الازمة السياسية وتناقض التصريحات !
_pukmedia
الازمات السياسية ليست مقتصرة على الساحة العراقية فقط، ولكنها تختلف من بلد لاخر وحسب ما تشهده تلك الساحات من ازمات ومواضيع الازمة والظروف السائدة في كل بلد، ولكن عند القول بوجود ازمة سياسية وبغية الوصول الى تفاهمات مشتركة بين الاطراف السياسية يجب ان تكون لغة الحوار هي السائدة وليس اطلاق التهديد والوعيد بغية احتوائها وعدم السماح لتطورها خشية تداعياتها وللحفاظ على المصلحة العليا للبلاد.
والتساؤل هل ان الامور تجري وفق ذلك عند حدوث اية ازمة سياسية في الساحة العراقية؟ هناك اصوات تنادي دوما بالحوار لحلحلة العقد الخلافية ضمن المشهد العراقي، واليوم الساحة العراقية السياسية تشهد هذه الازمة بين دولة القانون والعراقية ومازالت دعوات الحوار تتعالى هنا وهناك ومن اصحاب الخبرة السياسية التي كانت لهم مواقف مشهودة في احتواء وحلحلة الازمات السابقة والسعي لتضييق هوة الخلافات للوصول الى تفاهمات التي قد تؤدي الى انهاء الازمة التي القت بظلالها على الشارع العراقي، وبمواجهة هذه الدعوات الحريصة على مستقبل العراق هناك من يحاول وعبر اطلاق تصريحات لتعقيد المشهد واستمرار الازمة السياسية.
الازمة الحالية لم يبق امامها مايمكن اخفاؤه، مايجري الان على الساحة السياسية من السجالات اصبح مكشوفا وواضحا، وتجاوز ثوابت عالم السياسة في احيان كثيرة، التعبير عن اي موقف حق يكفله الدستور، وهناك امور تتطلب ثباتا في الموقف وعدم تغييره بين لحظة واخرى وهذه التناقضات في المواقف تكون لها اثار سلبية في المحصلة النهائية، ولاسيما ان كان صاحب الموقف احد اطراف النزاع، الايام القليلة الماضية شهدت الكثير من هذه الحالات، التناقض المستمر في الموقف وللازمة ذاتها يعني عدم وضوح الرؤى لدى صاحبه، او ان الغاية منها استمرار التوتر في العملية السياسية، وكيف يفسر من يطالب بالتهدئة والحوار وفي الوقت ذاته يطلق تصريحات متشنجة لاتؤدي سوى الى التأزم اكثر فاكثر، هذه الحالة تتكرر بحيث يكون للشخص ذاته اكثر من موقف وفي اليوم الواحد والموضوع ذاته سواء من اطراف الازمة او من داخل الكتلة الواحدة. هناك من يعتقد ان التشنج في المواقف يؤدي الى تحقيق نتائج والمكاسب والانتصار على الخصم، وبطبيعة الحال هذا الموقف لايعني سوى قصر النظر في السياسة.
الازمة مهما يطول امدها لابد ان تصل في النهاية الى حلول لها وهذا ماهو واضح ويلوح بالافق حاليا نتيجة المساعي التي تبذل حاليا، واما اصحاب المواقف المتناقضة وخلال الازمة الحالية ومن طرفي الخلاف مراجعة انفسهم والابتعاد عن ذلك تحقيقا للمصلحة العليا التي ينشدها الجميع.