• Sunday, 28 July 2024
logo

أنت لا تريد التغيير

أنت لا تريد التغيير
ا يحدث التغيير فقط لأنك تريده، بعبارة أخرى كلنا نريد التغيير ولكنه لا يحدث لأننا فقط نفكر فيه، فالتغيير يحتاج إلى مجهود لنحصل عليه.

كلنا ندرك تماما أن الكون يستقبل أفكارنا وهو المسؤول الأول عن تجليها في عالمنا وواقعنا، فهو يحولها من مجرد فكرة إلى واقع معاش، غير أن الكون يستحيل أن يفعل ذلك وأنت جالس مكانك تفكر فقط، بل سيجتهد في معرفة إن كنت جادا أم لا من خلال العوائق التي سيضعها أمامك، والمشاكل التي تظهر لك.

الكل يردد هذه الجملة “أنا أريد التغيير”، ولكن فقط من يتغير هو الذي يعمل بجد على التغيير الذي يرغب به والذي يمس كل جوانب حياته، أنا شخصيا من الأشخاص الكثيرين الذين كانوا يقولون أنا أريد التغيير في حياتي، وكثيرا ما استسلمت أمام اختبارات الكون لي، غير مدركة حقيقة وطريقة تعامله معي، ولا أنكر أنني تذمرت بشدة محاولة إلقاء اللوم على أي شخص أو أي شيء، لكنني استوعبت تماما كل الاختبارات وصرت أجتازها دون تذمر، بل العكس بصدر رحب وبمثابرة وإصرار.

من الممكن صديقي لم يخبرك أحد من قبل بهذا: “أنت لا تريد التغيير” وأنت تشكوا له قلة حيلتك وربما تتذمر أيضا، فكر جيدا بالجملة المكونة من أربعة كلمات فقط وتمعن معها واسأل نفسك “لماذا لا أريد التغيير؟”.

من يرغب فعلا في تغيير ظروفه، أو حياته، وحتى عاداته البسيطة عليه أولا بأن يقرر بحزم ودون تردد ماذا يريد فعلا؟ ولماذا يريد ذلك؟ وكيف يرغب فيه أن يكون؟ كما أن هناك خطوات يجب مراعاتها في أي عملية تغيير تعمل عليها سواء كان التغيير (في الصحة، الوظيفة، الدراسة، عمل حر، ……..) أذكر منها:

وضوح الفكرة: رؤية ما ترغب في تغييره بصورة واضحة يجعلها أكثر سهولة للتنفيذ.
الصبر: هو أهم نقطة في عمل أي شيء بحياتنا، فما بالك في صبرك على التغيير للأحسن، وما لم نعود أنفسنا على الصبر فسيصعب علينا المواصلة لأن الكون في كثير من الأحيان لا يظهر خطوات القرب من التغيير وإنما يظهر النتيجة النهائية فقط، ومن لا يصبر يكون تماما كمن يحفر وهو مدرك أن هناك كنز ولكنه يتعب فيستسلم لان الشيء الوحيد الذي يجهله هو عمق ذلك الكنز.
الإيمان بالنفس: كن واثقا أنك تستحق الفضل وأنه لا يوجد أحد أفضل من أحد وكلنا نستحق الأفضل.
ملاحظة رسائل الكون وفهمها.
البحث المستمر عن المعلومات التي تفيدك في رحلتك والسعي الجيد نحو التغيير.
الإمتنان للأشياء البسيطة التي تتجلى لك، واعتبرها بداية والوفرة التي تطمح اليها في حياتك.
تحمل مسؤولية نفسك كاملة: لن تنجح وأنت تلقي اللوم على الآخرين، أو ربما تنتظر من شخص ما أن يأتي وينقذك، وربما تحلم بالعثور على مصباح علاء الدين كذلك.
أحب نفسك وتقبلها كما هي، تصالح معها، لا تلمها بل ادعمها، ولا تكن أنت والزمان عليها.
هذه ليست كل الخطوات فمن الممكن التوصل للكثير من الخطوات التي تجعلك تصل إلى ما تريده، لديك عقل يبحث ويحلل ويبتكر أيضا.

وعليك أن تعلم أيضا أن هناك ثلاثة مستويات مرتبطة ببعضها البعض ستجعلك متزنا في رحلتك (النفس، الروح والجسد) إذا لم تعمل على هذه المستويات في آن واحد ستتعب كثيرا، وأنا أقول لك التعب من أجل الأفضل أريح بكثير من التعب وانت تعيش السيء. الآن ليس عليك ان تفكر كثيرا، إما أنك تريد التغيير أو أنك تريد البقاء مكانك، لك القرار.
Top