• Monday, 13 May 2024
logo

لماذا ينبغي ألا نكذب على أطفالنا بشأن "بابا نويل"؟

لماذا ينبغي ألا نكذب على أطفالنا بشأن
إنه شهر ديسمبر/كانون الأول من جديد، ذاك الشهر الذي تظهر فيه أشجار أعياد الميلاد وزينات هذه الأعياد على نحوٍ مفاجئٍ في واجهات المحال، وتحتدم أجواء التحضير للاحتفالات، وتلوح عطلة المدارس في الأفق. ومن شأن تلك الفترة أن تصبح مفعمةً بالإثارة والحماسة من جهة، أو مُحزنةً ومثيرةً للكآبة من جهة أخرى، بحسب طبيعة علاقاتك مع أسرتك.بطبيعة الحال، لا يحتفل الجميع بأعياد الميلاد أو الكريسماس. لكن من يفعلون ذلك ربما يجدون أنفسهم يكذبون على أطفالهم خلال فترة العطلات بشأن هذه الشخصية الخيالية المتمثلة في ذلك القديس العجوز الظريف نيقولاس أو سانتا كلوز الذي يعرفه الكثيرون باسم "بابا نويل" الذي يقدم الهدايا للأطفال المطيعيين.لكن هل هناك من ضررٍ حقيقيٍ ينجم عن كذبك على أطفالك بهدف تعزيز وجود أسطورةٍ تحظى بالشعبية كتلك المتصلة بهذه الشخصية؟ وفي المقابل، ألا تستحق أنت أن يدين لك الأطفال بالفضل والشكر والعرفان لكل الهدايا التي ابتعتها بأموالك وزعمت أن بابا نويل هو الذي جلبها لهم؟نعلم الآن كراشدين أن "بابا نويل" ليس شخصيةً حقيقيةً على الإطلاق، ولكن كثيرين منّا لا يزالون يتذكرون هذا اليوم المخيب للآمال الذي اكتشفنا فيه هذا الأمر. لذا سألنا خمسة خبراء يعملون في مجالاتٍ بحثيةٍ متنوعةٍ، عما إذا كان من الصواب أن يكذب المرء على أطفاله في هذا الصدد أم لا. وقد رفض أربعةٌ منهم ذلك تماماً.فلنبدأ بالخبير الوحيد الذي تبنى موقفاً مؤيداً لهذه الكذبة على الأطفال:من ينخرطون في طقوسٍ متعلقة بأعياد الميلاد و"بابا نويل" يشاركون حرفياً مع صغارهم في عملية لخلق الذكريات، في ضوء أنهم يستحدثون سماتٍ مُمَيِزَةٍ لمناسباتٍ ذات طبيعةٍ خاصةٍ يحتفلون بها في وقتهم الحاضر، لكي يتم تذكرها في المستقبل، بشكلٍ يعزز تقاليد الأسرة وخبراتها الاجتماعية المشتركة، التي تنتقل جميعها من جيلٍ لآخر.
وتشير ألين إلى أن الطقوس الخاصة بـ "الكريسماس" توفر فرصةً للشعور بالانتماء الاجتماعي، الذي يُكوِّن شبكات الدعم الاجتماعي الخاصة بنا، بل وقد يقلل شعورنا بالوحدة.
فضلاً عن ذلك، ربما تكون الأسطورة المتعلقة بـ"بابا نويل" مهمةً بالنسبة للأطفال على صعيد تعزيز ما يُعرف بـ "الوظائف التنفيذية" أو "التحكم المعرفي"، وهو ما يشمل مهارات الانتباه لديهم، ما يقدم أدلةً لا يُستهان بها تفيد بأنه لا يجدر بالآباء والأمهات أن يترددوا في تحفيز خيال أطفالهم.
ويتعين على الوالدين أن يضعوا في حسابهم طوال الوقت المرحلة العمرية التي يمر بها صغارهم، حينما يتخذون قراراتهم الخاصة بتحديد المعلومات التي يمكنهم إطلاع هؤلاء الأطفال عليها. فالكذب على طفلك بشأن طبيعة شخصية "سانتا كلوز" وهو في الثالثة من العمر يختلف تماماً عن الإقدام على الأمر نفسه حينما يكون في الثلاثين.
وهكذا فإن ثمة عبئاً يقع على كاهل الوالدين على صعيد مساعدتهم أطفالهم على أن يبلوروا بأنفسهم وبشكلٍ طبيعيٍ ودون تدخلٍ استخلاصاتهم المتعلقة بشخصية "بابا نويل" في الوقت المناسب بالنسبة لهم.




بي بي سي
Top