• Wednesday, 26 June 2024
logo

الأطباء والباحثون الاجتماعيون يحذرون

 الأطباء والباحثون الاجتماعيون يحذرون
انتشر الإدمان على "سنابشات" وصور "السلفي" بين الشباب وأدى ذلك إلى رواج سوق مراكز التجميل، ويرى الأطباء والباحثون الاجتماعيون أن الآثار السلبية لسنابشات بدأت تظهر على الشباب الذي يحلمون بوجوه كالتي تظهر باستخدام مرشحات سنابشات.

الطالبة الجامعية سناء، 22 سنة، تقضي أغلب وقتها في التقاط صور سلفي وسنابشات، وتقول: "أحمل جوالي في يدي ليل نهار، وأنشغل بسنابشات، فكلما تناولت طعاماً أو ذهبت إلى مكان أنشر في سنابشات، فهو لا يرهق الجلد ولا يحتاج إلى وضع مكياج، بل يتولى التطبيق ذلك، يهبني سنابشات راحة نفسية، ويشعرني بوجودي".

هاتف سناء المحمول مملوء بالصور ومقاطع الفيديو: "توجد آلاف من الصور في جوالي، كما خزنت الكثير منها على قرص صلب، ويسيطر علي دائماً الخوف من حذف مرشح الفراشة، لأنني لا أستطيع التقاط صور بدونه، وأقوم كل ستة أشهر بنفخ شفتي، كما أستخدم الرموش الاصطناعية باستمرار لكي أكون جميلة مثلما تظهرني مرشحات سنابشات".

يلجأ بعض الشباب إلى إجراء عمليات جراحية ليبدو شكلهم جميلاً في سنابشات. كازيوة، 26 عاماً، أجرت أربع عمليات جراحية لتصغير أنفها، وقالت لرووداو: "كانت مرشحات سنابشات تمنحني وجهاً مشرقاً جميلاً، وهذا ما جعلني أحبها، لكن صور السلفي تظهر الوجه من قريب فكان أنفي يبدو كبيراً".

بعثت كازيوة سيرتها الذاتية إلى شركة، وكان شرط القبول في الشركة هو جمال الوجه كما في صور سنابشات، وتقول: "قال المدير الإداري للشركة، يجب أن يكون وجهك مثل الصورة المرفقة بسيرتك الذاتية، فعرفت أنه يقصد أنفي، لهذا أجريت عملية لتجميل أنفي، وقد أجريت إلى الآن أربع عمليات، لكنني لم أحصل بعد على الأنف الظاهر في سنابشات".

تعاني هذه الفتاة، نتيجة عمليات تجميل أنفها من مشكلة في التنفس، وتقول: "أشعر بضيق التنفس ليلاً وأعاني مشاكل كثيرة. كانت جدتي تنصحنا باستمرار بأن لا نجلسن إلى المرآة كثيراً وإلا أصابنا الجنون، وقد أدركت الآن أنها كانت تقصد بالجنون الشعور بعدم الرضا من وجوهنا وبالقلق النفسي".

تقول كازيوة إنها تعرف الكثير من الفتيات غير الراضيات عن صورهن الطبيعية، ويتجهن إلى مراكز التجميل ولا يستطعن إظهار وجوههن الطبيعية ويردن الظهور بوجوه ناصعة خالية من العيوب كالفنانات والنجمات، ولكي لا يتعرف إليهن الناس يضعن النظارات السود الكبيرة عندما يذهبن إلى الأسواق.

ظهور الأنوف بأحجام أصغر مما هي في صور سنابشات، اضطرت الكثير من الفتيات للجوء إلى جراحات تجميلية، ويقول طبيب التجميل، آلان فرهاد، لشبكة رووداو الإعلامية: "تزورنا عشرات النساء كل يوم للتجميل، وخاصة تجميل الأنف والصدر والأرداف".

يرى قسم من أطباء التجميل أن طلبات النساء لتغيير صورهن وجعلهن شبيهات بأشخاص آخرين، تخلق مشاكل لهم وللنساء معاً، ويقول طبيب الأمراض الجلدية والتجميل، شيركو ويس: "يأتي قسم من النساء اللواتي يترددن علينا الظهور بصور خيالية كالتي تظهر باستخدام مرشحات سنابشات، ويطلبن صوراً لا تناسب وجوههن، وحتى بعد إجراء عمليات التجميل لا يشعرن بالرضا ولا يرغبن بأن يكنّ شبيهات بأنفسهن".

وترى الباحثة الاجتماعية، سيران صلاح، أن سنابشات بات حالة مرضية للبعض وأدى الإدمان عليه إلى تدمير شخصياتهم: "التصوير المستمر والإدمان على سنابشات يعود في أغلبه إلى الفراغ وعدم الانشغال بأي شيء مفيد. لقد بات هؤلاء الشباب على حافة المرض النفسي وتدمير شخصياتهم، لذا من واجب الحكومة والمنظمات التصدي لهذا الإدمان الخطير عند الشباب".

وأضافت صلاح: "بات هذا ظاهرة في صفوف الشباب، وخاصة البنات، أنْ لم يعودوا راضين عن صورهم الحقيقية، ويريدون التحول من خلال أقنعة سنابشات إلى أشخاص آخرين ذوي وجوه مختلفة، وهذا يمضي بهم بالتدريج نحو الارتباك في الشخصية والاضطراب النفسي بحيث لا يعودون قادرين على الظهور في المجتمع بدون أقنعة ومرشحات".








روداو
Top