خطوات للعلاقات العاطفية
April 9, 2019
من المجتمع
لماذا لا تعبر عن امتنانهاهي: زميلتي في السكن العام الماضي كانت فظيعة، لم تشكرني على الإطلاق على أي شيء، لم تنظف المنزل مطلقاً، لقد كان فظيعاً، لا أود أن أسكن معها ثانية.
نظرية آرلي هوتشيلد في ” الاقتصاد في الامتنان “يفسر لما لا يعبر الشركاء غالباً عن امتنانهم لمجهود الطرف الآخر ولا يساعدوهم في حصتهم من العمل.تناقش هوتشيلد، أنه في العلاقات، مبادرات شخصية لبعضهم البعض ” هدايا ” والتي تكون عبارة عن شيء إضافي وغير متوقع. لذلك، إذا كان الغسيل ( أو إخراج القمامة، أو تنظيف الصحون، أو كل ما سبق) . محدد على أنه “لك”، فإنه من غير المحتمل أن يشعر شريكك بالامتنان لما قمت به.بعد كل ذلك، فإنك تفعل “المفروض ” أن تفعله، تفعل ما أنت “أفضل” في تنفيذه. في الواقع، قد يجادلك لأن إنجاز المهمة يزعجك، و أنك لا تفعلها لأجله بل لأجلك. ومن ثم فإنه من غير المتوقع أن يشكرك لأنه لا يرى جهدك هدية له. في شروط تقسيم المهام، إن الشريكين الذين يقومان بأعمال المنزل يعملان على تطوير هذا النموذج.
الشخص ذو الحد الأدنى يؤدي المهام قبل أن يقوم الطرف الآخر بالقيام بها، و المهام سوف تحدد على أنها ” لها”. الشريك لا يشعر بمسؤولية أداء تلك المهمة، ولا يشعر بالامتنان، لأن القيام بذلك العمل هو عملها. وذلك، ما يقلل احتمالية أن يمد يد العون في المستقبل.
الأهم، إن التعبير عن امتناننا يمكن أن يساعد في تغيير الديناميكية بين الشريكين في تقسيم المهام. التعبير عن الامتنان بذكر الشخص الذي يقوم بالعمل بأن تقسيم العمل غير عادل، وأن مساعدات شريكه هي هدية له.
إن الأشخاص الذين يتلقون هدايا عادة ما يشعرون أنهم ملزمين برد الجميل، هذه الرؤية ممكن أن تؤدي إلى عدم تقديم الهدايا من النوع الخاص بل الأفضل أن يقوم الشريك بالمساعدة في عمل المنزل. و بالإضافة إلى ذلك، الشخص الذي يعمل أكثر من المطلوب ،فإنه على الأرجح سيشعر بدرجة أقل من الاستياء و خيبة الأمل ما إن يشعر أن مجهودها معترف به ومقدر من الطرف الآخر.
الاقتصاد في التعبير عن الامتنان، يساعد بالتالي على تفسير حقيقة أن الأزواج و زوجاتهم أكثر شعوراً بالرضا عن علاقتهم عندما يرون أن زوجاتهم يبالغن في العمل بالمنزل. إن أحد وجهات نظر الشريك في العمل المنزلي أنه هدية، و فوق ما هو متوقع، فإن زوجته ممتنة وسعيدة في الزواج. وفي المقابل، نجد أن الأفراد الذين يشعرون بالتقدير من شركائهم لا يعربون عن أي استياء من تقسيم أعمال المنزل ورضاء أكبر بعلاقتهم أكثر من المشتركين الآخرين. هدايا تعبر عن الامتنان:للتعويض عن الاختلاف في قدرة التحمل من الاضطراب، وهذا ما يخلق مزيد من المساواة في أعمال المنزل وزيادة الارتياح في علاقتهم؟ جزء من الإجابة يأتي من مجرد إدراكك لهذه الظاهرة. ما إن يفهم أحدهم أن شريكه حقاً لم “يلاحظ” الأطباق المتسخة، أكوام الغسيل، أو القمامة المتكومة، يميل هنا الشخص أن يكون أقل غضباً ويمكن أن يناقش المسألة بهدوء أكثر وبطريقة أقل اتهامية، و التي بدورها تساعد الشريك على أن يكون أقل دفاعية.
وبصفة عامة، من الأفضل توقع المشاكل قبل وقوعها، فعلى الذين يبالغون في العمل أن يتجنبوا بشكل متكرر أداء مهمة لا يريدون أن تكون ” خاصتهم” ولاسيما في بداية عيشهم مع الشريك.
وبعبارة أخرى عندما تنتقل لأول مرة لتعيش مع الحبيب، احرص على أن تقوم ب طهي وجبة العشاء كل ليلة، أو فعليك أن تتوقع أنك.ستقوم بهذه المهمة لبقية علاقتكما. قم بتحديد دور منذ البداية حيث أن كلاكما ستقومان بتلك المهمة. يمكن للأشخاص الذين يبالغون في العمل أن يتواصلوا مع الشريك عندما يجب أن تؤدي مهمة ما بدلاً من انتظار أن يرتفع حد الشريك، ويفسروا لأنفسهم عدم إدراكهم.
كما وأن الكسولين يمكن أن لا يؤدوا المهمة تبعاً لمعايير الشريك و بيانات التقدير، عوضاً عن النقد أنهم لم يؤدوا المهمة بنجاح، أو أنهم قاموا بها بعد فوت الأوان. كما يساعد لو أن الكسول يفهم أن الشريك ينزعج كثيراً من المنزل الفوضوي، لذلك هم بحاجة لتطوير الإستراتيجية ليتجاوبوا مع الفروق في المستويات الدنيا، مثل القيام بمهمة قبل أن تضايقهم، كل شريك يمكن أن يتحمل المسؤولية بمهمات معينة ممكن أن يقوم بها على جدول زمني، بغض النظر إذا كانوا يتضايقون منها.
على سبيل المثال، إخراج القمامة كل يوم اثنين و خميس، سواء كنت تعتقد أو لا أنك بحاجة للقيام بذلك. و أخيراً، شركاء المنزل يجدون أنه من المفيد كتابة قائمة من المهام الموكلة إليهم، ومن ثم تبديل هذه القوائم لأسبوع أو لشهر ليتفهموا أكثر مساعدات الشريك، قد يفاجئوا بمعرفة أن الشريك قد قام بأكثر مما يتصورون،
عندما كان زوجها جيم على عكازين لمدة أسبوعين من الزمن، اكتشفت جيس في الحقيقة أنها لم تقم بالأعمال المنزلية الروتينية فقط بل أن جيم كان يقوم بكل المهام المقرفة التي لا تريد القيام بها حينها أدركت أن توزيع المهام المنزلية كان أكثر من منصف. يعتبر الامتنان مسألة شائكة، ولكن فهم الدور الذي يقوم به الامتنان يمكن أن يشجع الأشخاص الذين يبالغون بالعمل على تحمل مسؤولية مهام أقل، بحيث لا تعتبر هذه المهام كعطاء “له ” أو “لها”.
أيضاً، فهم نظرية الاقتصاد في الامتنان يساعد الكسولين بالاعتراف أنهم يستفيدون من جهود الشريك، و أن عملهم في الواقع هو هدية لهم كتنظيف الغسيل والسجاد. كما قد لا ينزعجوا من الفوضى كما شعر شركائهم مبكراً بذلك، إلا أنهم في نهاية المطاف سوف يشعرون بذلك و يريدون القيام بتلك المهم بأنفسهم، ومن ثم فإن الشركاء يقومون بالمهام التي تعني كلا منهما.
و إذا قام الشركاء بممارسة بعض الخطوات المبينة أعلاه لتحقيق مزيد من العدل في توزيع العمل، فإنه من المحتمل أن يحصل على تقدير جديد لأن الآخر يقوم بأداء تلك المهام لأجله. ومن غير المحتمل، أن هذه الاقتراحات ستقضي على الخلاف بين الأزواج حول تقسيم العمل، ولكننا نعتقد أنها ستساعد الشريكين على تقليل وتيرة الخلاف وزيادة التعبير عن الامتنان وتحسين مجمل مشاعر العلاقة. والأهم من ذلك كله، أنها يمكن أن تساعد الشريكين على تجنب الوقوع في فخ عطاء بعضهم البعض، و يبدؤوا في تقدير الهدايا الصغيرة والكبيرة التي يقدمها كل منهما للآخر .
اكاديمية نيروى