حفاظك على أصدقائك يحافظ على صحة عقلك
April 10, 2019
من المجتمع
كانت الدراسات السابقة تعطي أدلة على أن هؤلاء الأشخاص يمتلكون بعض الميزات المثيرة للاهتمام في مخهم، حيث أنهم يمتلكون قشرة مخية سميكة تزيد من مقاومة خلاياهم العصبية للتدهور نتيجة التقدم بالعمر، بالإضافة إلى ملاحظة كبر القسم الأيسر من قشرة مخهم الحزامية الأمامية وهي المنطقة المسؤولة عن الانتباه واتخاذ القرارات.
لكن كل هذه العلامات غير كافية لتوضح السبب وراء براعتهم العقلية الغير عادية، وهو ما حفز الباحثين في هذه الدراسة لاكتشاف العوامل الأخرى التي من الممكن أن تكون قد أثرت عليهم.تقول إميلي روغالسكي الأستاذ المساعد في مركز أمراض علم الأعصاب الإدراكي والزهايمر في جامعة نورث وسترن والقائمة على الدراسة، “عندما بدأنا المشروع، لم نكن متأكدين بأننا سنتمكن من إيجاد هؤلاء الأفراد”، فكان التحدي الأول بالنسبة لهم هو العثور على أشخاص فوق عمر الثمانين وعلى استعداد للمشاركة، ثم تقول “واحد وثلاثون رجلًا وامرأة الآن يشاركون في المشروع، وجزء من هدفنا هو التعرف عليهم، من هم؟ وماذا يحبون؟”.
قامت الدراسة على جعل المشتركين جميعًا يقومون بملء استبيانات تتكون من 42 سؤالًا عن صحة حالتهم النفسية، وقد تشابهت نتائجهم مع كبار السن متوسطي العمر في إذا ما كانوا يمتلكون هدفًا من حياتهم أو استقلاليتهم بأنفسهم، ولكنهم أظهروا درجة عالية في أهمية امتلاكهم لعلاقات اجتماعية مرضية ودافئة وموثوقة، وهو بالفعل ما تمت مقارنته مع الدراسات الأخرى وأكدوا من خلاله وجود عامل مشترك في تقليل مخاطر إصابتهم بالمشاكل المعرفية والخرف.عند سؤال إحدى السيدات المشاركات في المشروع وتُدعى إيفلين فاينجان عن أهمية الصداقة؛ أجابت: “بدون جرايس صديقتي المقربة التي أعرفها منذ المدرسة الثانوية وأصدقائي الذين يعيشون في مجمع عمارتي، كنت من الممكن أن أصبح منعزلة”، على الرغم من أن إيفلين تعاني من صعوبة ف السمع وضمور في عضلات كلتا عينيها ولكن على النقيض فهي بصحة جيدة جدًا، وتكمل “إنه لمن المهم أن تحافظ على أصدقائك، لتمسك بالهاتف وتحدثهم”، وتقول أنها تتحدث وتراسل صديقتها جرايس وأربعة آخرين من أصدقائها بشكلٍ معتاد يوميًا.
ليس ذلك فقط بل هي تذهب دومًا إلى الكنيسة، غير أنها مشتركة في نادٍ للكتب ومتطوعة في متجر لإعادة البيع بالإضافة إلى علاقتها مع جيرانها وزيارتها لأبنائها وأحفادها بصورة دائمة.أحد المشاركين الآخرين كان ويليام بيل البالغ من العمر 86 عامًا، بعد أن تقاعد من مهنته في مجال المبيعات والتسويق منذ عام 1999، اكتشف أهمية أن تكون معبرًا أكثر عن عواطفك، حيث يقول “الرجال عادةً ما لا يتحدثون عن مشاعرهم، وأنني كنت من نوع الأشخاص الذين يبقون الأشياء بداخلهم، ولكنني تعلمت أن أكون منفتحًا مع الناس”، فقام بيل بعمل مجموعة صغيرة من الأشخاص كبار السن الذين تقاعدوا، والتي بدأت في الكبر مع الوقت حتى وصلت لـ 150 عضو، ثم أنشأ 4 مجموعات أخرى غيرها، ويجتمعون شهريًا لمدة ساعتين فقط، ويهدف من هذه المجموعات أن يجعل الأشخاص يتشاركون مشاكلهم الشخصية من الطلاق والمرض وأطفالهم الغير قادرين على إيجاد الوظائف وأكثر.
ويقول أنه يسعى لجعل الجميع يعرفون بأنهم ليسوا بمفردهم في مشاكلهم، كما أن كل من معه في هذه المجموعات يشبهونه بال”صمغ” الذي يحافظ على تماسك مجموعاتهم، وأنه دائمًا أول من يتذكرهم في أعياد الميلاد والمناسبات وحتى في أي حالة عزاء أو مرض.
لا يتوقف الأمر على جعلهم يتشاركون في الحديث فقط، بل يجمعهم في عدد من النشاطات الأسبوعية، مثل ركوب الدرجات لأكثر من 20 ميلًا ثم يتناولون الغداء معًا، أو السير لمسافات طويلة ثم يتجهون لشرب القهوة جميعًا، ويشارك مجموعات أخرى في لعب كرة اليد المائية وغيرها من الرياضات المختلفة.