيراند ويغالط نفسه حين يقول لا زلنا ننظر لهذه المنظمة بانها ارهابية و بانها تقتل ببساطة ,ولكن عندما ننظر اليها عن قرب وبشكل أوثق نرى انفسننا امام منظمة دولية عملاقة , انها ليست فقط 5000 او 6000 شخص في جبال قنديل, انها منظمة متعددة الجنسيات و الأليات ,لها مكاتبها وموسساتها الاعلامية في مختلف انحاء أوربا والعالم , لها احزابها السياسية مثلما لها مؤسساتها المالية والصحافية وكيانات بشرية ما بين 4الى 5 مليون متعاطفة معها.
ثم يضيف الصحفي بيراند "لقد تغير ( ب ك ك ), عن الأول قلبا وقالبا, وهذا مكنها من الاستمرار في الحياة وحتى يومنا هذا , وعلاوة على ذلك ,استطاعت أن تنمو وتكبر بشكل هائل وكبير ,وهذا ما يبرهن ويؤكدعلى قوتها و قدرتها بأنها قوة تنظيمية ناجحة جدا ,فضلا على قدرتها الهائلة للاستفادة من الظروف المحلية , الدولية والاقليمية .وهنا يغالط الصحفي نفسه ايضا فهم الذين تغيروا وفهمو ا جزءا من الحقيقة وليس ب ك ك.
ويمضي السيد بيراند ويكرر ان أخطاء تركيا الكثيرة وقدرة المنظمة جعلتتها تكبر وتنمو وتستفيد من هذه الأخطاء والتناقضات الاقليمية والمحلية .
أما أكبر أخطاء تركيا حسب رأي علي بيراند هي
- انها لم تنظر الى مواطنيها الكورد والى حقوقهم الأساسية بل اهملتهم ونظرت اليهم كمواطنيين من الدرجة الثالثة .
-أنها نظرت الى المسالة الكردية في شخصية ب ك ك وحاولت معالجتها عسكريا منذ 1980 والى 2003 .استخدام الجيش لهذه السياسة , سياسة الحسم العسكري, حرق القرى , الضغط المستمر.حظر الغة الكردية , التفجيرات ,التحريض على الخوف , و ارتكاب جرائم القتل التي لم تحل, كل ذلك جعل الالاف من الكورد يفرون الى اوربا , حاقدين على تركيا و على كل ما هوتركي , ويشكلون لوبي قوي و فعال ومؤيد ل ب ك ك و معادي لتركيا .و بهذا اكتسب ب ك ك التعاطف والسلطة محليا ودوليا .
ويقول المثل الكورديTa min aqlexwenaskir , min emrexwexilaskir والمثل العربي يقول"سبق السيف العذل"اما المثل او الحكمة الانكليزية فتقول it is never too late اي لا تقل فات أوان الشيء ولا اعرف ,المثل التركي ولكن الصحفي بيراند أعترف بالحقيقة المرة وهو يقول "عندما عرفنا حقيقة ان ب ك ك خرج و ولد من رحم القضية و المسالة الكوردية بابعادها السياسية ,الاجتماعية ,الثقافية والعرقية كان الوقتمتأخرا.ولكن هذا غير صحيح فلا يزال الفرصة سانحة لاجراء سلام حقيقي ووقف نزيف الدم بين الشعبين الشقيقين.
ثم يمضي السيد بيراند ويبين العوامل الخارجية وكيف ساعد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد حزب (ب ك ك) وقدم له كافة التسهيلات في سهل بقاع ثم يكمل نفس المشوار الأسد الأبن وهنا ينسى اويتناسى الصحفي التركي مافعله (الأسدين ) الأب والأبن من جرائم ضد حزب ب ك ك بدا من تسليم السروك أبو و انتهاء بزج الالاف من عناصره في السجون السورية والى اليوم.
ويستمر السيد بيراند بان حزب ( ب ك ك ) استفاد كثير ا من غزو امريكا للعراق وخاصة اثناء نزوح اكثرمن نصف مليون كردي الى تركيا , وانشاء حظر جوي (الملاذ الامن) وبقاء الحزب في منطقة قنديل وحصوله على كميات كبيرة من الأسلحة العراقية .
كما لا ينسى علي بيراند ان حزب العمال الكوردستاني استفاد من دعم اللوبي الكوردي النشط في اوربا ,بالاضافة الى دعم بعض الدول الأوربية للحزب احتجاجا على الطريق القاسية التي تعاملت بها الحكومة التركية مع الحزب الكوردي, من خلال حرقها للقرى الكوردية ,ومن خلال جرائم القتل التي لم تحل حتى الأن .
كذلك لا ينسى علي بيراند بان سقوط الطاغية صدام حسين ومانتج من فراغ أمني وسياسي في المنطقة , وسلاح ايران النووي زاد من تفاقم عظمة وقوة ب ك ك .
ومن خلال متابعة دقيقة للوضع الكوردي العام تتشابه سلوك النخب الأعلامية والثقافية في جميع الدول التي تغتصب وتحتل كوردستان , و أغلب تحليلاتها تنبع من الناحية الانسانية والتجملية لديكور هذه الدول ومبدأ المساواة لكنها مواقف هزيلة وخجولة لا تنسجم مع فظاعة الوضع الكوردي في هذه الدول.
ولكن دوام الحال من المحال ,والتاريخ يعيد نفسه وباضافات , والشعب الكوردي الذي لا يقل شجاعة وقوة وذكاء وتقدما عن الشعوب الأخر, سوف لن يقبل ان يعيش على ارضه التاريخية تحت رحمة غيره من الشعوب , ولن يتخلى عن ثورات شعبه في جميع أجزاء كوردستان ومثلما قضت اتفاقيات جالديران وسايكس بيكو , ولوزان على أمال الكورد في تحقيقهم للدولة الكوردية , وبفضل الدول الكبرى وتفضيلها لمصالحها على مصالح الشعب الكوردي, فأن مصالح هذه الدول تتبدل جغرافيا واستراتيجيا .وهنا يبرز دور الشعب الكوردي المتمثل في حركته السياسية ومن خلفها جميع طاقات الامة الكردية .

الرياض
8-9-2012

ولاتي نت
Top