المشاعر الإيجابية طاقة يجب تفريغها
September 16, 2018
من المجتمع
فالطاقة لا يمكن إنتاجها إلا بوجود هاذين القطبين. الشخص السلبي جدا هو شخص إيجابي جدا في نفس الوقت ولكنه محتجز في القطب السلبي من الطاقة. لكل عملة وجهان وكذلك الطاقة ونحن هنا نتحدث عن طاقة المشاعر التي يتعامل بها البشر. قد تعتقد أنك مصاب بالإكتئاب بينما في الحقيقة أنت مصاب بإنحباس مشاعر الفرح والسعادة. ترى الجزء السالب المتمثل في الإكتئاب لأن هذا هو المتبقي لك أو الذي تمكن من الوصول إليك بينما الجزء أو القطب الإيجابي المتمثل في الفرح والإنشراح قد تكتل تكتلا شديدا في داخلك وتكثف حتى تجمد وصغر كثيرا بحيث لا تراه.
أنا على يقين أن حتى أشد الناس كئابة وسلبية يمكن تحويلهم إلى سعداء إن تمكنا من تحرير الطاقة الإيجابية المحبوسة فيهم. هذة العملية سهلة عندما نبعد الإنسان عن المؤثر الخارجي الذي يحبس عملية التنفيس عن الطاقة الإيجابية. كتغيير المكان أو السفر أو الهجرة أو تغيير العمل أو الإنتقال إلى بيت آخر بعيدا عن الأعداء الطبيعيين كالوالدين والإخوة والأخوات. هل هذة الطرق الوحيدة المتوفرة؟ لا طبعا وإليك الطريقة الصحيحة التي فشل أكثر المتزوجين فيها.
في العلاقة الزوجية هناك سالب وموجب وأنثى وذكر، وفي كل منهما سالب وموجب وأنثى وذكر أيضا. العملية لا منتهية وكلما تعمقنا أكثر سنكتشف المزيد من النمط السائد، أنثى – ذكر. هي كالحلقات اللا نهائية من الذكورة والأنوثة والإيجاب والسلب. بين المتزوجين خصوصا هذة العلاقات والطاقات تصبح أكثر وضوحا وتجليا وما يحدث أن الطرفين ينفران من بعضهما بعضا وهذا يؤدي إلى خلافات لا متناهية بينهما.
في الغالب الرجل هو المنتج الأكبر للمشاعر الإيجابية بحكم دوره كطرف فاعل ومتحرك وطامح للنمو من أجل إرضاء زوجته أو حبيبته. هذة الطاقة الإيجابية المتزايدة إن لم تجد مكان لتفريغها تنحبس وتتكتل وتتكثف وتتحول إلى طاقة خمول وكسل وإمتعاض وغضب شديد. عادة الرجل ليحافظ على نفسه يلجأ للخروج من البيت والتنفيس عن تلك الطاقة المحبوسة في أعماقه وفي كثير من الأحيان يفرغها بطريقة مباشرة وهي إقامة علاقة مع إمرأة أخرى قادرة على إستقبال تلك الطاقة والتعامل معها والإستفادة منها وإستثمارها لمصلحتها الشخصية. بينما الزوجة المسكينة تضرب أخماس في أسداس وتحصد ثمن غفلتها.
مثال عملي لتتضح الصورة. الرجل بحاجة لتفريغ الطاقة الإيجابية أولا بأول ليتوازن وهنا يأتي دور الزوجة أو الحبيبة. ينجح في مهمة أو يكسب صفقة أو يتفوق في مجال فيأتي لزوجته ليتباهى بإنجازه مهما كان بسيطا أو حتى تافها. هذة هي الطاقة الإيجابية فيجد زوجته قد تجاهلت حاجته للكلام والتباهي أو التشجيع فينكفىء على داخله ويتراجع عن الكلام. تكرار هذا الأمر يؤدي إلى تراكم تلك الطاقة وعدم تفريغها التفريغ المناسب. في هذة الحالة يتحول إلى إنسان بائس وذابل الروح. أنانية المرأة هي السبب. تعتقد أنها قامت بدورها تماما وهي رائعة لأنها غسلت الصحون وعطرت البيت ورتبت السرير لقضاء ليلة حميمية.
لا يحتاج الرجل للحميمية مقدار حاجته للتباهي بإنجازه. هذا يوازنه ويخلصه من الشحنة الإيجابية فيعود لطبيعته وحينها تصبح لكل تلك الأعمال قيمة عنده
لكن هل هذا مقتصر على الرجل فقط؟ لا وإنما المرأة أيضا بحاجة لتفريغ شحنتها الإيجابية المكبوتة وذلك بالتعبير عن رغباتها وأحلامها. المرأة قضيتها أسهل بكثير لأنها تتخلص من الطاقة في محيطها الإجتماعي سواء بالكلام مع نفسها أو مع أولادها أو صديقاتها أو آخواتها. تجمع المرأة الطاقة الإيجابية وتحبسها في حالة تعرضها للهجوم والإعتراضات أو التعامل معها بعدم إحترام. لا تستطيع المرأة التعايش مع عدم الإحترام أبدا وإن بدت راضية ظاهريا. على الرجال والنساء على حد سواء إحترام المرأة وترك المجال لها لتفريغ طاقتها الإيجابية دون إنتقاد أو إستهجان أو تجريح.
الأم، الأخت، الأخ، الأب وأي رجل أو إمرأة عليهم منح قريباتهم ما يحتجنه من إحترام ووقت للتخلص من طاقتهن الإيجابية المحتجزة في العمق. حينها لن تكون هناك إمرأة مكتئبة وحزينة. بينما الرجل ليس بحاجة إلا لزوجة أو حبيبة تفهم حاجته لتفريغ شحنته الإيجابية.
إمنحوا من تحبون بعض الوقت
عارف الدوسري