عبدالهادي مهدي
_pukmedia

الاحداث الاخيرة التي شهدها عدد من الدول العربية وتمخض البعض منها ازاحة رؤسائها والبعض الاخر في الانتظار، حاول البعض جاهدا ان يربط بين مايجري في هذه البلدان وعما يجري في العراق من دون معرفة اختلاف ثقافات الشعوب في هذه البلدان.

التظاهرات الاحتجاجية في العراق كانت ومازالت من اولوياتها الاصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين وتوفير الخدمات الاساسية على عكس ماجرى في تونس ومصر والبحرين وما يجري في ليبيا وسوريا واليمن فان اولوياتها تغيير النظام السياسي، وفي اقليم كردستان حاول البعض ايجاد اوجه المقارنة بين هذه الاحداث وما شهدتها السليمانية في محاولة فاشلة لفرض بعض المفاهيم بغية تحقيق اهداف سياسية ضيقة الافق، وجاءت المقارنة الفاشلة التي اعترف بها اصحابها بصورة او اخرى، وكشفت الايام فشلها وفشل من اراد النيل من تجربة كردستان والمؤسسات التي تشكلت في اطار الشرعية وصناديق الاقتراع.

النقطة الوحيدة التي التقت فيها الاحتجاجات في العراق والدول الاخرى هي التظاهرات فقط، احداث مصر وتونس ونتائجها مازالت في صفحاتها الاولى التي تمثلت في ازاحة انظمتها التي كانت جاثمة من عقود طويلة وهم بانتظار الاهداف الاخرى التي تظاهروا من اجلها، وفي الدول الاخرى مازالت الاحداث والتظاهرات غير واضحة المعالم لتداخل امور اخرى فيها وتشابك مساراتها والتدخلات الدولية، والمؤسف فيها سفك الدماء بغية الحفاظ على كرسي المنصب والامتيازات الناجمة عنها. وهذا لايعني استبعاد امكانية ماحدث في هذه الدول من حدوثها في العراق، ولاسيما ان الحكومة الزمت نفسها بالمئوية بعد الاعلان عن حزمة من الاجراءات واعترافها بمشروعية مطالب المتظاهرين، والمئوية تقترب من نهايتها والشارع بانتظار تحقيق الاهداف التي خرج من اجلها، وكذلك في اقليم كردستان فان البرلمان والحكومة جادة في تحقيق الاصلاحات وهناك خطوات واضحة في هذا الاتجاه لابد من استثمارها بغية الحفاظ على تجربة الاقليم وتحقيق مكاسب اكثر للشعب الكردستاني.

اذن، المطالبة بالاصلاح كانت في العراق خلال الانتفاضة الشعبية التي قصمت ظهر النظام البائد وهي اليوم تتكرر في ظل الاجواء الديمقراطية التي مازالت لم تأخذ مدياتها الواسعة وهي من ثمرات الانتفاضة سواء في كردستان او في بقية المدن العراقية الاخرى، والدول الاخرى مازالت ترزح تحت التسلط وحكم الفرد والعائلة، من هنا المقارنة قد لاتكون صحيحة.