مستشار السوداني ابراهيم الصميدعي لمجلة گولان: مسعود بارزاني مناضل كوردي ومن اهم القادة المؤسسين للعملية السياسية في العراق الجديد
ابراهيم الصميدعي مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وهو سياسي ومحامي، كان مستشاراً لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري ومستشارا لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي عرف كشخصية سياسية ومحلل سياسي بآرائه الصريحة والمباشرة التي سببت له الكثير من المشاكل وتسببت في تحريك دعاوى قضائية وارسلته الى السجن في حكومة السيد الكاظمي التي كان مستشارا فيها ويعتبر الصميدعي من الشخصيات العراقية المؤمنة بتغليب لغة الحوار السياسي الهادف حلال وحيدا لحل المشاكل بين القوى السياسية وتغليب لغة الوطن والمواطنة الذي تضمن لجميع المكونات العرقية والثقافية احترام حقوق وخصوصيات بعضها البعض تحت سقف القانون والدستور .
وكان الصميدعي من المعارضين والمنتقدين بشدة لتجربة استفتاء تقرير المصير في إقليم كوردستان لكنه ضمن المدافعين عن حقوق وخصوصية الكورد في تاريخ الدولة العراقية وحاضرها ومستقبلها كمواطن اصيل يكمل نسيج الدولة والمواطن، ومن المدافعين بجدية عن تجربة إقليم كوردستان وضمان تعزيز هذه التجربة كتطور اداري طبيعي ومنطقي حل القضية الكوردية ضمن ضمان بقاء العراق دولة واحدة موحدة وقوية تضمن خصوصيات الإدارة الذاتية في الإقليم والشراكة المسؤولة بين قيادة الإقليم وشعبه في قرار الدولة الاتحادية.
سألت كولان السيد الصميدعي عن أهمية زيارة فخامة الرئيس مسعود بارزاني الى بغداد وعن وجهة نظره الشخصية كمحلل سياسي وكمستشار لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني فأكد ان زيارة السيد مسعود بارزاني إلى بغداد كانت زيارة مهمة وتاريخية لما للرئيس بارزاني من ثقل على الساحتين الداخلية والخارجية بشطريها الدولي والعربي، فإلى جانب كونه وريث وقائد النضال الكوردي يعتبر أيضا من اهم القادة المؤسسيين للعراق الجديد للعملية السياسية فيه واحد صمامات آمانها وشيوخها الحكماء الذين يُرجع اليها في حل الخلافات السياسة كلما تعقدت واستعصت الحلول وفشلت جهود تشكيل الحكومات وضمان النضال للانتقال الى الدولة الديمقراطية الراسخة، بالإضافة الى دوره البارز في إيواء واحتواء والمعارضة السابقة على امل فك حلقات الاشتباك وتسهيل تشكيل وبناء النظام السياسي بعد ٢٠٠٣ .
وبصفة شخصية عن قناعته بالسيد بارزاني قال الصميدعي، الكل في بغداد يعرف ان الرئيس مسعود بارزاني شخصية ثابتة وصادقة تلتزم بما تقول وتصون تعهداتها وعلى ثبات مواقفه وعدم المساومة عليها فانه يكون من المبادرين لتقدم التنازلات اذا كانت في مصلحة الوحدة والموقف الوطني وضمان مسار الدولة ولعملية السياسية.
وعما اذا كان لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دور في هذه الزيارة يقول الصميدعي: رأي دولة الرئيس السوداني عن أهمية زيارة السيد بارزاني لا يختلف عن رأينا فهو يراها تأتي مكملة ومحورية في جهود حل الخلافات العلاقة بين بغداد والاقليم والخلافات وترطيب الأجواء بين القوى السياسية الجديدة منها والتاريخية المعاصرة للدور التاريخي للزعيم بارزاني، وتأتي الزيارة مكملة ومؤكدة لجهود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي يسعى لحل الخلافات وتقريب وجهان النظر بين كافة القوى السياسية الوطنية لضمان استقرار الدولة العراقية والعملية السياسية فيها ويحافظ على التوازن الوطني وتعبيرا عن نوياه الصادقة لحل كافة المشكلات بين الحكومة الاتحادية العراقية وإقليم كوردستان.
يعمل رئيس الوزراء العراقي بجد لتهدئة التوترات والصراعات التي كانت تمارسها بعض القوى والأطراف ضد إقليم كوردستان، ولم يتخذ الإقليم نفسه خطوات جريئة لحل هذه التوترات، نحن نحترم الإقليم ونعتقد ان من مسؤوليتنا الحفاظ عليه كتجربة دستورية شرعية، وإذا كان هناك تعارض في صلاحيات الإقليم والاتحاد دستوريا فنعتقد ان العمل على هذه التقاطعات يجب ان يكون بروح الاخوة والمسؤولية والحلول المنطقية وليس عبر أبواب التصعيد وزيادة الاحتقان القومي بين مكونات الدولة والاستثمار في ذلك سياسيا وانتخابيا.
ويضيف الصميدعي ان خطط وبرامج حكومة دولة لرئيس محمد شياع السوداني موجهة لخدمة المواطنين بغض النظر عن جنسيتهم ودينهم ومعتقداتهم ومذاهبهم من الشيعة والسنة والكورد، ان هذا يعتبر فرصة ذهبية للتقارب وانْ يكون فن الحوار بديلاً للعنف ورفض الآخر.
* محادثاته مع الإطار التنسيقي وتحالف ادارة الدولة
وفي معرض اجابته لمجلة كولان ان كانوا لمسوا اية اثار لزيارة السيد بارزاني الى بغداد قال الصميدعي: ان بادرة الزيارة بحد ذاتها أرسلت رسالة تطمين مهمة للمواطن في الإقليم والاتحاد عن أهمية لغة الحوار التفاهم بدل الرسائل الأخرى وإن لقاءات السيد مسعود برزاني بالقيادات المؤسسة للعملية السياسة والقيادات الجديدة وبعضها كانت تتقاطع كثيرا مع الإقليم وقيادته اثبتت ان السياسية والقيادة ليست فن الممكن فقط وانما فن إدارة وتحمل المسؤولية ، من جهة أخرى اعطت هذه الزيارة دفعة ثقة مهمة لتحالف إدارة الدولة كتحالف رسمي يقود حكومة الخدمة الوطنية وينبغي ان تنتهي التقاطعات ولغة التصعيد وعدم التفاهم بين اطرافه، كما انها أعطت جرعة منشطة قوية أتمنى ان يستمر تعزيزها لدفع المكون السني في حسم تقديم مرشحه لرئاسة البرلمان.
- هل تعد حكومتكم بتنفيذ برنامجها الحكومي والى أي مدى تستطيع تلبية احتياجات المواطن العراقي وبماذا تختلف عن سابقاتها؟
- لا نريد ان نصادر كل عمل او تحديات الحكومات السابقة ونزعم الفضل لحكومتنا وحدنا في المنجز الوطني المتحقق لحد الان، فالحكومات السابقة تعرضت الى زيادة مهولة في النشاط الإرهابي وعاشت ظروف اقرب ما تمون للحرب الاهلية واخري قادت معارك التحرير ضد احتلال داعش ونجحت في توحيد القوات الأمنية من جيش وحشد وبيشمركة في ساحة المعركة ضد العدو بالرغم من كل الظروف المعقدة ، فكل الحكومات وجهات تحديات كما نواجه وكلها تعرضت لضغوط سياسة داخلية وخارجية شديدة لكن نحاول ان نختلف عن الاخرين اننا نحاول احتواء هذه الظروف بالدعوة للحوار ومشاركة المسؤولية داخليا وبمحاولة عزل القرار لوطني قدر الممكن ان مساحة تأثر او تأثير خارج المصلحة الوطنية لكل العراقيين ، عملت مع حكومات ومسؤوليات سابقة لكن اعلى مراتب الشرف السياسي في تاريخي هي اختياري من قبل السيد رئيس الوزراء المحترم للعمل مع فريقه السياسي والحكومي الخاص ، انا أرى عن كثب نويا الرئيس السوداني في خدمة العراقيين جميعا وارى انه من اكثر الموظفين ساعات عمل لتحقيق هذه الغاية ، لدينا خطط طموحة كبيرة جدا في إعادة بناء البنى التحتية ، شرعنا بأكبر خطط للطرق والمجسرات ، واكبر حملة بناء مستشفيات في التاريخ العراقي ، اعدنا الحياة لأكثر من ثلاثة الاف مشروع إستراتيجي متلكأ من ثلاثة واربع حكومات ، نسعى ونعد اننا سنقود حلول ثورية في معالجة ازمة الكهرباء ولدينا خطط طموحة وسريعة لتجهيز المنازل ولمصانع والمؤسسات بشكل مباشر من منظومات الطاقة الشمسية وزيادة الإنتاج وفك اختناقات نقل وتوزيع الطاقة واكمال الربط مع دول الجوار ، نسعى لتوفير اكبر بيئة استثمارية وربط العراق بمصالح عميقة ومشتركة مع جيرانه ، نحدد على وشك المباشرة بول مشروع مترو إستراتيجيي في بغداد ويحتل طريق التنمية وتطوير المطارات والطرق وخطوط سكك النقل أهمية كبيرة في خططنا ، وكل ذلك نريد من خلال تطوير شراكتنا مع الإقليم كأمة عراقية تشترك بالقدر والمصير وتعتبر تعدد مكوناتها وثقافاتها احد مصادر قوتها وثروتها .
نعرف اننا ليس في واقع وردي فنحن نعيش في واقع مليء بالمشاكل بين المكونات والأحزاب السياسية والفصائل المسلحة ، هناك خلافات بين الكورد والكورد، وبين السنة والسنة، وبين الشيعة والشيعة، هناك عوائق أمام الفساد والسلاح المنضبط والموازي ، ولكن حكومة السوداني حافظت على التوازن وهدأت الأوضاع بخطوات ذكية وعلمية، لقد تم إنجاز عمل جيد في ظل هذا المزاج السياسي الصعب، ولا نحتاج إلا إلى الوقت لنرى النتائج، لدينا الشجاعة للاعتراف بأخطائنا وعيوبنا، تماماً كما لدينا الشجاعة لحلها بإخلاص ومسؤولية ونحكم من خلال الحفاظ على توازن الأطراف والحياد السياسي، لدينا خلافات مع الكورد كما قلت ، خلافات في صلاحيات الاتحاد وصلاحيات الإقليم لكننا نسعى لحلها عبر الحوار وبمراعاة مصالح العراقيين كافة.. وحتى اننا نتدارس تجربة إقليم كوردستان، هناك خلاف بين الحزبين الحاكمين لحكم الإقليم، لكن الحكومة المشتركة في الأقاليم تعمل بشكل تكنوقراطي ومحايد ولم تتوقف، نحن نؤمن أنه بالتقرب من بعضنا البعض وبمرور الوقت ستلتئم كل الجراح وسيصبح مشهد المصالح والمنافع المشتركة لجميع العراقيين أجمل، وسيرفض الشعب الآراء العنيفة والمعارضة.
لقد شهد العراق ست تشكيلات حكومية خلال عشرين عاماً الماضية، هناك فرصة ذهبية ولأول مرة أمام حكومة خدمية لتؤدي مهمتها دون توترات وحروب.
* التوترات الحدودية مع تركيا
- منذ أكثر من 40 عاماً هناك توتر وتواجد لحزب العمال الكردستاني في قنديل والشريط الحدودي بين تركيا وإيران، ولقد ساهم صراع الاذرع بين تركيا وإيران في سوريا ومحاولة كل فريق منهم دعم مجاميع مسلحة في تعقيد واطالة الصراع ودفع السوريون ثمنا باهظا لذلك و لا نريد لهده التجربة ان تنعكس علينا ، نعرف ان حزب العمال الكوردستاني استفاد من حالة الدعم المتبادل لاطرف الصراع والمجاميع المسلحة في سوريا حتى طور نفسه وتحول من مجاميع مسلحة محدودة هاربة في جبال قناديل الى منظمة إرهابية كبيرة وخطيرة أصبحت لا تهدد علاقة الدولة العراقية بجارتها تركيا التي نتطلع الى مصالح إستراتيجية معها ، وانما اصبح يهدد الامن في إقليم كوردستان وفي سنجار والموصل وكركوك وبغداد ، وامام هذا الواقع المرير وعلينا أن نتصرف بعقلانية وبدون عواطف أو جهل ، ليس من مصلحتنا لا في بغداد ولا في اربيل الدخول في مواجهة مع الجار التركي لأجل عيون حزب العمل ، وليس من مصلحتنا ارسال قطعاتنا لتعلق في الصراع بين العمال والجندرمة في منطقة قاسية ومعقدة ، نعم ندين التوغل التركي اذا تجاوز الحدود المتفق عليها ، ومستعدين لاستقبل العمال كلاجئين مسالمين ونتعهد بحمايتهم ، لكننا تدرس الحلول مع بغداد واربيل وانقرة لأبعاد هذ الخطر عنا جميعا والحفاظ على أرواح مقاتلينا وسيادتنا وحماية العمال اذا اردوا الحماية كلاجئين دون استخدام الأراضي العراقية منطلقا للاعتداء وتهديد سلامة وامن جيراننا ومدننا ومواطنينا .