كـركـوك ليـست مـونالـيزا
_pukmedia
يعتبر النفط كمادة هايدروكاربونية ذات خصائص من اثمن المواد التي يحتاجها الانسان وان كانت لاتزال تحرق من اجل تكوين الطاقة او حركةالمواصلات وحري بالانسان المواظبة والحفاظ عليها كمادة ناضبة غير قابلة للتجديد فهي كلوحة مونليزا التي رسمها ليونارد دافنشي فصارت اغلى لوحة في العالم مما حدى بالبعض للبحث عن عظام (ليزا) صاحبة الصورة وعما إذا كانت فعلا هي زوجة احد التجار الاسبان في القرن السادس عشر .
ذلك ان التكنولوجيا الحديثة برهنت بانه يمكن استعمال النفط استعمالات صناعية في صناعات متعددة لها مردود يفوق بكثير مردود حرق هذه المادة الثمينة.
لقد بدأت اهتمامات الانسان بالبترول منذ القرن التاسع عشر وثاني مكمن متوقع على الكرة الارضية كانت خانقين وكركوك فصبت المصائب على سكانها الكرد ولاتزال.
كانت الحرب العالمية الاولى وصراع الجبابرة قد ادى الى هدم الدولة الاسلامية العثمانية وتجزئة اقاليمها بين دول الحلفاء المنتصرة في الحرب.
لقد اجتذبت منطقة "الهلال الذهبي" المحصورة بين كرماشان وكركوك جميع الدول العظمى ومنها المانيا التي استبسلت من اجل الحصول على موطئ قدم في هذا الهلال لكنها لعبت على الحصان الخاسر وهي الدولة العثمانية، اما بريطانيا فقد استعانت بخبرة الولايات المتحدة التي كانت قد اكتشفت النفط في كاليفورنيا ونيوجرسي منذ (50) عاماً في تاريخ البحث في منطقتي خانقين وكركوك واسست سنة 1925 شركة النفط التركية واخرت تشكيل المجلس التأسيسي العراقي اربع سنوات للتوقيع على المعاهدة الاستغلالية للبترول قبل ان يجتمع البرلمان ولكم ان تتصوروا حجم اهمية الجيولوجيين التي دُونت اسماؤهم تاريخياً وهم بالتتالي في كركوك:
1. كيس لنك واو بورد بدراسة منطقة كفري (1950)
2. بي كرسكويف قام بفحص المنطقة على ان فيها فحم حجري.
3. بريطانيا المحتلة لأيران والعراق كلفت (جي.براون) لحساب شركة النفط الانكليزية الفارسية تقريراً عن جيولوجية المنطقة بينما كان ادعائهم بالبحث عن الفحم الحجري!!!!.
4. (آي.اج. نوبل) و(آر.دوبي ايفاز) 1919 وباسكو1922.
بعد توقيع الاتفاقية مع دولة العراق (تحت الانتداب ) بين 1925 و1929 دونت اسماء المستكشفين من الجيولوجيين وهم اهم من كرستوفر كولومبس(مكتشف الامريكتين) وهم كل من:
(اودراو،باروا، كريك، داميسن، فاول، غي، لينجونسن، ديبوخ، بيرود، همنكز، هيوم، هوبارد، كتشن، ليز، لونك، ماسون، ماري، نوبل، دونسيو،بيت، ريفز، شو، شلومبيرجر، ترويديج، وايت، فينو، ويلنكنز، دليامسون).
فلنلاحظ اية مصيبة قد جائتنا باكتشاف البترول في جوف ارض الهلال الذهبي وشعبنا (مشمر ثيابه للصلاة).
وبدأ حفر البئر الاستكشافي الاول (بلخانه) عام 1927 وسمي بالرقم (1) الى (4) ثم (انجانه ) ايضاً الى الرقم (4) بالاضافة الى (خشم الاحمر)و(جمبور) بين 1927و1930 وتركت جميعا بعد ان تم اكتشاف حقل (بابا كركر) اذ بدأ النفط يخرج ارتوازياً اي بدون مضخات فاغرقت ثلاثة مهندسين وثمانية عمال وجميعهم كرد وما ان وصلنا عام 1943 حتى بلغت عدد الابار المحفورة 124 بئراً.
وبني خط التابلاين بقطر (16 ) انجاً من كركوك الى حيفا (قبل نشوء اسرائيل) واخر الى طرابلس بلبنان في العام 1946.
اسردت التواريخ والشروحات الفنية وثابت ان شركة نفط العراق (IPC) تركت جميع امتدادات حوض كركوك الواطئة الانتاج مستغلة مفاوضات (الريع) والتي تعني قيمة الارض فكلما استخرج منها برميل بترول تقل قيمة او ميزة الارض والتي اصرت الحكومة العراقية على جعل نسبة تقديرية للريع تجعل ضمن النفقات وهو ايراد للحكومة العراقية (بجعل الريع ظمن النفقات).
كانت الحكومات المتعاقبة على دستة الحكم تجعل الثورة الكردية محاولة لأخذ النفط كمورد رئيسي للشعب العراقي وهي في ارض الكرد فالحكومة التركية كانت تؤتي بالتركمان من تركمانستان الى ان ضاعت عليها جميع احلامها في اخذ بريطانيا لولاية الموصل اذ بالنص يقول ادمونس " لقد ناصرنا الترك ومن ثم العرب ضد الكرد وهم اصحاب الارض التي فيها النفط وينبغي على العرب ان لاينسوا فضل بريطانيا في مساعدة العرب ضد الكرد بقصفهم حتى بالطائرات".
واخيراً اختلقت على ان مراسلات كانت في الحامية العسكرية في راوندوز أخر معقل للعثمانيين بين الملك محمود وملك كردستان والعثمانيين واعدت ذلك خيانة لبريطانيا العظمى قائد ( الكولينيالية ) الاستعمار القديم أنا اتصور بان رواج فكرة اليسار في الشرق الاوسط والعالم العربي ليس بسبب (حكم الفرد ) والدكتاتورية لأن الدكتاتورية دعمت من قبل الرأسمالية الدولية ولانهم كانوا يستغلون سذاجة وجهل سكان المنطقة بتعقيدات الانتاج البترولي فإن الاجيال اللاحقة قد تحركت وان كانوا مدعومين من قبل الحكومة السوقييتة وحلف وارشو .
وتبدلت الدنيا فلم تعد الرأسمالية ذات المواصفات لان فيها رعاية اجتماعية ضد البطالة وإنهار الاتحاد السوفيتي والصين الاشتراكية احرص على الدولار من السقوط من امريكا ذاتها لانها بدأت تغطي الكرة الارضية والصين نصيرة العمال بسبب رخص بضاعتها فقد اماتت كافة المهن في الدول الرأسمالية والفقيرة وزيدت من طوابير العاطلين عن العمل ومنهم العراق .
كركوك بعد ثلاث سنوات ستكون الاقل انتاجاً حتى بالنسبة لواسط ( كوت ) ناهيك عن العمارة والناصرية والبصرة التي ستفوق انتاجاتها المليون برميل في اليوم .
أسوقها للذين لازالوا يتصورون كركوك كلوحة ( موناليزا ) فمجالات العمل ستتوسع ويزدهر الاستثمار الا الذين استولو على املاك ومساكن ومزارع الكرد والتركمان والمسيحيين
اذ حتى فرعون والفرعونية لم تكن تقبل باحتلال ارض الغير ناهييك عن الاسلام الذي لايجيز حتى الصلاة على الارض المغتصبة ولا انسى هنا قول الشيخ عبدالله البرع شيخ البو صقر اذ قال
( نص لحم اكتافنا من فرهود الاكراد ) .