• Friday, 17 May 2024
logo

الى دراويش صدام حسين المهللين لجرائمه

الى دراويش صدام حسين المهللين لجرائمه
مصطفى صالح كريم
_الاتحاد


اطلعت بالصدفة على مقال كتبه الكاتب الجزائري المقيم في لندن جمال الدين طالب، الذي ترجمه الكاتب الكردي كوران فتحي ونشره في صحيفة (آسو)، يقول الكاتب: “هللت في بداية الامر للدبلوماسية الجزائرية التي استطاعت التوصل الى هذه الاتفاقية الذائعة الصيت بين شاه ايران وصدام حسين والغاء العداوة التي كانت بينهما وتحويلها الى صداقة واستتباب السلام بين البلدين، لم اكن اعرف بأن هذه الاتفاقية جاءت على حساب شعب مسالم آمن وهو الشعب الكردي الذي اصبح ضحية هذه الاتفاقية التي كان عرابها هواري بومدين”. ثم يقول: “في الوقت الذي كان فيه العدوان السابقان يتعانقان بحرارة كانت هناك مخاطر مخيفة تجابه الكرد كما كانت الكآبة قد خيمت على سماء كردستان وساد صمت رهيب الاجواء السياسية آنذاك فقط. وادركت بأن هذه الاتفاقية كانت شؤماً على الكرد لانهم وحدهم شعروا بلدغة جمرات النار التي اوقدتها تلك الاتفاقية المخزية”.
* هكذا يصف كاتب جزائري شعوره ازاء تلك الاتفاقية التي فهم فحواها واطلع على مسببات التوقيع عليها، في الوقت الذي صمت الكتاب العرب ازاء تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها صدام حسين بتنازله عن نصف شط العرب الى ايران في عهد الشاه عدا تنازله عن الوف الكيلومترات من الاراضي العراقية اكراماً لعيني محمد رضا شاه الذي وعده باخماد نار الثورة الكردية وذلك بتضييق الخناق عليهم وغلق الحدود امامهم، وهكذا فإن كل المصائب التي اصابت الكرد فيما بعد من التهجير والترحيل القسري وحتى قصف حلبجه بالأسلحة الكيمياوية وجرائم الانفال كانت امتدادا لآثار بنود تلك الاتفاقية التي هلل لها صدام ثم جاء يوما مزقها بنفسه امام الملأ رغم انها من الناحية العملية بقيت سيفاً مسلطاً على رقاب الكرد وطعنة غادرة موجهة الى الشعب العراقي، اعود الى مقال الكاتب الجزائري لاقرأ له هذه الكلمات (كان على الجزائر الا تسمح بعقد مثل هذه الاتفاقية التي قصمت ظهر شعب محب للحرية، خاصة ان الجزائر سبق وان ذاقت مرارة الاضطهاد والكبت والارهاب تحت الاحتلال الفرنسي، بالاضافة الى ادراك الجزائريين بأن الكرد كانوا متعاطفين مع الثورة الجزائرية تعاطفاً كبيراً. لذا لم يكن جديراً بالجزائر ان تقوم بمثل هذه الوساطة التي ضربت شعباً مضحياً في الصميم).
* يتهم الكاتب صدام حسين بأنه سمم هواري بومدين الذي كان وراء هذه الوساطة ويقول: “ان حامد الجبوري الذي كان وزيراً للدولة لشؤون الخارجية في العراق اوضح في برنامج (شاهد على العصر) الذي بثته فضائية الجزيرة، بأن صدام سمم هواري بومدين بمادة الثاليوم اثناء زيارة الأخير الى بغداد، وبحسب الجبوري ان بومدين حين وصل الى دمشق قادماً من بغداد بدأت اعراض التسسم تظهر عليه بشكل فظيع، ويوضح الجبوري بأن ضابطاً كبيراً برتبة فريق سممه صدام بنفس المادة التي سببت في تهرء جلده وتليين عظامه الى درجة ان جسد المصاب اصبح في مهب الريح”.
* وهنا اتذكر مافعله صدام حسين بالمهندس المناضل شوكت عقراوي الذي سممه بنفس الاسلوب، لأن معلومات وردت اليه بأن عقرواي بصدد الانضمام الى تنظيم كردي سري مناوئ للنظام، فبدأت الأعراض تظهر عليه، رغم وصوله الى لندن الا ان العلاج لم ينفعه فقد توفي هناك متأثراً بمفعول تلك المادة السامة.
* تتجاوز اتهامات الجبوري اكثر من ذلك، حيث يقول: ان طائرة اسقطت بصواريخ عراقية في الرابع من مايس 1982 في شمال العراق قرب الحدود الايرانية، كان على متنها محمد بالصديق وزير الخارجية الجزائرية وان اسقاط الطائرة كان متعمداً و جاء بأمر فوقي الغرض منه هو مصرع وزير الخارجية الجزائرية الذي كان ضلعاً في التنسيق لاتفاقية الجزائر.* وهكذا بعد ان تنازل صدام حسين لشاه ايران عن شط العرب اراد اثناء الحرب العراقية الايرانية التنصل منها فبدأ بتصفية ابطال الاتفاقية، حيث كان شاه ايران قد انتهى امره فوجه سهامه نحو بومدين ووزير خارجيته لتصفيتهما. ومع كل هذه الجرائم وخيانته الكبرى ازاء العراق فمازال صدام حسين عند المنتفعين والانتهازيين رجلهم المفدى، فهنيئاً لهم بهذا الرجل الذي باع شط العرب برخص التراب.
Top