السذاجة أعيت صاحبها ..الساذج لا يعلم إنه كذلك على الاغلب….. وإذا أدرك خصلته ينوء بثقلها ويعاني المرارة والخيبة من ويلاتها.. لا يكتشف أنه يمارس السذاجة الا بعد عدة نكسات وعثرات..مصاب بداء لا دواء له لا يشفى منه إلا حين يقرر تعديل تفكيره ثم سلوكه…عادة يثق فيمن حوله دون أي مؤشرات أو دواعي لذلك .. يبوح بأسراره لغير اهل الثقة ويرهق نفسه في إرضاء الاخرين…لا ينتبه لأي أخطار قد تتربص به أو قد تلوح أمامه.. بعيد كل البعد عن الحذر والحيطة.. يقول كل ما يفكر فيه على الملأ دون أن يصنف او ينتقي..لا يملك خاصية الأختيار او الإنتقاء..لا يملك أيضا التمييز بين مصلحته او مصلحة الأخرين..لا يستطيع أن يخدم كليهما معاً بل يقدم الأخر في مقابل خسارة مصلحته…..الكثير من الناس يخلط بين سلوك السذاجة والطيبة…الفرق بينهما ان الطيبة هي حب الخير وتقديم المساعدة بدون إيذاء المصلحة الشخصية أو التقصير بحقها ..كما ترافقها قوة في الشخصية اما السذاجة تجد معها ضعف شديد بالإضافة لمساعدة الآخر في مقابل ضرر للنفس…المحيطين بهذا النوع من الأشخاص يعانون أشد المعاناة والمشقة…خصوصا اذا حاولوا حمايته من إيذاء نفسه..لأن السذاجة ترافقها أحيانا صفة العند والتشبت بالرأي…حيث يصعب إقناع العنيد او التأثير عليه …في المقابل يمكن إستدراجه واستغلاله بكل سهولة من قبل المستغلين لكنه يحاول ان يكون ذكيا مع من يسانده ويوجهه للعمل لصالح نفسه ..هو مبرمج على تدمير نفسه وتدمير أقرب الناس إليه..حاذر أن تتعامل مع السذج ولا تأخذك الشفقة عليهم او الغرق في شئونهم لأنك ستلاقى نفس مصيرهم شئت أم أبيت…إذا لم تنجح محاولاتك في نصحهم لا تحاول ثانية..أتركهم لمصيرهم وامضي في طريقك…
شبكة ابرك للسلام