هيثم المالح لـ«ولاتي»: نبحث تفاصيل تشكيل (حكومة تكنوقراط) بعيدة عن التجاذبات الحزبية .. و هناك اسماء كُردية مستقلة من المشاركين فيها
و حول ما اذا كان قد اتصل مع الاحزاب و الشخصيات الكردية للمشاركة في تلك (الحكومة) أكد المالح "ان الهيئة المشكلة لتاسيس (الحكومة الانتقالية) هي عبارة عن اشخاص غير حزبيين لذلك لم نتصل مع الاحزاب الكردية والعربية وغيرها ، بل اتصلنا مع بعض الشخصيات الكردية المستقلة للمشاركة في تأسيس (الحكومة) ، ولا تسعفني ذاكرتي على استرجاع اسمائهم الان ".
و بخصوص الاحداث و المستجدات الاخيرة التي شهدتها المناطق الكردية في الاونة الاخيرة علق المعارض السوري " سمعت من خلال وسائل الاعلام المختلفة بان النظام قام بتسليم تلك المناطق الى ادارة حزب العمال الكردستاني و جرت عمليات تنسيق بينهما كاقامة حواجز تفتيش على الطرقات تابعة للحزب المذكور و قيام الحزب بقمع المتظاهرين .. و هذا ما اعتبره خطوة سيئة جدا و خطأ كبيراً ، فهذا لا يجوز في هذه المرحلة الحساسة و لا يجوز ان نقع بفخ النظام بمحاربة المواطنين و الثورة قائمة الان ".
واضاف المالح في السياق نفسه " أرى بان كل تصرف من هذا القبيل سواء كان من العرب او من الاكراد او من غيرهم لا تصب في مصلحة الثورة و اسقاط النظام الاستبدادي . كما شدد المالح على ضرورة ان يكون جميع السوريين لحمة وطنية واحدة يستهدفون اسقاط النظام و ان على جميع المواطنين السوريين بكل اطيافهم ان ينخرطوا معا في الثورة بدون تمييز.
و في ما يتعلق برؤيته لمستقبل الكرد السوريين و حقوقهم و مطالبهم القومية في سوريا ما بعد الاسد قال عضو (مجلس الامناء الثوري السوري) " انا شخصيا لا اؤمن بالقوميات و أرى با ن العالم ليس قائم على القوميات فدول الاتحاد الاوربي التي خاضت حروبا طويلة توحدت في نهاية المطاف بالرغم من وجود عدد كبير من القوميات ضمنها " متابعا قوله " اذا كان الناس جميعا يعيشون في وطن واحد و متساويين في الحقوق و الواجبات فهذا هو الحل الامثل لكل السوريين مستقبلا .. فالعبرة بان الناس كلهم بغض النظر عن اثنيتهم او دينهم او عرقهم او طائفتهم يجب ان يكونوا متساويين امام القانون ".
و أضاف المالح في السياق نفسه " لا اعتقد بانه توجد مشكلة كردية في سوريا فالاكراد اخوة لنا و لنا تاريخ مشترك قديم ، فمنذ الفتح الاسلامي كانت كل القوميات تعيش في بوتقة واحدة دون تمييز ، و لكن الاخطاء حدثت بعدما استلم حزب البعث الحكم و مارس الشوفينية و الاقصاء ضد الجميع ، ليس فقط ضد الاكراد وحدهم و كمثال على ذلك العرب هم الذين دفعوا الثمن في الثمانينات من القرن الماضي ".
و استطرد المالح "في ظل الدولة الديمقراطية المدنية التعددية لكل شخص او جماعة ان تمارس حقها و تقوم بتشكيل احزاب او مؤسسات ..الخ و عندما كنت في دمشق سألت الاكراد لماذا توجد احزاب قومية كردية لماذا لا تؤسسون احزاب مشتركة ، ليس لها طابع قومي .. كحزب الاتحاد الاشتراكي مثلاً ليس له اسم او صفة عربية ".
و تابع قوله " لا توجد دولة في العالم قائمة على فكرة القومية فالدولة تقوم على فكرة المواطنة فكل دول العالم تحتوي على عدد من القوميات ، لذلك ارى انه من الافضل ان نعيش سوية حياة طبيعية و اخوية في وطن واحد ".
و في معرض سؤاله حول مدى صحة التهديات التركية لاجتياح المناطق الكردية السورية تحت ذريعة صعود نفوذ حزب العمال الكردستاني فيها ، قلل المعارض السوري من قيمة هذه التصاريح ، قائلاً " لا اعتقد ان لتركيا رؤية جدية في تدخل عسكري للاراضي السورية بالرغم من ان اردوغان هدد النظام مرات عدة و ادعى انه لن يسمح بحدوث مجازر و لكن لم يفعل شيئا ..كلها عبارة عن تصريحات اعلامية ليست اكثر ".
