• Friday, 17 May 2024
logo

كردستانيات :درس من كردستان

كردستانيات :درس من كردستان
وديع غزوان
_صحيفة المدى


في الرابع عشر من هذا الشهر اعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في بيان وجهه للكردستانيين كافة عما تم انجازه من اصلاحات خلال الشهرين الماضيين في اطار ما سمي بالمرحلة الاولى من الاصلاحات في ضوء برنامج واسع سبق طرحه في آذار الماضي .

البيان تناول بشيء من التفصيل الكثير من القضايا المتحققة في مجال الاراضي والمشاريع السكنية او ارساء سيادة القانون اضافة للجانب الاداري وغيره . وبغض النظر عما جاء في البيان بشأن ما نفذ في برنامج الاصلاح , فان ابرز ما ينبغي ان يستوقف المتابع لتفاصيل ما يتم تطبيقه من برامج اصلاحية في كردستان هو ما اشار اليه البيان في مسألتين اساسيتين تتمثل الاولى وبحسب رأينا المتواضع بدعوة رئيس الإقليم (الاحزاب السياسية كافة سواء ما كان منها في الحكم او في المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء والمتخصصين واساتذة الجامعات ومراكز البحوث والقنوات الاعلامية للمشاركة في هذه الخطة الستراتيجية ودراستها واغنائها اكثر) , اما الثانية التي لاتنفصل عنها فهي الاقرار بان الاليات التي وضعت ارشادية ( للانتقال الى المراحل التالية..وفتح آفاق اوسع تقربنا من الهدف الحقيقي .. ) . ونعتقد ان اهمية هذين الموضوعين تأتي من كونهما يكرسان مفاهيم جديدة , كانت وما زالت غائبة عن مجتمعاتنا , في النظرة الى طبيعة العلاقة بين الشعب والنظام , مفاهيم تجعل المواطن في موقع المشاركة الفعلية باتخاذ القرار والابتعاد عن الصيغة المألوفة التي تجعل المواطنين متلقين ومنفذين حسب لتوجيهات لم يكن لهم دور فيها , اضافة الى الابتعاد عن المبالغة والاعتراف بان ما جرى هو خطوة ضمن برنامج طويل . ونحسب ان لاخلاف لأحد على ان من ابرز ما عانيناه في الحقب الماضية كان هو كثرة الادعاءات باشراك الجماهير في صنع القرار دون ان تجد تلك المقولة طريقها الى التطبيق , لذا فان دعوة رئيس الإقليم تلك وما اعقبها من تأكيد رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان في معرض اعلانه ملامح بدء "العمل بمرحلة الاصلاح الثانية " عن عرض ستراتيجية الاصلاح على مواطني كردستان , يرسخ محاولة ترسيخ المنهج الديمقراطي في المجتمع كقيمة تستمد قوتها في التطبيق . لن نأتي بجديد اذا قلنا ان اكثر ما افتقدناه في العراق كمواطنين بعد 2003 هو ابتعاد البعض عن التجسيد الحي للايمان بالديمقراطية والشفافية التي تعني وضع المعلومة امام المواطن بدون تزييف , والتعامل معه كقيمة عليا , لايستحق اي مسؤول البقاء في موقعه اذا فشل في كسب ثقته وعجز عن خدمته , لذا فان ما اعلن في كردستان رغم كونه ما زال في بداياته , درس آخر لاطراف وجدت في المحاصصة بديلاً عن قيم المواطنة التي تنظر للفرد على اساس ولائه للعراق الجديد وما يمكن ان يقدمه من خدمات , وبذا عملت من اجل مصالحها الضيقة فشوهت هذه الاطراف بسلوكياتها اجمل معاني الحريات وركب بعضهم موجة العملية السياسية لغايات باتت معروفة , فخسروا ما بقي لديهم من جمهور , وثق بهم وانتخبهم , فجابهوه بالعقوق في اول امتحان فعلي شهدته ساحة التحرير .. فمتى تفهم نخبنا السياسية ان لاديمقراطية مع الفساد وتضع برنامجاً واقعياً للاصلاح ؟
Top