• Friday, 27 December 2024
logo

مشكلات الشباب النفسية..انعكاسات سلبية على المجتمع

مشكلات الشباب النفسية..انعكاسات سلبية على المجتمع
سواء كانت مرتبطة بمحيطهم الاجتماعي، أم مرتبطة بمشكلة غير اجتماعية والتي تجعلهم يعانون مع الزمن من بعض الضغوط النفسية التي تترك آثارها السلبية ليس عليهم فقط، وإنما على المجتمع أيضاً، وتلك المشاكل التي يعاني منها الشباب لا شك أن لها أسباباً عديدة.

فالمرحلة العمرية التي يمرُّ بها الشاب هي مرحلة عواصف وتوتر وشدة، وتكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والضغوط الاجتماعية، بالإضافة إلى مشكلة القلق التي يعيشها من المستقبل الغامض الذي ينتظره.

ومرحلة الشباب رغم كل ذلك هي مرحلة تحقيق الذات والبناء، ومرحلة الحبو المرح، ومرحلة نمو الشخصية وصقلها، مع هذا كله فإن هذه المرحلة فيها الكثير من النضج، وفي الوقت نفسه فيها الكثير من المشكلات.

هذه المرحلة عبارة عن مرحلة بلوغ حرجة تبدأ بالبلوغ الجنسي يصاحبها تغيرات جسمية وانفعالية، وهي تتميَّز بطفرة النمو ونضوج الشاب هيكلياً وجسمياً، حيث تنمو لديه المهارات الحركية وينمو الذكاء ويظهر التمايز في القدرات العقلية.



ويتجه الشاب نحو النضج العقلي والتقدُّم في التعليم والتحصيل بالإضافة إلى نمو الانفعالات لديه والتي تتميَّز بالسيولة والعنف والتذبذب والتناقض والقوة والحماس والحساسية إلى أن تصل إلى مرحلة الاستقلال والاستقرار والنضج الانفعالي.



كذلك ينمو الشاب في هذه المرحلة اجتماعياً، ويستقل ويؤكد ذاته ويتصل بالرفاق والأصدقاء ويساير سلوكهم ويغايره ويتآلف معهم ويتنافس معهم ويمارس الزعامة، بالإضافة إلى نموِّه من النواحي الأخلاقية والدينية وتعلمه كيفية تحمل المسؤولية الاجتماعية.



"محمد" طالب علم اجتماع سنة رابعة ذكر بأن القنوات الفضائية هي المسبِّب للكثير من المشاكل التي يعاني منها الشباب في وقتنا الحالي، بسبب ما تعرضه من إباحية وإثارة وتحريض وإفساد للقيم والأخلاق، مما ينعكس سلباً على نفسية الشباب خاصةً وأننا نعيش ضمن مجتمع شرقي مقيَّد بأخلاقيات معيَّنة من الواجب علينا مراعاتها.



وأضاف: إن هذا المجتمع ورغم الانفتاح الكبير الذي حدث فيه، فما زال لا يقبل مناقشة المواضيع الجنسية التي يمرُّ بها الشاب في هذه المرحلة, الأمر الذي يؤدي إلى حدوث "كبت جنسي" لدى تلك الفئة ويدفعها إلى الاتجاه لتلك القنوات والمحطات التي تقدَّم لهم معلومات بعيدة عن أخلاقياتنا وقيمنا التي تربينا عليها, لذلك من الواجب إعطاء المعلومات العلمية والصحيحة للشباب عن مرحلة البلوغ وعن المواضيع الجنسية حسب أصولها العلمية والتربوية والنفسية والاجتماعية والدينية وبشكل مبسَّط وطبيعي بعيداً عن الحرج لكي تمرَّ هذه المرحلة بشكلها الطبيعي.



أما "ثائر" طالب فلسفة سنة ثالثة فبيَّن أن مشكلة التقليد الأعمى للغرب لدى فئة كبيرة من الشباب تعتبر من المشكلات العظيمة التي تواجه مجتمعنا العربي والتي تقوم بتحويل شبابنا إلى متلقين ومستهلكين فقط, وموضوع التقليد الأعمى بحدِّ ذاته يسبب مشاكل نفسية لدى العديد لأن الشباب يشعرون أنهم غير قادرين على الابتكار والإبداع، وبالتالي تتكوَّن لديهم عقدة نقص وخوف من محاولات التجديد الأمر الذي ينعكس سلباً على أدائهم لأعمالهم وواجباتهم.



أما "عبد الله" طالب طب سنة خامسة فقد ذكر بأن المشاكل النفسية اليومية التى يتعرَّض لها الشباب غالباً ما تكون ناتجة من التجارب العاطفية مما يؤثر عليهم.



"سامر" طالب علم نفس سنة رابعة ذكر بأن مشكلة الخجل عند بعض الشباب تعتبر من المشاكل التي من المفترض تسليط الضوء عليها, لأنها مع الزمن تتحوَّل إلى مشكلة نفسية خطيرة من الممكن أن تكون لها أبعاد خطيرة على الفرد وعلى المجتمع, مضيفاً بأن أعراض الخجل تتمثل في مشاكل سلوكية وجسدية وانفعالية وهذه الأعراض تجعل الشاب يشعر بالنقص مما ينعكس سلباً على عطائه في الحياة.



أما "نيرمين" طالبة في كلية التربية قسم معلم صف في السنة الثانية أشارت إلى العنف الأسري والإجهاد النفسي الذي يصيب الشباب جرّاء ذلك, حيث بيَّنت أهمية توفير الأمن والأمان لفئة الشباب.



وطالبت بضرورة الأخذ بعين الاعتبار أهمية التنشئة السليمة السوية لأفراد الأسرة وخاصة توفير الظروف النفسية الجيدة, بعيداً عن مفهوم تنشئة الأسرة القائمة على التسلط والأبوية وضرورة اعتماد مبدأ المشاركة وإبداء الرأي من خلال تواصل أفراد الأسرة مع بعضهم.



تشير الأبحاث والدراسات بأن المشاكل التي يتعرَّض لها الشباب، والتي تؤثر على صحتهم النفسية هي عبارة عن مشكلات جنسية، ناجمة عن نقص المعلومات الجنسية والتربية الجنسية لديهم, بالإضافة إلى المشكلات الصحيــة التي تنجم عن نقص في الرعاية, والمشكلات الانفعالية التي تنجم عن الحساسية وثنائية المشاعر والتناقض الانفعالي ومشاعر الغضب والثورة والتمرُّد, بالإضافة إلى المشكلات الأسرية التي تنجم عن الخلافات والانفصال والطلاق بين الوالدين، أو موت أحدهما أو كليهما، ووجود الوالدين المتسلطين، ونقص الخصوصية في الأسرة.
ومن المشكلات الأخرى التي يتعرَّض لها الشباب في حياتهم هي المشكلات الدينية والأخلاقية التي تتمثل في ازدواج الشعور الديني, وعدم أداء الشعائر الدينية، وما يصاحب ذلك من صراع وقلق ومشاعر الذنب وتأنيب الضمير.
وعادة ما يصاحب هذه المشكلات مشكلات أخلاقية مثل عدم الالتزام بالقيم الأخلاقية في المجتمع, بالإضافة إلى المشكلات الاجتماعية التي تسبِّب الانطواء والعدوان والتمرُّد، والانحراف ومصاحبة أقران السوء، ومغايرة المعايير الاجتماعية وتحدّيها بطريقة (خالف تعرف).

وأهم المشكلات الاجتماعية تتمثل في زيادة وقت الفراغ, ومن المشكلات أيضاً ما يتعلق بالمهنة التي ينجم عنها نقص في التعليم والتدريب المهني والتأهيل المهني وعدم معرفة الفرص المهنية المتاحة وكيفية الدخول فيها.

أما بالنسبة إلى حلّ تلك المشاكل التي تعاني منها تلك الفئة الهامة والبناءة في المجتمع فهي تكمن في ضرورة بذل الجهود لتهيئة البيئة الصالحة التي ينمو فيها الشباب, بالإضافة إلى إتاحة المناخ النفسي لهم لنمو الشخصية السوية, واكتشاف المشكلات العامة التي يعاني منها هؤلاء الشباب ومعرفة أسبابها والعمل على إزالتها أو التخفيف من حدَّتها, والقضاء على أعراض هذه المشكلات, وضرورة الاستعانة بالاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين واستشارتهم ضماناً لنجاح علاج تلك المشكلات.







موقع المدينة
Top