• Saturday, 11 May 2024
logo

ختان الإناث: "أنتِ قالب ثلج لا يشعر، لا يحب، لا يرغب"

ختان الإناث:
يتحدث الجميع عن الجنس خِلسة وبخوف، وفي حال تجرأت فتاة على ذكره يُدّق ناقوس الخطر، ولكي يتخلصوا من هذا الرعب يوقعون علينا عقوبةً اسمها الحَرَكي هو "الختان \ الطهارة".
كان سن الحادية عشرة هو اللحظة التي تلقيت فيها درسيَ القاسي عندما خضعتُ بكل بساطة لقطع أجزاء من أعضائي التناسلية، لأوقِن يومها أن حقي في أن أكون مخلوقًا كاملاً قد انتهى، وأن جسدي وأي محاولةٍ للتعرّف عليه هيَ كل المعاصي التي لن تُغتفر، فلم أقرَب جسدي طوال ثلاثين عامًا حتى ولو عرَضًا أثناء الاستحمام أو ارتداء ملابسي، كنّا أغرابًا عن بعضنا البعض، فلم أعد أنظر للمرايا التي تحوّلت لعدوّي اللدود الذي أخشى انعكاسي عليه.
علّموني أن الجسد يعني الجنس، والجنس ذنب وخطيئة، إذن الجسد لعنة، لذا أهرب بكل طاقتي من هذا "الشر الخالص" الذي خُلقت به.اتخذتُ من لحظتها قرارًا - غريبًا على المجتمع- بعدم الارتباط بأي شاب رغم عروض الزواج والتودّد، وألاّ أقع في الحب أو أدخل في أي علاقة جنسية، فمهما حاولت إيجاد كلمات لوصف المُعضلة، تظل الغصّة في قلبي تؤكد أن الأمر أصعب وأكبر من ذلك، أقسى من قدرتنا على الوصف، وقدرتكم على التفهّم.
لكن هل يا تُرى كان الأمر سيختلف لو كنت بخير؟ كاملةَ الجسد والروح، أُقدّس جسدي وأعرف تميّزه فلا أخاف من الاقتراب أو الانكشاف على الآخر، والذي ما إن سيرى الناقص من جسدي سينفُر مؤذيًا روحي كاسرًا إيّاي للأبد؟ فأرفض الأمر من بدايته، ليكون لي "أنا" أخيرًا القرار والتحكم الأوْحد في جسدي وحياتي وليس للآخرين سيطرة عليه.
من المُفترض أن يُشعرني هذا بالأمل ولكنّي لازلت غير مصدقة أن يقترب شخص غريب مني، وأن يكون من الطبيعي رؤية ولمس المكان الذي يعني الأذى والكراهية والعنف الذي مُورس ضدي. فكيف سيستطيع عقلي ترجمة أن هذا ليس أذى؟




بي بي سي
Top